تسلل النور إلى مقلتيها شيئاً فشيئاً ،لترى نفسها تقذف إلى ساحة فسيحة ،مبلطة ببلاط رخامي جميل ،تعلوه المدرجات من كل مكان ،وكأنها في ساحة رومانية للمبارزة ،أخذت تنظر فيما حولها بدهشة ،إلى تلك الأجساد المقنعة ،وهي تهمس في سرها :
"أهكذا يعدمونهن !"
ثم شعرت بجسدها يرتعش ،وأخذ قلبها يطرق كما تطرق الطبول ،وشعرت بالدنيا أمامها تدور وتدور ،حين غطى الضباب المكان ،وقبل أن تفقد وعيها ،رأت ظلاً لشخص من بعيد ،ووشاحه خلفه يرفرف بطريقة تدل على نبالته ،ليختفي كل شيء عن بؤرة نظرها .
***
- سيدي ،سيدي ...
هرع الرجل مسرعاً نحو ليون :
- ... سيدي ...
ثم وقف أمامه ،وأخذ يتلفظ أنفاسه ،ثم أردف :
- ... إنها على قيد الحياة .
~ مـــــــــــــــــــاذا ؟!
- أجل سيدي ،وقد استيقظت للتو ،لكنها لا تذكر شيئاً .
تنهد ليون ،بينما نظراته تعبر عن عدم الراحة ،هو ارتاح من عقاب ماكاروف في حال اضطروا لقتلها ،لكن نجاحها أدى إلى نحاجه ،وإفلاته من العقاب.
هنا أتى شخص آخر ذو شأن ،خلفه مجموعة من الرجال الأشداء .
- ليون ! .. أهنئُك ... يبدو أنك نجحت أخيراً !
فانحنى باحترام ،بينما قال بهدوء ،وتواضع :
- إنه لشرف كبير أن يأتي الحصن لتهنأتي شخصياً .
- كفاكَ ادعاءاً ،وعد لعملك ،علينا أن نجد شخصاً يقوم بحراستها ،وملازمتها ،بما أنها الآن سيدة هذه البلاد .
- أقترح بخبرتي المتواضعة ،أن نعين سيان ،فهو من أتى بها .
أمسك الرجل ذقنه يفكر ،ثم قال :
- أقترح أن نعين كارول ،فهو شخص قوي وجيد .
- .. سـ .. سيدي !
قالها بدهشة وتردد :
- إنه من حراسك الأشداء .
- لا بأس ،فمن أجل مستقبلنا ،يمكنني أن أضحي بأي شيء .
فقال بصوت مهموس ،وبصورة عفوية :
- سيدي الحصن .
فابتسم ،وقال :
- لا عليك ... يمكنني تدبر أمري ،إنه شخص واحد فقط ،وهو قليل بالنسبة لسيدة المستقبل .
- لكنه أقوى رجل تملكه ،لن تكون بأمان من دونه .
- هل تقول أن حمايتي فوق حماية السيدة .
تردد ـوقال متراجعاً :
- لـ ... لا ... أعتـ ... أعتذر !
- لا عليك ،أفهم شعورك ،كما عليكَ أن تحرص على عدم خروج الوصيفات الثلاثة من الغرفة ،فأنتَ تعرف الوضع ... لا نريد المزيد من الضحايا .
- أمركَ سيدي .
وهم الرجل -الملقب بالحصن- بمتابعة طريقه .
***
أنت تقرأ
Tied Bird In His Kingdom - (في مملكته أسيرة (قيد التعديل
Fanfictionلا تهذري تلك الآلئ من تلك الجفون ... لو تعلمين ،كم لآلؤكِ حطمت فؤادي ... اسمحي لي لو لمرة أن أكون ... نبضكِ الحاني الذي لا ينتهي ... ِدعيني أمسكِ تلكَ اليد ... لتأخذي رؤياي لهذا العالمِ .. دعيني أرشد ناظريكِ ... لأريكِ حقيقة الكونِ ... لأريكِ قوة ال...