الفصل السابع والأربعون

3.7K 247 3
                                    


الهواء المنعش يخترق الفراغ ،ويتراقص مع أعشاب التلة النضرة ،وأشعة الشمس أطرقت باستحياء عليها ،لتعطيها بريقاً أخاذاً ،جلست سايانا أعلى التلة اليانعة ،بشرود وحزن ،ماذا عليها أن تفعل ؟

"إن قدمت له الحب ،فهذا يعني أنكِ تتخلين عن مكانكِ بقربه ،وستصبح الرائية زوجته من بعدك ،هكذا ما كان من المفترض أن يكون ،بينما إن أردت أن تكوني بقربه ،فعليكِ أن تحرقي قلبكِ بين يديكِ ،لتهبي حياةً جديدة ،وتستمر اللعنة مجراها "

أخذت تستذكر كلام آني ،بينما تنهدت ،وهمست في نفسها :

"ما دام الأمر مستمر هكذا ،فيبدو الأمر ليس سهلاً بتاتاً !"

ثم شعرت بسائل مثلج يخترق جسدها كالسهام ،ليقشعر جسدها ،فتخترق أذنها ضحكات الرائية الشابة .

- ما الذي تفكرين فيه ؟

- أوه ..

علقت بسخرية مفتعلة :

- لم أكن أقصد ،أردت أن أسقي الأعشاب ،فوجدتك تجلسين عليها .

امتعض وجه سايانا بضيق ،بينما ،أخذ وجهها يحمر ،وأصبح جسدها ساخناً ،لتبدأ المياه الثلجية بالتبخر ،ويخرج البخار من جسدها .

علقت الرائية :

- اذاً أنتِ محبطة !

فبدت الدهشة واسعة عليها ،بينما ابتسمت الرائية بخفة ،وحركت خصلات شعرها برشاقة ،وهمت بالانصراف باستعلاء وتكبر ،تاركةً سايانا بذهولها .

***

أخذت تمسح شعرها بالمنشفة ،بينما أخذت تلعن وتشتم بغضب :

- اللعنة عليكِ أيتها العفريتة ،لا أظن أنني سأجعل ذلك يمر بسلام .

ثم أخذت تمسح شعرها بقوة ،حتى تنهدت بنفاذ صبر ،ورمت المنشفة بعيداً ،وانهارت على السرير ،وأخذت تحدق بالسقف باكتئاب ،ثم أغمضت عينيها ،لتشعر بيدٍ صغيرة تطق جفنيها برقة .

فتحت عيناها ،لتبهر بما تراها أمامها ،حتى إنها نهضت بانفعال ،فقالت آني ،وهي تطير مبتعدة قليلاً :

- ما خطب ردة فعلكِ هذه ؟

فتنهدت بخفة ،وابتسمت ابتسامة صغيرة ،ما جعل آني تنظر إليها وهي تميل رأسها ببراءة ،ثم لمعت ابتسامة ماكرة على وجهها ،وقالت وهي تحلق في الأرجاء بعشوائية :

- هي هي ... لا تقولي لي أنكِ اشتقتِ إلي !

ثم أخذت تحرك يدها نحوها بخجل :

Tied Bird In His Kingdom - (في مملكته أسيرة (قيد التعديلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن