[ مَنْ لي برؤيةِ من قد كنت آلفهم، وبالزمن الذي ولَّى فلم يعد لا فارق الحزن قلبي بعدهم أبداً، حتى يفرق بين الروح والجسد]
هدوء يعم المكان ،الساعة ال 3 صباحا يقطع هذا الهدوء صوت صافرة عربة الاسعاف التي توقفت أمام بوابة المستشفى وفتح بابها وقاموا بعض الرجال بأنزال النقالة التى كانت بداخل السيارة دخلوا إلى المستشفى سريعاً ، يجرون بسرعة لإنقاذ المصاب الذى تعرض لحادثة مروعة
هرع الرجال الواقفين امام المستشفى لمساعدة المسعفين ،الاجواء مضطربة والتوتر يصيب الجميع والسرعة هي الاساس في هذه المواقف بمجرد الدخول رآها الطبيب فاشار سريعا الى غرفة العمليات وبدأ يتهيأ ويتجهز ، دقائق حرجة بل لحظات قد تكون فارقة في حياة هذا المصاب وهو ما يجعل هذه اللحظات قاتلة لأهل المصاب ، سريعة على الطبيب ، هادئة وعادية للمصاب نفسه
بسرعة دخلوا إلى غرفة العمليات و وضعوها على الطاولة و تبعهم بعض الأطباء الجميع يتحرك بسرعة "ضعها على جهاز التخدير و وصل التنفس الصناعى و وصل الأسلاك الخاصة بتخطيط القلب بسرعة و الجهاز الخاص بقياس نسبة الأكسجين فى الدم أريد جميع مؤشراتها الحيوية الظهور فى أسرع وقت ممكن و حضر لى أشعة للمخ" طلب أحد الأطباء ، أسرع الممرض لوضع الأسلاك و هرع طبيب التخدير لظبط الجرعة
" الضغط منخفض " قال الممرض "بسبب النزيف وصل كيس دم بسرعة و أعطها فيتامين k" أخبره الطبيب " و تابع نسبة الأكسجين فى الدم " أكمل حديثه
يحاول الطبيب ايقاف النزيف بكل الطرق "نسبة الحفاظ على الجنين ضعيفة إذا أستمر النزيف و مؤشراتها السيئة "قال الطبيب
بينما يعمل الاطباء مثل النحل إذ يتفاجئوا بالذى يخافون منه و معه يعلو صوت التوتر، توقف قلب المرضة موتاً فينبض قلب الطبيب قلقاً و ها هو ذلك الصوت الثابت على جهاز نبضات القلب الذى يدل على أن المريضة تودع عالمها -------------" يا إلاهى إننا نفقد المريضة أحضر لى جهاز الصدمات الكهربائية " قال صارخاً و هو يحاول إنعاش القلب و الرئتين يدوياً حتى يجهز الجهاز .
وصل الممرض الجهاز وأعطاه للطبيب ، صدمة تلو الأخرى ومازالت المريضة تسلك مسارها إلى حدود العالم الأخر كل ثانية تمر، قاتــــــلة للطبيب ،قاســـــــية على منتظرها بالخارج ، وعصيــــــبة في مجملها ... ولكنها كنسيم الهواء على المريضة كانها تستسلم صدمة أخرى ـــــــــــــــ ولكنها ترفض العودة صدمة أخرى ــــــــــــ ولكنها ليست كافية لأنتزاعها من قلب الموت وأنتزاع الطبيب من قلب اليأسومع الصدمة الأخيرة يتغير صوت الجهاز فيتغير حالة القلب وتتبدل كآبة الغرفة الي فرحة كأن نبضات قلب الطبيب المتوترة انتقلت الي قلب المريضة فأنعشته
جهزت الاشعة و أحضروها للطبيب وضعها على الجهاز الضوئى " يتبين أن لديها إرتجاج بالمخ أريد تحديد مدى وعيها " قال الطبيب ، توجه نحوها و بدأ يتحدث بصوت مرتفع، يضغط على زاوية الفك ،يرش المياة على قنوات الأذن و يراقب حجم بؤبؤ العين لكن لا حياة لمن تنادى أمرهم الطبيب بخياطة جروحها و أعدادها للعناية المركزة.
مر وقت طويل ولا يخرج أحد ليطمئن الشخص الذى كان ينتظرها فى الخارج الذى كان يأخذ الممر ذهاباً و إياباً يجلس تارة و ينهار تارة أخرى كانت شارد الذهن ، عيناه تائهتان مثبتتان على ذلك الباب الذي ينتظر من خلفه أول شخص يخرج لطمئنته ، ولكن الدقائق تمر متابعا عقرب الثواني الذي يشعر أنه يلدغ قلبه من القلق يشهر بالأنهاك الجسدي الشديد والانهيار النفسي القاسي والندم اللاذع وبينما هو في تلك المشاعر المتداخلة يُفتح الباب .
أخيراً وبعد وقت ليس بقصير خرج الطبيب ليجد شاب فى منتصف العمر يجلس على الكرسى المجاور لغرفة العمليات على ثيابه بقع من الدماء ، تهتز قدمه من التوترعندما رأى الطبيب توجه نحوه فى لهفة و سأل " أهى بخير ؟؟" ،،، " هل تعرف المريضة " سأل الطبيب بينما كان يخلع قفازاته ،،،" أجل انا زوجها " أجاب ،،،، " هى حية لكن ..." لم يستطع الطبيب إنهاء كلامه لأن هذا الشاب قاطعه قائلا " لكن ماذا ؟؟ ارجوك اخبرنى كل شئ " فى تلك اللحظة ظهر القلق على وجهه ينتظر إنهيار العالم من حوله..... "للأسف دخلت فى غيبوبة بسبب اصابة شديدة فى الرأس" أكمل الطبيب ، صعق الفتى من كلامه، أعتقد أن كلمة (صعق) لا تصف ما كان يشعر به .
" صلى لها " قال و هو يربت على كتفه و " هل هذا كل شئ ؟" قال بتفحص " ماذا تقصد ؟ !" سأل الطبيب بتعجب " هل هى حامل فعلاً؟" سأل بتوتر" أجل أستسمحك عذراً لم تكن الجراحة سهلة لهذا نسيت إخبارك بأمر الجنين"رد الطبيب " ألم تكن تعلم؟ " أستفسر الطبيب "لا " أجابه بنرة حزن وهو يهرب بعينيه، نظر له الطبيب بتعجب " لا تأخذ كلامى على محمل الجد فأنا لم أنم منذ مدة طويلة " قال الفتى مبررا " لا عليك مبارك يا بنى" أكمل كلامه و هو يربت على كتفه و تركه و ذهب
" هل ستتعافى قريباً ؟" سأل بأمل ، إلتفت له الطبيب " لقد فعلنا ما بوسعنا سنتابعها سنتابعها حتى تسترد وعيها " أخبره الطبيب " أيمكننى رؤيتها؟ " سأل فى لهفة ،،،، " لا , فهى تحتاج إلى الراحة " رد الطبيب بأختصار و أكمل طريقه لكنه أوقفه "أرجوك دعنى اراها اريد ان اطمأن عليها " قال بترجى،،، " هذا ممنوع لكن أشعر بشعور غريب يخبرنى أن أدعك تراها " رد الطبيب و هو يضحك " تعال معى " اكمل حديثه.
ذهب لأخبار الممرضة لتعد له الزى المخصص للعناية المركزة عندما دخل غرفتها وجدها ملقاة على السرير تحيطها الأجهزة من كل جانب الضجيج الوحيد الذى كان فى الغرفة هو صوت جهاز نبض القلب ركع على ركبتيه وأمسك يدها "روسا, أعلم أنك تكرهينى وأنك لا ترغبين فى رؤية وجهى مرة أخرى " تناثرت دموعه بين كلماته
ثم هتفت صيحات ألمه مُكملة "لكن أبقى قوية ليس لأجلى بل لأجل طفلنا من أجل عائلتنا التى طالما حلمتى بها يجب أن نكمل البحث عن أخر جوهرة لنتخلص من الأشرار أنا أعتذر عن كل ما فعلته أعترف أننى أخطأت فى حقك كثيراً أنا لم أتخيل ذلك أبداً أننى قد أقع فى حبك فى يوم من الأيام ولكن يبدو أننى فعلت " تحركت هذة الكلمات من داخل أعماق قلبه الذى اصبح كالكأس ففاض ما بداخله من شدة شوقه لها وخوفه عليها ، لقد عرف أن غياب حبيبته قد يسلب القلب دفئه قلبه الذى أصبح ينبض بأسمها فنحن لا نشعر بقيمة من بحياتنا إلا حين يسلب مننا او يحدث له مكروه.
---------------------------------------------------
أتمنى القصة الجديدة تعجبكوا
أنت تقرأ
the story of abnormal gens
Mystery / Thrillerالجينات هى ما تشكل جسدنا ، ما تتحكم فى عواطفنا و انفعالاتنا ، و لكن هل تتحكم بمستقبلنا فتقودنا نحو الهلاك؟ هل لأنها النواة فما بداخلها ينوى رسم طريق حياتنا .. ذكرياتنا .. احلامنا .. نهايتنا ؟