لا يحبني....للأبد!

19.4K 1.1K 67
                                    

"سوريل!...عزيزتي!"

قال آدم بصوت حنون وعميق يحمل الندم ونوبة غريبة من المشاعر التى ضجت بغزارة حتى بعد توقف المطر.

أحست سوريل بالوهن يزحف في عظامها وهي تنظر لشبح آدم الذي ميزته من صوته...في اول وهلة ظنت انها تتخيل بسبب الظلام الكثيف، وعندما تأكدت لم تدري كيف حملتها قدميها وعانقته بشده كالغريقة..وهي تدفن وجهها في صدره لاعمق حد تستطيع الوصول له...كانت تتمتم باسمه المرة تلو الاخرى.

عندما استوعب آدم ما حصل...حرك يديه ببطء وأحاطها بكلتا ذراعيه وهو يغرق وجهه في شعرها الذي بلله المطر.

كانت لحظة جمعتهما..كانا فيها قريبين من بعض..

لم تبالي سوريل بما صممت على فعله...لم تبالي بحتمال كونه يتسلى بها..لم تبالي بخطبته لدافينا..كل ما يهمها انه هنا الان ولم يمسه مكروه!

أما آدم فلم يعد يفكر بعد سماعه تلك الكلمات التى كانت كشبه اعتراف بالحب...

كسر آدم الصمت بصوت خنقته العاطفة فجاء مهتز:

"يا إلهي! لماذا خرجت من الكوخ سوريل"

وكأنما حديث آدم قطع تلك اللحظة المحملة بالمشاعر والرفيعة كشعرة تنقطع!

ابتعد سوريل بعد ان صفعها دماغها بضع مرات واصلح شعرها المبعثر بيدان ترتجفان وهي تتجننب نظرات آدم بوجه مشعل مرتبك، ثم قالت بصوت حاولت جعله ثابتا:

"لقد خرجت لمدة نصف ولم تعد..فقلقت عليك..اعني..المكان هنا منعزل قد..قد يوجد لصوص او حيوانات متوحشة.."

وللاسف خرج صوتها غريبا عليها بكلمات متعثلمة...

" أكنت..قلقة علي؟!"

قالها بذهول

"طبعاً! اعني..اقصد..اجل..اجل"

يالي من غبية!

هكذا قالت سوريل تأنب نفسها.

ضحك آدم بسرور وهو يقول:

" أجل واحدة كانت تكفي عزيزتي!"

ثم حمل الحطب وسارا في اتجاه الكوخ وكل منهما يبتسم بفرح علما مصدره.

ايقن آدم انه يحب سوريل بشده...وانها تحبه ايضا ومجرد تذكر هذا جعل قلبه يهمل نبضتين.

ثم صدم الواقع سعادتهما، آدم سيخطب دافينا..وسوريل مجرد معلمة ومربيه لابنته..كما انها صغيرة في السن.

وعندما وصلا الكوخ اشعل آدم الحطب، بينما بدلت سوريل ملابسها.

قررا ان لا يفكرا بكل الحواجز التى تمنعهما..وان يجعلا هذا الليله كذكرى جميلة لم يكتب لها ان ترى اشعه الشروق.

كان آدم يراقب سوريل بشغف وهي تحاول ام تجفف شعرها..مما جعله يتسائل هل هي مرتبكة من تحديقه؟ وهذا السؤال جعله يبتسم بمكر ويقترب ويأخذ المنشفة هامسا:

قصر الأوراق المتساقطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن