أخذن يحدقن فيها ،بطريقة جعلها تشعر أنها تضمحل ،حتى هتفت إحداهن :
- سايانا ! ... سايانا أنتِ ،صحيح ؟
فأجابت بتردد ،وظهرت على وجهها علامات الدهشة :
- أ ... أ .. أجل !
- مستحيل !
صاحت أخرى ،وهي تشير نحوها بذعر ،وذراعها ترتجف :
- سايانا فقدت منذ عدة أشهر ،بالكاد هي حية الآن .
- لمَ تعتقدين ذلك ؟ أنا بالفعل أمامك !
بدأن يقتربن منها ،وكل واحدة تحاول لمسها للتأكد من حقيقة وجودها ،حتى أصدرن شهقة واحدة ،تدمر ما حولها من شدة الدهشة ،لتهتف واحدة بفزع:
- لكن سايانا ! اعتقدت أن ذلك الرجل قتلكِ بالفعل ،فأنتِ لم تعودي بعد ذلك .
وهبت أخرى :
- ما الذي حصل بعدها ؟ كيف استطعتِ الهرب؟
ترددت سايانا قليلاً ،كيف سيصدقنها الآن ،لكن صوت المديرة أتى من داخل المطبخ ،تنادي عليها ؛لتنال معها حديثاً صغيراً .
حين جلستا في إحدى الغرف ،قالت المديرة :
- سايانا ! ... حمداً لله على سلامتك .. لكن المكان أصبح خطيراً هنا ،وقد وضعتِ على اللائحة السوداء ،والجيش الحكومي لا يزال يبحث عنكِ ،وعن الشاب ،كما أننا أخبرناهم أنكِ ميتة ؛ليتوقفوا عن البحث ،أنا آسفة حقاً .
بدت المديرة نادمة ،حين نظرت سايانا نحوها بنظرات الدهشة التي تعقد اللسان ،وجرى صمت يقطعه الصمت ،لتقف سايانا بعدها بهدوء ،وتحني رأسها ،وهي تقول بهدوء :
- أشكركِ سيدتي على كل شيء ،لكنني أطلب معروفاً أخيراً .
- وما هو ؟
- اعتني بوالدتي رجاءاً .
وهمت بالذهاب ،بقلب منكسر ،وشعرت به وهو يهوي من مكانه ،وأخذت تسير بترنح ،من هول الصدمة ،حتى إنها لم تستمع نداءات مديرة المطعم المتكررة .
وصلت بها أقدامها نحو الغابة ،لتستيقظ ،وتجد نفسها فيها من جديد ،فهمست في نفسها :
" لا يمكن أن يحصل ذلك ... لا يمكن أبداً .."
وضربت بقبضتها الرقيقة ساق الشجرة ،وهي تردف في نفسها :
" حتماً أردت سبباً يمنعني من العودة ... لكن لمَ ؟ لمَ يحصل كل هذا فجأة ؟"
أخذت تتكئ على جذع الشجرة ،وهي تخبئ وجهها بحزن ،حتى ظهر ذلك الثقب الساطع خلفها ،ليقول بشكل آمر :
- لنعد الآن سموك ،فالوقت انتهى بالفعل .
مسحت دمعتها المنسابة ،وهمت إلى الثقب بانقياد ،لكنها نظرت إلى القرية نظرة أخيرة ،وكأنها تودعها للأبد ،لتجد الظلام الدامس الذي اجتاحها ،لتقول بصوت خافت كسير :
- كانت دائماً قريتي مشرقة !
- هذا ما يحصل حين لا تكوني في مكانكِ الصحيح سموك .
فصمتت لبعض الوقت ،ثم توجهت نحوه باستسلام .
***
أنت تقرأ
Tied Bird In His Kingdom - (في مملكته أسيرة (قيد التعديل
Fanfictionلا تهذري تلك الآلئ من تلك الجفون ... لو تعلمين ،كم لآلؤكِ حطمت فؤادي ... اسمحي لي لو لمرة أن أكون ... نبضكِ الحاني الذي لا ينتهي ... ِدعيني أمسكِ تلكَ اليد ... لتأخذي رؤياي لهذا العالمِ .. دعيني أرشد ناظريكِ ... لأريكِ حقيقة الكونِ ... لأريكِ قوة ال...