لم تكن تعرف أي شعورا يختلجها لكنها بالتأكيد لم تكن سعيدة .. شيئا ما كان يأكل قلبها ربما الخوف او شيئا من الحزن و هي تنظر لفستانها الاخضر الذي رمته ارضا .. مغلقة الباب و متخذه احدى زوايا غرفتها كعادتها منذ كانت طفلة حينما لا تكون سعيدة ..
انه خجول .. هادئ .. و الحقيقة انها لم تكن تعرف اكثر من هذا عنه فهي لم تجلس معه الأ حينما جاء لرؤيتها مع والدته و زوجة عمه ربما فهي لم تكلف نفسها حتى بالسؤال عن من هي ...
حينما تعود للماضي فهي لطالما تمنت رجل كوالدها .. و ما رأته امامها لم يكن الا خجولا مطأطأ الرأس لا ينطق بكلمة و لطالما كرهت خجل الرجال رغم ان عبير اصرت على انها حسنة فهذا يؤكد على انه طاهر نقي لا عهد له مع النساء ..
لحظتها فاضت عيناها بالدموع لأنها لم ترد الزواج به .. لأنها وافقت لكي تسكت اخوها الذي استبد و تسلط منذ عارها كما احب ان يسميه .. لأنها تمنت لو تكون سعيدة بعد طول سواد .. سواد صنعته هي بيديها و لطالما تمنت العودة لكي تمحيه لكن هيهات ان يمحى الماضي ...
طرق الباب .. و سارعت لوجين بمسح دموعها و ازالت غبار الحزن عنها .. و هرعت لفتحه لتقابل وجه امها البشوش الذي لطالما كان اروع نعمه من الخالق ...
_ اذا كيف هو الفستان ??
ابتسمت لوجين و طأطأت الرأس بمحاولة كي لا تكتشف امها الحزن الذي تخبأه عيناها
_ جيد ..
زادت بسمة الام و جرت ابنتها الى حضنها و ربتت على ظهرها و دعت الرب برجاء خالص ان يهب ابنتها السعادة ...
و الى احد احياء البصرة الفقيرة حيث البيوت القديمة المتهالكة و الشوارع الترابية و بسطاء الناس اولئك الذين قررت الحياة ان تعبس في وجههم الى اجل غير معلوم .. هناك و في بيت صغير للغاية في غرفته الوحيدة حيث جلست فاطمة و بحضنها رضيعها و بجانبها وليد و طفلته النائمة بحضنه كما كانت تغعل دائما
محطمة كانت و تائه هو .. و اشتركا في حزنهما .. ألمهما ... و هموم الحياة التي لا تنتهي ..
_ هل نحن كفار !!
بهمسا قالتها حامله كل ألم منذ احبته و لهذه اللحظة .. هو فهم مغزى حديثها لكنه لم يجرؤ على الجواب ..
_ أحيانا اظن انني كافرة لأنني احببت سني و انت تبرأ منك اهلك لأنك اردت شيعية !!
ظنت نفسها ستبكي كالعادة لكنها لم تبكي رغم النار في جوفها و حطام روحها
_ لأنك ابن الشمال و انا جنوبية المولد حرم زواجنا .. أتذكر حينما صرخت بوجه سعيد انني سأتزوجك رغما عنهم .. ضربني و شتمني و قال اني مجنونة .. فقط لأنك سني
حديثها اخذه للماضي مع ذكرى والده و اعمامه الذين اجتمعوا ليعيدوا عقل ابنهم الذي اكله السحر كما كانوا يقولون و انتهى بهم الامر الى التبرئ منه فقط لأنها شيعية ..
_ أو تعلمين يا فاطمة اعرف الكثير ممن تزوجوا من غير مذاهبهم و لم يمنعهم شيء على العكس وقف معهم اهلهم و كم تمنيت ان يكون اهلي و اهلك مثلهم ..
ربما لو نسينا المذاهب و تذكرنا اننا مسلمون .. ربما لو تعاملنا على اننا نعبد رب واحد و نصلي لقبلة واحدة لكان حالنا افضل .. و لما وصل العرب لما هم عليه الان من تمزق و شقاق ...
و الى طريق النجف في تلك السيارة حيث ركبها كل من احمد في المقدمة بجانب السائق و خلفه مجد و ماجد و خلفهم ليلى و ام احمد و ام مها .. متجهين الى حيث يرقد والد احمد فقيدهم ..
ماجد نائم كعادته حينما يركب السيارة و مجد يراقب الطريق ككل مرة ... ام احمد تبكي تارة و اخرى تراقب الطريق مع قليلا من النوم اما ام مها قضت الطريق تسبح ..
ليلى اخذت دقائق طويلة و هي تقرأ تلك الرسالة و تعيدها مرة تتلوها اخرى في محاولة لأستيعاب محتواها .. أيعقل ان يخاطبها عامر بهذه الكلمات !! أجن الفتى ??! ..
حاولت ان تهدأ و اقنعت نفسها انه ما زال طفلا و لا يعرف ماذا يقول لذلك ستتجاهل محتوى الرسالة و تتناسى الموضوع
اما في منزل ابو علي حيث كانت الحرب مشتعلة و طرفا الحرب المهاجم عامر و المدافع والده و اطراف الصلح علي و امه و سبب الحرب ليلى ..
صرخ عامر و عروقه برزت
_ كيف تترك بنت اخيك تذهب مع خطيبها هكذا ايها المتدين ...
حاول علي و امه اسكاته لكن لا فقد كان عامر يأكله الغضب و يريد أي شيء لكي يساعده في الحرب ضد والده حتى لو كانت البريئة ليلى ...
_ احترم نفسك عامر ان ليلى طاهره و من ذهبت معه زوجها في شرع الله فمن انت لكي تقول هذا
_ ألا تعرف ما يقوله الناس عنا !! في البداية تركتها في الغرام مع محمد و مات محمد و بقى لنا كلام الناس و الان تركتها تذهب مع خطيبها الى محافظة اخرى ماذا سيقول عنا الناس ..
لم يكن احد يستسيغ كلام عامر فقد كان كالسم على قلوبهم فهم يعرفون ليلى و طهرها .. نعم هي احبت محمد لكنها لم تتجاوز ذات يوم حدودها و لم تبتعد يوما عن الطريق الصحيح فكيف به ان يقول هذا ...
هذه المرة لم يكن ابو علي من اجابه بل علي بنفسه و بلهجة حاده .. فالطالما كان لليلى مكانة في قلبه .. فهي بمثابة اخت له .. و من يمسها يمسه ...
_ عامر لقد تجاوزت حدودك كلمة اخرى و سأتعامل معك بأسلوب لن يعجبك ..
و استمرت الحرب بين جدران هذا المنزل الكبير. الى اجلا غير معلوم ...
احم احم 😃😃
شلونكم ??
طبعا صارلي قرن ما منزلة و انا اسفه علمود هذا الشي اتمنى تقدرون ظروفي ..
حبيت اكتب من زمان بس ما عرفت شأكتب حسيت بصعوبة كلش و الأمور لاصت عليه المهم هسه شوي رجع واهسي و اتمنى تدعموني
رايكم بصراحة و أي انتقاد عدكم كتبوه ..
باي
أنت تقرأ
من أي جنس أنت يا امرأة ؟؟
Romanceلم يحدث ابدا...ان اوصلني حب امرأة حتى الشنق ... لم اعرف قبلك واحدة ... غلبتني ...اخذت اسلحتي ... هزمتني ... داخل مملكتي ... نزعت عن وجهي اقنعتي ... لم يحدث ابدا سيدتي ان ذقت النار ... وذقت الحرق ( نزار قباني ) ...