[إذ بنفسى على عتبة التيه مستلقياً ، أتبقى خارجاً فتكون تحت رحمة هوى القلب .. أم تلجُ حيث العقل هو رب البيت لكن .. ماذا لو أنها سيدة نفسها ما لم تبرح ! ]
" لن أنتظر دقيقة أخرى " ردت بأبتسامة مستفزة و إلتفتت لتذهب و فجأة سمعت صراخ و عندما نظرت وجدت شاب فى منتصف العشرينات يزيل القهوة من قميصه الأبيض " أعتذر لم أنتبه " قالت بنبرة منخفضة ، رفع وجهه و قال بهدوء و إبتسامة " تأنى يا أنسة لم العجلة ! " ،،، " لقد كانت تبحث عن حضرتك "قاطعت المساعدة الحديث ،،، إعاد نظره إليها و قال بمزاح " و ما ذنب القهوة !"،،" لم أحتسى القهوة اليوم " أكمل حديثه و هو عاقد حاجبيه
" أنا ... أنا ..." تهتهت روسا ،،، " أنت ماذا ؟" قال و هو يضم يديه إلى صدره " لقد أنتظرت ساعتين و...." " كيف لك أن تجعليها منتظرة كل هذا الوقت؟" قاطعها موجها سؤاله إلى المساعدة " أنا أسفة لم أقصد " ردت المساعدة مبررة ، أشار لها أن تصمت و أخبرها " ألغى جميع مواعيدى اليوم سأعوض الأنسة عن الوقت التى أضاعته هنا بسببك " أومأت المساعدة " تفضلى أيتها الأنسة الصغيرة " قال بنُبل
دخلوا إلى غرفة بسيطة تحمل نفس الوان غرفة الأستقبال لا يوجد بها الكثير من الأشياء اللافتة للنظر فقط مكتب عليه أوراق و حاسب آلى و بجانبهما خزانة فى الركن بها مراَة مثبتة على بابها و فى الزاوية الأخرى سرير ( الشيزلونج ) التى يسترخى عليها المريض عادةً فى عيادة الطبيب النفسى و بجانبها كرسى خاص بالطبيب
دخل هو و تبعته هى الى المكتب جلس فى مكانه يبحث فى الأوراق التى أمامه "أين هى ؟" قال و هو يحدث نفسه بنبرة منخفضة و الأخرى لا تسمع سوى همهمات لا تفسر الكلمات ، أتصل بالمساعدة و أخبرها " أحضرى لى المذكرة التى أدون بها الملاحظات و قهوة أخرى رجاءً " ثم أغلق الخط ، نظر لها و قال بأبتسامة " عذراً لكن يجب أن أبدل ملابسى أولاً " أومأت روسا بأبتسامة خجلة
وقف و توجه إلى الخزانة و فتحها أخرج منها قميص و توجه إلى الحمام الموجود فى الغرفة ، فى هذة الأثناء دخلت المساعدة إلى الغرفة و وضعت القهوة و بعض الورق على المكتب و خرجت بدون كلام ،لم يأخذ وقتاً طويلاً و خرج و هو يرتدى قميص بنفس شكل القميص السابق ظهر عليها علامات التعجب فقال معللاً " أحتفظ ببعض القمصان فى الخزانة تحسبا للطوارئ و أنا أميل لأرتداء اللون الابيض فى العمل لهذا لدي منه الكثير فى الواقع على ما أعتقد أن هذا اللون ذو مردود طيب على زوار العيادة " ، و كان ردها الأبتسامة فقط
" أين تحبين الجلوس ؟" سألها بأبتسامة واسعة ،" أى مكان " ردت بأختصار ، "حسنا كما تريدين لنبدأ إذاً " قال بحماس ، " ما مشكلتك من وجهه نظرك ؟" سألها و هو يعتدل فى جلسته ،" لا توجد لدى مشكلة " ردت ببرود ،" إذاً لماذا أنتِ هنا ؟"سأل بأستهزاء ، " أنا هنا لأن أبى يجبرنى على زيارة هذة الأماكن " قالت بأشمئزاز
" المكان ليس سيئاً لهذة الدرجة " اخبرها مبرراً ،،،، " أتحدث عن نوع المكان و ليس شكله " ردت ببرود ،،، "أتعلمين يمكن أن يكون معك حق " قال بأبتسامة جانبية وهو يتحرك من مكانه الى الكرسى المقابل لها ، عندما إلتقت أعينهما أخبرها بغرور" أنظرى لنفسك أنت مهتمة لمعرفة مقصدى من الجملة لقد أتسعت حدقة عينك "
أبعدت عينيها عنه فوراً فأخبرها " أمزح فقط " ، تنهد و قا ل بجدية " أغلب من يأتى هنا يحتاج إلى دعم نفسى أما عن العلاج النفسى فيحتاجه من يستمرون فى أذيتهم " و كل ما كانت تفعله هى الأنصات بأهتمام
" لقد حولتِ من أكثر من خمس مدارس فى هذا العام لماذا ؟" سأل و هو يتصفح بعض الأوراق " أتوقع أن أبى أخبرك "قالت بأختصار " أنتِ ذكية للغاية " قال مادحاً،،،" يبدو أن المكان لا يشعرك بالراحة ما رأيك ان نتقابل فى مكان مفتوح المرة المقبلة ؟" أكمل مستفسراً "هل أنت واثق من وجود مرة مقبلة ؟!"ردت ببرود
" هل يمكنك الوقوف ؟" قال و هو يسحب يدها و الأخرى لم تمانع بل بالعكس كانت تمشى مع الموجة تماماً سحبها حتى الخزانة و هو يقف خلفها و قال" أنظرى لنفسك بتمعن و أخبرينى جملتين تصفين بها نفسك " .." مثلا أنا فتى طويل ذو شعر أسود عيون بنية و جسد رياضى قليلاً " أكمل و هو يزيحها قليلاً
" دورك " أخبرها و وقف ينتظرها تتحدث لكنه كان كمن ينفخ فى قربة مثقوبة تتجاهله تجاهل تام ، أخذ نفساً عميقاً و قال " حسنأ سأساعدك " قال و هو يقف خلفها و ينظر لها من خلال المراَة " أنت فتاة جميلة متوسطة الطول ذات عيون زرقاء جميلة شعر أسود طويل و جسد ممشوق " إلتفتت له و قالت " هل أنت أحمق ؟ أنا أعلم ما تحاول فعله ثقتى فى نفسى ليست ضعيفة و لقد مررت على أكثر من خمسين طبيب نفسى و كل ما تفعله مر علَى من قبل " قالت بإشمئزاز
" أنتهت الجلسة " أمرته و هى تتوجه إلى الباب " روسابيلا " قال و بدأ يأخذ خطوات بأتجاهها " إسمك جميل حقاً لكن لا يجب أن تنتهى الجلسة بدون أن أخبرك أسمى أعتذر نسيت إخبارك إياه مقدماً " قال ببرود ،،،" أنا زين تشرفت بمعرفتك ؟" أكمل حديثه و هو يمد يده
ظهر على وجهها علامات التقزز و بدون أن تمد يدها توجهت إلى الباب و خرجت " حسناً أراكِ الجلسة المقبلة يا روسابيلا " قال صائحاً و هو يلوح
خرجت بسرعة من المركز و وجدت السائق يقف أمام المركز ركبت فى الأريكة الخلفية و أمرته بالتحرك و التوجه إلى منزلها
دخلت إلى منزلها وجدته فارغ كالعادة والدها لم يعد من عمله ، ألقت حقيبتها على الأريكة و ألقت بجسدها بجانب الحقيبة حتى غلب عليها النوم بسبب الارهاق ........
أفاقت على كابوس كعادة ما يحدث لها عندما تغمض أعينها جلست بضع دقائق حتى تنتظم أنفاسها و بدأت تتحرك نحو غرفتها ، مرت أمام مراَتها ثم عادت مرة أخرى تنظر لنفسها بتمعن تتذكر تفاصيلها التى أخبرها بها و تتذكر حوادث التنمر التى تعرضت لها خلعت قميصها لتتفاجئ ببقعة بنية على ظهرها
قاطعها صوت والدها فى المنزل " روسابيلا أحضرى حالاً إلى هنا " قال بصراخ .......................................
---------------------------------------------------------------
كدة خلصنا enjoy
أنت تقرأ
the story of abnormal gens
Mystery / Thrillerالجينات هى ما تشكل جسدنا ، ما تتحكم فى عواطفنا و انفعالاتنا ، و لكن هل تتحكم بمستقبلنا فتقودنا نحو الهلاك؟ هل لأنها النواة فما بداخلها ينوى رسم طريق حياتنا .. ذكرياتنا .. احلامنا .. نهايتنا ؟