ماذا لو كنت ظمأن وسط صحراء اليأس .. تبحث عن ماء السعادة لعلك تروي عطشك .. و حينما تظن انك وجدتها .. حينما تهرع اليها راكضا و حينما تظن انك وصلت تصدم بأنها سراب اوهمتك به الحياة .. و تلوح لك الحياة من بعيد عجوزا تضحك عليك و على مدى سذاجتك ..
ذاك كان احساس احمد وهو يتكئ على سيارته بأنتظار قدوم ليلى .. هل يصدق مها ؟؟ .. ام يصدق براءة زوجته التي تلوح له كلما رأها .. لكن هو يؤمن ان المظاهر خداعه لذلك هو لن يصدق براءتها ...
دقائق وتلك ليلى تفتح له الباب بقلبا مضطرب و بعقلا لا يكف عن نسج مئات التوقعات .. ربما هو علم انها تريد فسخ الخطبة لكن هذا مستحيل هي و عمها و فاطمة فقط من يعرف بالامر .. مستحيل ان يعرف ..
تمالكت نفسها و عادت لهيئتها المعهوده بوجها خالي من تعابير الخوف و القلق .. دعته ليدخل فدخل بالكاد كان يبتسم وهي لاحظت ذلك .. دعته ليدخل غرفة الضيوف لكنه رفض فضل البقاء في حديقة المنزل ..
تبادلا النظرات لدقائق لا هي تنطق و لا هو يحرك شفتيه لعله يزيح بعضا من خوفها مما يريد .. سحب نفسا عميقا و نطق قائلا " اعرف ان الوقت غير مناسب لكن هذا لك " انهى جملته وهو يمد لها علبة صغيرة حمراء بشريط اسود و باقة ورد حمراء زينتها بعض الورود البيضاء التي شكلت شكل قلب لتجعل من تلك الورود شيئا يخطف الانظار ..
خفق قلب ليلى على جمال ما اعطاها .. و الابتسامة شقت وجهها و هي تأخذهما بين يديها .. نظرت له و قالت " اشكرك انها حقا جميلة " .. ابتسم ابتسامة خفيفة و قال وهو يضع يديه في جيوبه " مجد ساعدني بها انا فاشل بالهدايا " ..
ضحكت و رغم ألم قلبه لم ينكر كونه يعشق ضحكتها .. قالت " بلغ مجد تحياتي و اخبره بأني احبه " .. اومأ لها و بعدها ساد بينهما صمت مربك ..
ثواني بعدها و تقدم اليها حتى لم يعد يفصلهما شيء حينها خفقان قلبها اعلن الحرب عليها .. صدرها يرتفع و يهبط من شدة ارتباكها لكن لم تبتعد بل بقت ساكنه تحدق بعيناه .. ملامحهه لم تكن تبشر بالخير لم تفهم ان كان غاضبا لم تفهم ان كان حزينا .. كان عباره عن خليط من المشاعر لم يستطع عقلها تفسيره ..
همس بقرب اذنها بصوت بارد مخيف " اياكي و كسر قلبي .. اياك و التفكير بهذا حتى " انهى جملته و ابتعد لتقف و هي مصدومه غير واعيه لما يعنيه ما الذي يقصده بكسر قلبه ؟؟ ..
توجه الى الباب لكن قبل ان يخرج رن هاتفه فتح الخط .. سمع الكلام لتتشوش نظرته و يستند على الحائط فما عادت قدماه تحملانه ثواني ثم جلس على الارض .. انفاسه متسارعه و نظرته حملت اطنان من الالم .. تقدمت اليه ليلى و الخوف يتملكها ..
جثة امامه و امسكت يده الحره .. انهى المكالمة بقوله " اشكرك ساعة او اقل و اكون عندكم " .. بمجرد ان انهى مكالمته قالت بهلع " ماذا حدث ماالذي قيل لك ؟ " ..
" توفي ابي في حادث سير وهو الان جثة هامده في المستشفى " .. حينما قالها رأت فيه ألم طغى على كل شيء من يراه الان لا يصدق انه يكره والده و يتشاجر معه كل يوم ..
ضعيف .. منكسر .. حزين .. متألم .. و غيرها الكثير من الصعب كان وصف حالته .. ليلى و رغم انها فقدت والدها في سن مبكرة لكنها تعرف مقدار ألمه .. تجمعت الدموع بعينيها و قالت " الله يرحمه و يجعل مثواه الجنة .. ثم اردفت .. انت الان رجل عائلتك لذلك تمالك نفسك يا احمد " .. مسح دمعته التي تسللت من عينيه و هم بالمغادره لكنها استوقفته محتضنه يده مترجيته " خذني معك ارجوك " .. تردد بالبداية لكنها اخذها معه وتوجها الى المستشفى الى حيث جثمان والداه وعائلته ..
في الطريق قال وهو باكي " لم استطع ان اطلب منه المغفرة .. لم استطع ان اخبره اني اسف .. لم استطع ان اخبره اني احبه .. ليته يعود لثواني فقط لاخبره بكم احبه و بكم هو عزيزا عليه " انهى جملته وهو يعتصر المقبض بين قبضتيه و بجانبه ليلى تبكي و تحاول ان تهون عليه لكن لا فائدة ..
" منذ ان عدت و حتى قبل ان اغادر كنت اشاجره كل يوم و على اتفه الاسباب .. كنت احمقا يا ليلى و ليته يعود لأصحح كل اخطائي اتجاهه لكنه ذهب و لن يعود ذهب ليتركني وحيد .. ليترك امي ارملة .. و يترك مجد و ماجد يتيمين .. مجد الذي لم يتجاوز التاسعه سيعيش لباقي عمره بلا اب " .. تقطع فؤاد ليلى و نست كل كلامها و طلبها ان تفسخ الخطبة و ذهبت معه و بقت معه ..
ذهبت مخططات الاثنان مع الرياح .. غضبهما من بعضهما .. ألمهما من بعضهما .. انتهى الان و ها هما معا يتوجهان الى داخل المستشفى ..
___________________
سلام ادري البارت قصير بس اتمنى تعذروني 😅😅
رايكم
توقعاتكم
سلبيات + ايجابيات البارت
في الختام احبكم 😊
أنت تقرأ
من أي جنس أنت يا امرأة ؟؟
Romanceلم يحدث ابدا...ان اوصلني حب امرأة حتى الشنق ... لم اعرف قبلك واحدة ... غلبتني ...اخذت اسلحتي ... هزمتني ... داخل مملكتي ... نزعت عن وجهي اقنعتي ... لم يحدث ابدا سيدتي ان ذقت النار ... وذقت الحرق ( نزار قباني ) ...