دخلت الجنية من النافذة ،واستقرت على السرير ،فقالت سايانا معاتبة :
- أين أنتِ طوال هذه الفترة ؟ ألا تعلمين إلا أي درجة كنت بحاجتك ؟
- هـا !
قالت ساخرة :
- تقولين هذا وكأنكِ لم تحصلي على تعويض !
- مـــــــــــاذا ؟!
ثم همت تطردها بيدها ،بينما أخذت الجنية تطير ،وهي تضحك بسرور ،وقالت :
- لا يبدو عليكِ المرض .
ثم اقتربت من رأسها ،ولكزتها على جبهتها ،فأصدرت سايانا صوتاً :
- أي !
- هل آلمكِ حقاً ؟ ... هـا !
علقت ساخرة ،فقالت سايانا متسائلة بعصبية :
- ما خطبكِ بحق الجحيم ؟ أهكذا تعاملين مريضاً ؟
- هممم ! ... لا أعرف ،لكن أخبريني ،لمَ أردتِ وجودي ؟
فكتفت ذراعيها ،وأشاحت وجهها بضيق ،وهي تقول بغضب بريء :
- أنتِ أعلم بذلك !
- هـا !! ... ألستِ أنتِ من لم يبدِ مقاومة ؟
فنظرت إليها بدهشة عصبية ،وهمت تطردها بيدها مجدداً ،وقالت بعصبية :
- ما الذي تعنينه أيتها الحقيرة الصغيرة ،كيف يمكنني أن أدافع عن نفسي وأنا بهذا الضعف ؟
فضحكت ،وقالت بمرح :
- وااو ،هذا وأنتِ بهذا الضعف ،ماذا لو لم تكوني ضعيفة !
- آنــــــــــــي !
فضحكت ،ثم استقرت مجدداً على السرير ،ثم قالت بهدوء :
- تبدين محرجة !
لكنها أشاحت وجهها ،ووجنتاها ازدادتا حمرة ،وقالت آني بسعادة ،وهي تصفق بكلتا يديها بمرح :
- رائع ،هذا يعني أنكِ بدأتِ تفتحين قلبكِ له .
- لا تقوليها بهذه الصراحة !
فضحكت ،لتتوقف ،حين لاحظت شرودها ،وعيناها الحزينتين ،فهدأت ،وقالت بطبيعية :
- هل هذا يعني أنكِ لن توفي لي بوعدك ؟
- ليس كذلك ؟ لكن الأمر صعب بعض الشيء .
- لمَ ؟ ... أنتِ لا تملكين أحداً في قلبك ،أليس كذلك ؟
فزمت شفتيها بحياء ،وأبعدت نظراتها عنها ،لتفتح الجنية فاها لأقصى حد يستطيع فاها الصغير أن ينفتح ،ثم قالت بجدية :
- كارول !
فاحمر وجهها بشدة ،لتمسك الغطاء ،وتخبئ وجهها ،بينما نظرت نحوها بدهشة ،وقالت بحزن :
- لا تخبرينني أنكِ وقعتِ في حبه !
فصاحت بعصبية :
- لمَ تقولين الأمور بتلك الصراحة ؟ من يمكن أن يحب حارساً غبياً ،عديم الفائدة .
ثم أعادت تخبئ وجهها ،وأخذت تحدق الجنية فيها بشرود ،بينما أخذت سايانا تسعل سعالا حارقاً خلف الغطاء ،فعلقت الجنية :
- أنتِ تقاومين بلا فائدة .
لكن سعالها من يجيبها ،فأردفت :
- إن بقيتِ هكذا ،فتموتين قبل أن تنجبي الفارس الجديد ،وتسببين بالدمار .
فخرج صوتها ضعيفاً ،هشاً ،من خلال السعال :
- و ... من ... يهـ ... تم ...
فسرحت الجنية بأفكارها ،بوجه حزين ،وقالت بصوت خفيض :
- على أيه حال ،الفارس يعرف بذلك ،لذا عليكِ إخباره فحسب .
فخرج من الغطاء عيناها ،اللتان أصبحتا حمراوتين كالدم ،وقالت بصوت أجش خائف :
- ما الذي يعرفه ؟
- كل شيء ،لقد سمعته يحادث أليس ،مساعده الأخرق .
ثم وضعت أنملتها على فاها ،مدعيةً التفكير ،واستطردت :
- لا أعرف حقاً كيف يثق بذلك الاخرق ،أعتقد أنه كاتم السر،لكنه لا يعجبني على أية حال .
فاجئها انقضاض سايانا عليها ،لتطير بعيداً ،وصاحت بصوتها الضعيف :
- هيا أخبريني ،لمَ تستمتعين بتحطيم أعصابي !
فتربعت في الهواء ،وأخذت سايانا تتنفس بصعوبة ،وعيناها سينفجران قريباً من شدة حمرتهما ،لتنظر إليها الجنية بنظرات حازمة ،وتقول بجدية :
- إذا كنتِ تريدين معرفة ما في جعبتي ،فعليكِ أن تعديني أن تتوقفي عن حبكِ لذلك المعتوه .
لكنها بقيت تتنفس بصعوبة ،وصدرها يرتفع ويهبط ،وأخذت عيناها تذرف الدماء ،وأصبحت تلهث ،ويخرج من شفتيها خيط من الدماء ،رسم خطاً على ذقنها .
- أخبرتك ،لا داعي للمقاومة ،أنتِ تقتلين نفسك بلا طائل ... أخبرتك أن عليكِ الموت بعد أن تتركي بصمة في التاريخ ... لا تجعلينني أغير وجهة نظري فيكِ .
- أنتِ !
قالت بين لهاثها ،وأخذت تمد يدها بضعف ،وهي ترتجف ،وأخذت أظافرها تقطر دماً ،ليطبع على السرير بقعاً ،كالدوائر التي ترسم من خلال مداعبة الماء العكر ،لتصبح ملابسها مكان صدرها ،ملطخة بالدماء ،وأخذت تحدق الجنية نحوها بحزن شديد ،لتنهار على الوسادة ،وتسقط يدها على جانب السرير .
***
أنت تقرأ
Tied Bird In His Kingdom - (في مملكته أسيرة (قيد التعديل
Fanfictionلا تهذري تلك الآلئ من تلك الجفون ... لو تعلمين ،كم لآلؤكِ حطمت فؤادي ... اسمحي لي لو لمرة أن أكون ... نبضكِ الحاني الذي لا ينتهي ... ِدعيني أمسكِ تلكَ اليد ... لتأخذي رؤياي لهذا العالمِ .. دعيني أرشد ناظريكِ ... لأريكِ حقيقة الكونِ ... لأريكِ قوة ال...