part 15 : بذرة الشك

3K 179 117
                                    

موجود انت في قعر الحزن و تلك السعادة تلوح لك فوق قمم الجبال .. طريقا شاق امامك حتى تبلغها ..

انت حتى غير متأكد ان كنت ستبلغها ام لا .. ربما تسقط قبل الوصول .. ربما يتملكك اليأس و انت في نصف الطريق .. ربما ترى انك ومهما حاولت الوصول لن تستطيع بلوغها ..

هذا كان تفكير ليلى فهي مهما حاولت الصعود تستمر الحياة بأعادتها الى قعر الحزن حيث تنتمي هي كما تظن .. ارادت ان تبدأ من جديد لكن احمد لم يكن الخيار المثالي لتبدأ من جديد ..

لذلك هي اتخذت خيار يعيدها الى سابق عهدها الا وهو فسخ الخطبة .. كانت تفكر كيف ستكون ردة فعل احمد لو علم بقرارها .. لكنها تذكرت كلامه يوم قال انه كان مجبر على العودة لهذا البلد الميت .. أي انه كان مجبر على الزواج بها .. ربما سيكون سعيدا من يدري ..

عمها حينما كانت جالسة معه اتصل على والد احمد وحددوا موعد اللقاء الساعة التاسعة ليلا بسبب اشغال ابو احمد .. والان ما زالت الشمس مشرقة وما زال الوقت في الظهيرة بقى الكثير على لحظة تحديد انفصالهم ..

هي تظن انها ستتحرر من الرجل الخائن لكن لما هي ليست مرتاحه ؟؟!!

اما فاطمة فقد كانت تغسل اطباق وجبة الغداء .. اطباق كثيرة و كيف لا تكون كثيرة و في هذا المنزل تعيش هي مع عائلتها الصغيرة و يعيش والديها واخوها الصغير واخوها الذي يكبرها ببضع اعوام مع عائلته .. اخوها الذي كان الرافض الاول لزواج فاطمة من وليد .. لذلك بختصار هو لا يطيق وليد

انهت الاطباق وتوجهت الى حيث يجلس زوجها و والدها واخوها الكبير سعيد صاحب النظرة العبوسة دائما اسمه لا يطابق شخصيته .. استوقفها حديثهم لذلك بقت عند الباب تستمع لهم

صوت سعيد الذي تكرهه اخترق اذنها وهو يقول " كان يجب عليكم البقاء هناك بدل المجيء الى هنا " لن تصدم فاطمة بسبب كلامه فهي تعرف انه لا يطيقها هي وزوجها .. وليد موقن لمشاعر سعيد اتجاهه " كنت مضطرا للمغادرة حفاظا على حياة عائلتي " ..

والدها كان كالمزهرية لا يفعل شيئا و لطالما كان هكذا و لطالما كرهت كونه هكذا و عاد سعيد ليكمل " متى ستذهب للبحث عن منزل فهذا المنزل لا يتسع لنا جميعا " .. طردهم بأسلوب جيد .. سخرت فاطمة من نفسها لظنها ولو بنسبة 1 % ان عائلتها تغيرت ..

" سأخرج عصر هذا اليوم للبحث عن عمل ومنزل " .. قال سعيد بحزم " سيكون جيدا لو غادرتم بسرعة " .. تمتمت فاطمة " و سيكون جيد لو كسرت رقبتك " ...

احيانا حتى اولئك الذين نتشارك معهم بدمائنا لا يرحمونا ...

و تلك المراهقة صاحبة السبع عشرة عام عبير كانت جالسة على الاريكة و الانزعاج على يمينها و الغضب على يسارها . قالت بأنفعال " امي كيف ستسمحين لشاب بالمكوث عندنا ماذا عني الا تخافين عليه ؟؟!" .. عبست ام عبير " اولا هذا الشاب ابن عمك ثانيا سيبقى لأسبوع ثالثا انه شاب استثنائي لذلك لست خائفه عليكي " ..

من أي جنس أنت يا امرأة ؟؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن