في احدى ضواحي مدينة البصرة و داخل احد بيوتها المتوسطة الحجم ، بيت ذو طلاء ابيض من الخارج مع حديقة احتوت بعض الاشجار الشامخه احاطت المنزل من جهته الامامية .
و في تلك الغرفة ذات الطلاء الأبيض مع بعض النقوشات السماوية جلست شابة على سريرها ممسكه هاتفها غارقة في تلك العوالم الالكترونية هاربه من واقعها ...
طرق الباب فلم تنتبه بعد ثواني فتح لتدخل امرأة في الاربعينيات من عمرها جلست على السرير امام الشابة قالت وهي تبتسم " اريد من وقتك القليل ليلى "..
تركت ليلى هاتفها و انتبهت لأمها ، ترددت الوالدة في بدء الحديث تعلم كم يضايق هذا الموضوع ابنتها وكم هي ترفضه و لا تتقبل الحديث به لكن يجب عليها ان تحادثها بالموضوع سحبت نفسا عميقا و قررت الدخول في صلب الموضوع مباشرة بلا مقدمات فقد تكرر هذا الموضوع كثيرا ..
" تقدم لخطبتك شاب من معارف عمك علي لقد مدح عمك عائلته كثيرا و انا حقا اتمنى ان تقابليه قبل ان ترفضي و تفكري بالموضوع قليلا عزيزتي انتي في 25 و قد مضى الكثير على ذاك الحادث متى تنوين تخطيه " لم تجب ليلى اكتفت بأنزال رأسها و استقبال ذلك الكم الهائل من المشاعر الذي تدفق لفؤادها الممزق ، بحر من الألم مع شوائب من الحزن و ذكريات تخنقها كلما مرت في بالها ذكريات حاربة لتنساها رغم ذلك لم يمر يوم من دون ان يمر ذلك الشريط المأساوي على بالها ....
طال صمتها و هي تحارب دموعها تحاول ان تجمع شتات تفكيرها علمت امها ان ابنتها على حافة البكاء و قد سئمت من رؤيتها تبكي سئمت من الحزن الذي يأبى مفارقة غاليتها هي حقا تتمنى ان تراها تبتسم فقد طال حداد قلبها ....
اقتربت منها و ضمتها الى صدرها الحنون و راحت تمسح على شعرها و انفجرت ليلى باكية في حضنها " امي انا اتألم امي قلبي يحتضر عليه وليته يموت كي ارتاح ليتني اصاب بفقدان الذاكرة و يذهب طيفه بعيدا عني " بكت ذات العينان السوداوتان الكبيرتان اللتان ذبلتا من كثرة البكاء في حضن امها حتى هدئت بعد دقائق من البكاء و مسحت دموعها و قالت بعد ان سحقت قلبها "سأفكر بالموضوع" ابتسمت الام و قبلت وجنت ليلى و همت بالمغادرة تاركه ليلى في صراع دامي بين قلبها الذي يرفض النسيان و عقلها الذي يتمنى لو يمزق ذلك القلب و يرتاح ....
بالنسبة لوالدة ليلى فهي تدعو الله كل يوم ان ترى ابنتها سعيدة و ان ترى احفادها من ابنتها الوحيدة هي لم ترزق بغيرها فالموت سرق زوجها منها بعد اعوام قليلة من زواجهما ليتركها هي و ليلى في هذا العالم الموحش ....
اسدلت الشمس ستارها على ارض العراق ليأتي القمر مع حسناواته الصفراء و يزين سماء بلاد الرافدين ...
و مع ذات الشعر الاسود الطويل التي كانت نائمه على سريرها سارحه في دوامه من الافكار ماذا سوف تفعل هل سترفض كالعادة وتنهي الامر لكن هي الان في 25 و السنة الناس لا ترحم و هي كذلك وحيدة امها و تعرف كم تتمنى امها ان تراها عروسا بفستان ابيض جميل و الناس حولها يحتفلون بزواجها لكن ماذا عن قلبها ماذا عن حبها الذي ما زال محفورا في قلبها منذ ان كانت في 17 ذلك الحب الذي كانت بدايته فردوس و نهايته جحيم ...
لكن يكفي مضت خمس سنوات و هي في حدادها يجب عليها ان تبدء من جديد و ان تنسى الماضي او بالاصح ان تحاول النسيان ربما بوجود رجل في حياتها سيساعدها ذلك على النسيان و ان تشرق الشمس على قلبها الذي طال مكوثه في الظلام ربما ستحيا من جديد كأنسانة عادية ...
. تركت سريرها و مسحت دموعها و توجهت لأمها و اخبرتها بموافقتها اسعدها رؤية امها وهي تطير من الفرح و تتراقص السعادة في عينيها و الابتسامة لا تفارق شفتيها تركت امها وتوجهت لغرفتها احتضنت وسادتها وبكت بحرقه صحيح انها ارادت ذلك لكن قلبها لم يرد ذلك ...
سترى بعد ايام من ربما سيكون زوجها الشخص الذي ستعطيه كل شيء و الذي سيكون والد اطفالها مجرد التفكير بذلك قتلها و ازاد بكائها لكن يجب عليها فعل ذلك شائت ام أبت فلا مجال للتراجع يكفي هروبا من الحياة يجب ان تجبر نفسها على قبول ذلك ....
اتمنى يكون اعجبكم الفصل الاول و يا ريت اذا عدكم أي اقتراح او أي انتقاد تكتبونه بتعليق و شكرا
أنت تقرأ
من أي جنس أنت يا امرأة ؟؟
Romanceلم يحدث ابدا...ان اوصلني حب امرأة حتى الشنق ... لم اعرف قبلك واحدة ... غلبتني ...اخذت اسلحتي ... هزمتني ... داخل مملكتي ... نزعت عن وجهي اقنعتي ... لم يحدث ابدا سيدتي ان ذقت النار ... وذقت الحرق ( نزار قباني ) ...