قضت سوريل ليلتها ساهرة، لم يغمض لها جفن وأنين قلبها لم يتوقف.
أحست بقبضة حارقة تخنقها وتعصر قلبها دون رحمة، وشعرت بأنها اصبحت خاوية ولم تلم ألا نفسها...هي التى كانت ساذجة جدا وصدقت وعوده!
هي من أقنعت عقلها بثقة أن آدم يحبها...وفي تلك الليله علمت انه لم ينطق بأحرف كلمة (أحبك) أبداً!
كان كل شيء بارد فيما داخلها يحترق، ذلك التناقض المخيف أصاب جسدها بالحمى.
فتحت النافذة فسمحت لهواء الليل القارص الولوج، فتحرك الستائر متراقصة كأشباح. لم تبالي بأن تبدل ثيابها وجلست على السجادة الثقيلة التى تقابل السرير وضمت ساقيها لصدرها...نظرتها كانت خاوية ودموعها أبت ان تنزل.
لقد كذبت عيناها عقلها وتصارع شفتاها مرددتا بأسم آدم في همسات معذبة، اما قلبها فقد اوقف العمل و سارع للأنزواء في ركن مظلم.
عندما أشرقت الشمس أخيراً، سكبت اشعتها الذهبية الخجولة على سماء الليل...تجمعت عدة غيمات سوداء تنظر بهطول المطر فجارت مزاج سوريل المغلف بدرجات لم تبلغها من الحزن.
سارعت لتأخذ حماما باردا وعندما نظرت لوجهها في المرآة هالها شحوبها والسواد المحيط بعينيها.
بحركة مضطربه تناولت أدوات الزينة وحاولت أخفاء علامات ضعفها رغم وضوحها المثير للشفقة.
أرتدت فستان رمادي بسيط فيه نقوش أوراق يابسة ومجعدة...وبسخرية تامة فكرت أن هذا هو قلبها الأن يابس وخالي من الحياة.
كل ذلك الحزن الثقيل تحول لغضب مرير وتأنيب مؤلم لنفسها...فأضحت بين ليله وضحها أمرأة مختلفة.
كان الفجر في بدايات انبثاقه عندما غادرت قصر الأوراق المتساقطة وبخطوات ثابته سارت وسارت.
عبرت حقول شاسعة، ومتعت نظرها بالقطعان التى ترعى بهدوء لا يعكر صفوة شيئاً. مرت قرب ساقية في نهر جاري صغير والصخور الملونة تلمع عندما تلامسها اشعة الشمس.
استلقت تحت شجرة كبيرة وتأملت اغصانها الكبيرة التى تبدو وكأنها تعانق السماء.
الحقول الشاسعة والخضراء هي ما تميز أراضي نيو كاسل..فالمطر فيها غزير والشمس مشرقة.
فكرت بهدوء ورويه عن ما يجب فعله، فالتورط الان قد يجعلها تخسر ذاتها كما خسرت قلبها. قادها أنسياب الافكار نحو قصاصة الصحيفة التى وجدت فيها اعلان عن مربية...وعن قدومها ورؤيتها لسالي وآدم اول مرة! هل تتمنى لو انها لم تره؟! لو انها لم تأتي لقصر الاوراق المتساقطة؟لو بقيت في لندن وتابعت عملها كمعلمة في ذلك الدير.
أحست بأنها تغرق في محيط مظلم وعميق، لا تجد ما تتعلق به...وأن حبها لآدم سيكون سبب لتدميرها!
أنت تقرأ
قصر الأوراق المتساقطة
Romanceبعد علاقة عاطفية فاشلة قررت سوريل تغير نمط حياتها..بعد ان كانت تعمل معلمة، قررت تعمل مربية في أبعد مكان عن لندن لتنسى! ولكن حياتها تغيرت تماماً بعد ان تعرفت على أهل القصر ، وتدور في خلدها أسئلة كثيرة فلماذا يكره والد الطفلة ادم هاموند ابنته؟ ولماذا...