أنه قادم!

21.6K 1.4K 131
                                    

عندما استيقظت سوريل في ذلك الصباح، احست ان القصر على غير عادته من الهدوء والسكينة، وانما كان يعمه الاضطراب ...الخدم يهرعون من مكان لاخر حتى السيدة تريزا المتزنة كانت تركض وتصيح :
" اسرعوا...يجب ان يكون كل شيء كما يجب..هيا بسرعه!"

وعندما رأت سوريل تنزل من الدرج الخشبي تمتمت قائلة :
"سيد القصر قادم!"
" من؟ السيد هاموند؟"

قالت بهدوء ولم يبدو عليها الازعاج ولا التوتر كما السيدة تريزا...التى تعجبت من سؤال سوريل الهادئ..ولكن عندما كانت تهم بالشرح لها نادها احدهم ان هناك مكالمة مستعجلة .

اخذت سوريل تبحث عن جودي...فهي الوحيدة التى ستوضح  لها سبب هذا الاضطراب:
"ألا تعلمين؟"

قالت ذلك وهي تصرخ بانفعال ووجهها تتضرج بحمرة ثم اردفت:
" آه يا إلهي! عندما ياتي السيد هاموند يجب كل شيء ان يكون كما يجب..كل مكان نظيف..كل الاطعمة التى يحبها معدة..يقولون انه سيقيم هنا لفتره..وقد يحضر بعض أصدقائه"
"ألهذا انتم منزعجون بطريقة هستيرية؟!"

هكذا قالت سوريل بدهشة، وزاد كراهيتها للسيد المتعجرف.

صعد لتذهب لسالي وتبدأ في تدريسها ،وحتى سالي لم تسلم من هذا التوتر السائد في قصر الأوراق المتساقطة.

كانت سوريل تكتم غيظها ، وقررت ان تخرج لتأخذ نزهة قصيرة حول ممتلكات القصر رغم معارضة السيدة تريزا التى  قالت بعصبية:
" يجب ان تكوني هنا عندما نستقبل السيد"

لكن سوريل تجاهلت ذلك وخرجت من دون ان ترتدي سترتها قائلة في نفسها ان الجو صحو والشمس مشرقه، وهي لن تتأخر كثيراً على اي حال.

سارت بين اكوام الاوراق التى بدأت تغزو ارض الحديقة تدريجيا، ولم تحجب الغيوم اشعة الشمس الذهبية...فاختارت بقعة مشمسة وجلست وهي تفكر بصوت مرتفع
" سوف اواجه السيد المتعجرف، واقول له رأيي فيه تماماً، وان انبهه ..كلا اعاتبه عن ترك ابنته وحيدة، واحتمال اصابتها بعقدة نفسية!"

مططت سوريل شفتيها باستهزاء وهي تتذكر منظر الخدم وهم يركضون من مكان لاخر لاستقبال ذلك المتعجرف واتباعه من الطبقه المخملية.

ضحكت سوريل بمرح على تخيلاتها ، ثم نهضت نفضت الغبار عن ثوبها..واتخذت طريقها عائده للقصر الأوراق المتساقطة، بعد ان احستت برعشه برد تغزو اطرافها وهي تحس بالخوف من القادم غداً.

حل المساء ،وحان موعد نوم سالي الصغيرة سبب سعادة سوريل..روت لها قصة قبل النوم ، قبلتها بحنان ثم غادر الغرفه لتساعد السيدة تريزا قليلاً.
" هل من مساعدة اقدمها لكم؟"

وانحنت بطريقة مسرحية لتجعل السيدة تريزا وجودي تضحكان، وقالت السيدة تريزا بعد تفكير :
"خذي هذه الشراشف ، وضعيها على سرير في غرفه السيد آدم، ثم  احضري السجادة الزرقاء تركتها قرب المنضدة"
" حسناً"

صعدت سوريل الى جناح السيد آدم هاموند وهي تشد على الشراشف بارتباك، ثم فتحت الباب ورأت ردهة تحتوى على كرسين عتيقين، رائعا التصميم ، وتقود الردهة لصالون صغير مؤثث بطقم من الاثاث الايطالي وهناك في الوسط طاولة موضوع عليها بعد المصنوعات الخزفية ، تذكرت سوريل المهمة التى جات من اجلها ففتحت باباً، احست غريزيا انه الصحيح، وكان حدسها صادقا..لتجد نفسها داخل غرفه نوم سيد القصر..غرفه رجالية جدا يطغى على اثاثها اللون الابيض والازرق الغامق وهي صغيرة بالمقارنة مع غرفتها، وما لفت انتبهها هي اله رفع الاثقال في زواية الغرفه

"ايمارس الرياضة هنا؟"

وضعت الشراشف على سريرة بعجل، ولكنه لاحظت قميصا موضوع باهمال في الكرسي قرب النافذة، فحملته وعندما همت بترتيبه...غمرتها رائحة عطره وكأنها رائحه معجون الحلاقة والكلونيا...والقميص ما زال دافئا وهي تتلمسه على وجنتيها لا شعوريا...احست بالاضطراب فوضعته سريعا وخرجت من الغرفة شاحبه كانها قد رأت شبحا..ولم تنسى ان تأخذ السجادة الزرقاء.

صعدت سوريل الى غرفتها والقصر يعمه السكون من جديد، والرياح بدأت تعصف بالمكان..نظرت للساعة وكانت الحادية عشر والثلث، بدلت ملابسها لقميص نومها المفضل الزمردي المصنوع من الحرير..اكمامه طويلة وينزلق على جسدها بخفه.صففت شعرها بحركات سريعة من الفرشاة.

تقلبت في السرير لبضعة دقائق وعندما سئمت من محاولة النوم..حملت كتاب الرواية كبرياء وتحامل الذي اشترته مؤخراً وخرجت للشرفه حافية القدمين لتقرأ على ضوء القمر والأضاءة الخفيفة من الحديقة..هي كانت معتادة على ذلك.

جلست على حافة الشرفه العريضة ورفعت ساقيها ، ثم اسندت رأسها للحائط، واندمجت في سطور تلك الرواية.

كان الوقت يناهز ما بعد منتصف الليل، عندما احست بحركة غريبة في الخارج ، وعندما نظرت للاسفل وجدت رجلاً لم تبين ملامحة يحدق بها واحست بالخوف يدب في اوصالها ، كان طويل القامة ويرتدي بدله رسمية وشعره الاسود يتحرك بخفه مع الرياح..لم يبعد نظره عنها..وهي لم تقوى على الحركة وعندما تحرك للامام..فزعت سوريل واحست بقلبها يكاد يتوقف..ودفع النسبم الذي هب اوراق الشجر...وعندما نهضت سوريل تختبئ في الداخل اوقعت كتابها ولم تنبه له..القت نظرة خاطفة على الرجل ...ثم فرت هاربه!

لم تعرف سوريل كيف استطاعت النوم تلك الليله..والاسئلة تتزاحم في عقلها...وترعبها..من هو؟ اهو لص؟ اكان شخصا ثملا ضل الطريق؟ ولكن عقلها لم يجد اجوبه لاسئلتها فاطفئ اضواء..وغطت في نوم عميق....

.......................................

أتمنى عجبكم البارت...غموض واثارة..اتخيلت نفسي في مكان سوريل..ههههههه

اعطوني آرئكم وتعليقاتكم :)

في أمان الله

قصر الأوراق المتساقطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن