مر عنها بصمت ،لكنها توقفت عن الشعور بالهواء يدخل رئتيها ،ونبضات قلبها تتسارع بشكل تعجر عضلة قلبها عن الصمود ،لتنفجر كقنبلة ،ويتطاير منها الرذاذ ،حتى أنها فقدت توازنها ،لتتكئ على الحافة المساندة خلفها ،لوهلة ،شعرت بروحها تخرج من حلقها ،وأن العالم المحيط بها ما هو إلا سراب ،وأصبح شريط حياتها يعرض أمامها .
ها هي والدتها تحضنها بسعادة يوم ولادتها ،وها هي هنا ترضها ،وتشجعها على النوم ،ثم تساعدها على المشي ،لتطلق صرخة سعادة لخطوتها الأولى .
- سمو الجلالة !
قطع سلسلة الأفكار صوت أليس القلق ،وأخذت تفتح عيناها شيئا فشيئا ،وأصبحت تشعر بأطرافها تدريجيا .
نظرت حولها ،لم تكن الرؤيا واضحة ،وجهه مشوش تماما ،لم تكن لتعرف أنه أليس لولا نبرة صوته المميزة .
شعرت بثقل جسدها ،فلم تستطع النهوض ،فهم لمساعدتها ،لتجلس على الأقل ،وتخبئ رأسها بكفها ؛لتستوعب ما يحصل لها .
" كنت على شفا حفرة من الموت .. ما الذي حصل ؟! "
همست في سرها .
لكن سرعان ما شعرت بنفسها تُرفع عن الأرض ،وتطير في الهواء ،ليتكئ جسدها المرهق على صدر واسع ،دافئ ،حنون ،ويذكرها بدفئ والدتها ،فتنهمر الدموع من عينيها بصمت ،حتى تشعر بنفسها على أرضية ناعمة ،لم تكن سوا الأريكة .
رأت طيفه يتوجه بعيدا ،فمدت يدها بعفوية تستوقفه ، وخرج صوتها الضعيف بصعوبة :
- أ ... أ ... أن ...
- لست غاضبا منك ،لذا لا تناقشيني .
فسحبت يدها بخيبة أمل ،بينما نظر إلى وجهها المصفر ،كحبة ليمون ،وتعابير وجهها الحزينة ،إلى تلك الدموع التي تغطي وجهها .
أشاح بوجهه المقنع بعيدا ،وهم خارجا بسرعة .
***
الأقنعة تحادث بعضها ،لا وجود لشخص آخر سواهما ،فمن يحتمل تلك القوتين مجتمعة !
خرج صوته بحنق :
- إلى ماذا كنت تنتظر ؟
- لست بتلك الحقارة ؛لأجبرها على ذلك ..
ثم أردف :
- أعطها القليل من الوقت ؛لتنسجم على الأقل .
- تعرف يا حضرة الفارس ، أنه لم يعد هناك وقت ،كما أنك على وشك فقد السيطرة .
- خالص اعتذاري سمو الحاكم ،لكن الأمر ليس بيدي .
صمت القناع لبرهة ،يحدق في القناع الآخر ،كأنما يكسب بعض الوقت ؛ ليقول :
- اذا افعل ذلك سريعا على الأقل .
أزاح وجهه بعيدا ،وكأنه يشعر بالأسى ،ليأتي صوت الحاكم المقنع قبالته دافئا بطريقة غامضة :
- دعك من الرسميات الآن ،ودعنا نتحدث كصديقين ،فكلانا يعرف صعوبة الموقف ،وأنت تدرك أن حياتنا منوطة بك ... لذا آرمن ،افعلها ،وبعدها يمكنك أن تصحح الأمور ،على الأقل أن نتقدم خطوة واحدة نحو الخلاص .
وجه وجهه نحوه ، كأنه ينظر إليه بعمق ،يحاول اختراقه ،وخرج صوته متشككا :
- منذ متى كانت بيننا صداقة ،ومن أين لك الحق بمناقشتي بإلغاء الرسمية ،ومناداتي باسمي وغير الكامل أيضا .
بدأت الشحنات بالتضارب ،وأصبح الجو خانقا ،وكلا منهما يحاول اختراق الآخر ،حتى هم الفارس مترجلا :
- لم أعد أطيق المكان ،سأرحل .
بينما أخذ الحاكم يتابع رحيله بصمت شديد .
***
بدت شاردة ،حيث الأفق بلونه البنفسجي الرائع ،تنهدت بعمق شديد ،ما جعل كارول ينظر نحوها بدهشة ،لكنه بقي صامتا ،لتتنهد مرة أخرى وتتذمر :
- أنا أتعس امرأة على وجه الأرض !
وارتمت بجسدها على البساط المعشوشب النضر ،وتنهدت مجددا ،وخرج صوتها ضعيفا كئيبا :
- أتعسهم على الإطلاق !
- ما الذي يزعج سمو الجلالة ؟!
نهضت عن وضعيتها ،لتجلس جيدا ،وتوجه نظرها نحوه ،ورغم برود نظراتها ،إلا أنها ومضت بوميض الأسى .
أردف :
- ربما بخبرتي المتواضعة يمكن مساعدة جلالتك .
- مشكلتي معك واضحة ،توقف عن قول جلالتك ،ومناداتي بصفة الغائب ... حتما أصبح الأمر مزعجا ..
- جلالتك ...
لكنها قاطعته بنظرة مؤنبة غاضبة ،فزم شفتيه بتردد ،وشعر أنه يصارع الموت .
- على الأقل نادني كما تنادي شقيقتك ،فكلانا في نفس العمر ، أليس كذلك ؟
فوضع قبضته على فاه ،وأخذ يخرج صوتا ليعدله ،بينما أخذت نظراتها تخترقه بجفاء .
هبت الرياح بشكل جنوني فجأة ،ليطير كل شيء باتجاهها ،وكأنها تقذفها بعيدا ؛لتفسج لذلك المقنع بالحضور .
وجه وجهه المقنع نحوها ،وقال بصوت هادئ لطيف :
- أرى أن سمو الجلالة تتحدث مع حارسها براحة كبيرة .
ثم نظر إليه ،حيث طأطأ رأسه :
- يبدو أن ذلك يدل على أنك تعتادين المكان ،ألست محقا ؟
ثم نظر نحوهها ،حيث بدت واجمة ،بشكل بريء ،فخرجت ضحكة خافتة ،واقترب منها ،ليمسك ذقنها برقة ،وهمس :
- أهلا بعودتك .. شقيقتي الصغيرة !
ثم هم منسحبا ،وترك كلماته الأخيرة ،وهو يلوح مودعا :
- تأكدي أن تشعري بالسعادة حتى نهاية اليوم .
لكنها لم تفهم شيئا ،وأخذت تنظر في أثره بصدمة شديدة ،وبرود تام .
***
أنت تقرأ
Tied Bird In His Kingdom - (في مملكته أسيرة (قيد التعديل
Fanfictionلا تهذري تلك الآلئ من تلك الجفون ... لو تعلمين ،كم لآلؤكِ حطمت فؤادي ... اسمحي لي لو لمرة أن أكون ... نبضكِ الحاني الذي لا ينتهي ... ِدعيني أمسكِ تلكَ اليد ... لتأخذي رؤياي لهذا العالمِ .. دعيني أرشد ناظريكِ ... لأريكِ حقيقة الكونِ ... لأريكِ قوة ال...