استيقظ احمد باكرا بسبب صراخ والده المستمر و طرقه العنيف على باب غرفة احمد ... تشاجر مع والده شجارا عنيفا انتهى بذهاب الاثنان الى عملهما و هما يشتمان بعضهما ... شجار يحدث في اغلب الايام منذ عودة احمد الى العراق ...
والده يريده ان يلتزم بعمله و يترك رغباته الليلية التي تجبره على السهر طويلا ... لكنه ببساطة لا يريد ... ليس لأنه لا يريد ان يعمل بل لأنه يمقت فكرة انه يستمع لوالده ... لطالما كانت الامور بينهما سيئة جدا
في طريقه الى عمله تذكر يوم امس ... تذكر حديثه اليها ... كيف كشف لها عن خبايا روحه ... لم يكن يوما من اولئك الذين يكشفون اوراقهم امام الناس .. ببساطة تعود ان يخفي ألمه و مشاعره مهما ثقلت على قلبه ... لكنه صرح لها بالامس عن الكثير مما تركه مدفونا في قلبه ... السؤال الذي استولى على تفكيره لماذا اخبرها بسهولة هكذا رغم انه لم يحكي عن صديقه لأي احد من قبل ؟؟
ربما لأنه كان يحس بالراحه معها ... شعور من الامان و الاطمئنان افتقده منذ زمن طويل شعور لم يكن يخالجه الا حينما يجالس عزيزه الراحل ... ربما او ربما لا ؟؟ ... من يدري
اما هي فقد كانت كعادتها في هذا الوقت ذاهبه الى عملها و كانت مثله تخالجها الكثير من المشاعر عنه ... لم تكن حبا كانت بعيده تماما عن ذلك ... مشاعر من الحزن و الشفقة على حاله الذي ليس افضل من حالها فكلاهما مجروح لكن ان ترى رجلا ينحب هكذا على فقيده فهذا ألمها كثيرا ...
لكن على من تكذب فهي كانت سعيدة لأنه شاركها بعضا من احاسيسه هذا يعني انه يثق بها و يرتاح لها ...
اما مع لوجين وعبير فاليوم هو يوم تسليم نتائجهما لاختبارات نصف العام الدراسي ... عبير كانت متوتره للغاية لدرجة انها لم تضع شيئا في فمها و هذا بالتاكيد ليس من عادتها ...
اما لوجين فقد كانت في عالم اخر تفكر بوعود حبيبها الذي صرح لها انه سيتزوجها بنهاية هذا العام ... حبيبها الذي كان يكره الدراسة لذلك تركها منذ ان كان في 15 من عمره ... و هي بدورها اهملت دراستها لأنها لم تكن تريده ان يحس بأنها اعلى منه ...
وزعت النتائج عبير نجحت و لوجين اعلن رسوبها ب 3 مواد وسط ذهول الجميع فكيف بالطالبة المتفوقه ان ترسب هكذا ... الطالبة التي و منذ طفولتها كانت متفوقه في دراستها ...
لم تهتم لأنها كانت تظن انها ضحت بمستقبلها من اجل مشاعر حبيبها ... لم تسقط دمعه من عينيها وهي التي كانت تبكي اذا حصلت على درجة اقل من 95
عبير لم يجد الفرح طريقا الى قلبها لانها كانت تموت وجعا على صديقتها الغالية وهي تراها تنبذ مستقبلها من اجل رجل لا تمتلك عليه ضمانات انه لن يتركها ...
جلست امامها و رفعت الاخرى رأسه لتلقي عيونهما ... كم تمنت عبير ان تحضنها الان و ان تخبرها كم اشتاقت لأحاديثهما الطويله كم هي تتمنى لو يعودان كم كانتا ... لوجين ارادت ترك المكان لكن عبير استوقفتها قائله بصوتها الطفولي الذي حمل لمسه من الحزن لم تستطع اخفائها " الى متى تنوين الاستمرار؟ ؟" تأففت لوجين و قالت " لا شأن لكي بي افعل ما اريد " تمالكت عبير نفسها من الانفجار باكية فهي كانت متعلقه بها كثيرا " انا لا اتكلم عن حبيبك بل اتكلم عن علاقتنا أبهذه السهوله نسيتها كما لو انها لم تكن !!" لم تبدي لوجين اي ردة فعل اتجاه كلام عبير عدا انها قالت بصوت بارد " من يكره حبيبي اكرهه " صرخت عببر " أجننتي لوجين ؟؟" تركتها لوجين و ذهبت ...
أنت تقرأ
من أي جنس أنت يا امرأة ؟؟
Romanceلم يحدث ابدا...ان اوصلني حب امرأة حتى الشنق ... لم اعرف قبلك واحدة ... غلبتني ...اخذت اسلحتي ... هزمتني ... داخل مملكتي ... نزعت عن وجهي اقنعتي ... لم يحدث ابدا سيدتي ان ذقت النار ... وذقت الحرق ( نزار قباني ) ...