[الهروب من المتاعب لا يذهبها، ولكنّه ينسى عذابها إلى حين، كي تعود أفظع ممّا كانت.]
قاطعها صوت والدها فى المنزل " روسابيلا أحضرى حالاً إلى هنا " قال بصراخ ، أرتدت قميصها و هرعت للأسفل و قالت " ماذا هناك يا أبى ؟" نزلت إلى الأسفل وجدته جالساً فى غرفة المعيشة و الشرار فى عينيه يتراقص
" أجلسى " أمرها بمجرد وقوع نظره عليها " هل أخطأت فى شئ؟ " سألت و هى تجلس و يديها ترتجفان " لماذا لم تكملى الجلسة ؟ و فوق هذا كله نعتى الطبيب بالاحمق كيف تفعلين هذا ؟ هل لديك مبرر؟" قال بين صرخاته المتتابعة
" لقد مللت حياتى التى أصبحت متمحورة حول الأطباء النفسيين " قالت بهدوء ،" أعلم لكن لا يصح ما فعلته " أخبرها و نبرته بدأت تهدأ ،" أسفة " ردت بأختصار و برود ،" أستعدى للاعتذار له الجلسة المقبلة " أخبرها ،فقالت" لكن أبى...." " لا نقاش أنتهى الامر " قاطعها
" ماذا حدث اليوم فى المدرسة ومن الفتاة التى رأيتها ؟" سألها بنبرة جافة ، " تارا " ردت بإيجاز ،" هى الفتاة التى كانت السبب فى ترك المدرسة الاعدادية ؟" قال مستفسراً ، أومأت برأسها " قبل أن تتحدثى لن أستطيع تحويلك من المدرسة "أخبرها ،" لم أكن لأطلب فى الأساس" ردت ببرود و بعد أنهاء جملتها تركت المكان و صعدت إلى غرفتها و قررت النوم حتى توقف الأفكار التى تتردد الى دماغها
فى صباح اليوم التالى , أستيقظت بصعوبة بمفردها ارتدت ثياب المدرسة و نزلت إلى الأسفل " صغيرتى لقد أستيقظت بمفردك ماذا حدث ؟" سألها و هو يسكب الحليب على حبوب الأفطار " لم أنم جيداً ليلة أمس " قالت بنبرة خالية من المشاعر و بدون تحويل نظرها إليه ،أعطاها صحنها لتأكل و هو جلس يحتسى القهوة و هو يقرأ الجريدة
" سأذهب إلى الجلسة المقبلة " أخبرته و هى تنظر فى صحنها و تحرك الحبوب بالملعقة ، " كنت أعلم أن أميرتى الصغيرة تحسب الأمور جيداً هو يمكنه مساعدتنا حتى تنتهى السنة " أخبرها و هو يبتسم ، أومأت بأبتسامة مزيفة ، رن هاتفه و بدأ يتحدث ثم سمعت صوت بوق الحافلة " أبى أنا سأذهب " قالت و هى تأخذ حقيبتها أما هو فلم ينتبه لها
خرجت من المنزل و صعدت إلى الحافلة لكن الحافلة هذة المرة كانت مزدحمة و مكانها التى كانت تجلس به البارحة فارغ لكن الكرسى المجاور يجلس فيه فتى شعره بنى ،عندما وجدها تقترب منه وقف ليسهل عليها الجلوس ثم جلس هو
رن هاتفها فأخرجته من حقيبتها لتجد والدها المتصل
" مرحبا" ،" روسا لماذا لم تأكلى فطورك ؟حتى البارحة تركت لك بعض الفطائر و وجدتها اليوم كما هم , ستمرضين " قال بنبرة قلق ، " لا تقلق لن أموت إذا لم أكل الفطور" ردت ببرود " سأكل فى المدرسة " أكملت بنفس النبرة ،" حسنا عزيزتى كما تريدين يجب أن أغلق الأن لدى مكالمة أخرى وداعاً "أخبرها ،" وداعاً "
أغلقت المكالمة فقال الفتى الذى كان يجلس بجانبها " وجبة الأفطار مهمة " ، لكنها تجاهلته تماماً ،" أنا أسف على تدخلى ,أنا أدم " أخبرها و هو يمد يده " روسا " قالت و هى ترد المصافحة ،" جميل ما معناه ؟" سألها بأبتسامة ، فى هذة الأثناء توقفت الحافلة " عذراً لدى شئ أفعله قبل الحصة الأولى " ردت عليه ، أنزاح لها قليلاً لتنزل من الحافلة قبل باقى الطلاب
و فى خلال دقائق وجيزة أستطاعت الأختفاء عن الأنظار ، دخلت إلى المرحاض نظرت إلى نفسها فى المراَة أخذت نفساً عميقاً " روسا لن يحدث شئ عليك أحتمال هذة المدرسة اسبوعين فقط " قالت لنفسها بصوت مرتفع ثم غسلت وجهها ببعض الماء و خرجت لتتوجه إلى الصف كانت حركتها تثقل كلما أقربت لكنها تقاوم حركتها الثقيلة بطمئنة نفسها بتكرار جملة " لن يحدث شئ " التى كانت ترددها فى ذهنها
دخلت إلى الصف لكن هذة المرة لم تكن تارا فقط من تنظر إليها لكن باقى الطلاب ايضاً و من ضمنهم أدم التى تعرفت عليه فى الحافلة فهى أصبحت مشهورة بعد حادثة أمس ، لم يستغرق الأمر طويلاً حتى بدأ المعلم بالشرح و هى أستطاعت إلهاء نفسها بالتركيز فى الشرح ، تنتهى حصة تلو الأخرى و هى بنفس الحالة تتجاهل الضحكات و الكلام الذى يسقط فى أذنها تنتظر دخول المعلم التالى بفارغ الصبر حتى تعود لإلهاء نفسها
حتى جاء و قت الغداء خرجت بمفردها من الصف و لحقها أدم و قال " روسا انتظرى " ،وقفت و إلتفتت إليه " هل تريدين أن نأكل الغداء معاً " سألها آملاً ،" لا شكراً" ردت بأختصار و عادت لطريقها " صدقينى لن تندمى " قال و هو يوقفها مرة أخرى ، تنهدت ثم قالت "حسناً"
توجهت معه إلى المطعم و وقفا فى الصف الذى يقف فيه الطلاب لأستلام وجباتهم ، بعد بضع دقائق دخلت تارا إلى المطعم مع أصدقائها " تعالوا سنتسلى قليلاً" أخبرتهم تارا ، أسرعوا إلى الصف ليقفوا خلف روسا
" هل رأيتم من قبل شخص كان وجهه طبيعى ثم بين ليلة و ضحاها يصبح فى وجهه بقعة بنية تغطى نصفه" قالت بنبرة إستفزازية و هى تضحك ثم ضحكوا جميعاً ، نظرت لها روسا ثم أعادت وجهها مرة أخرى لتجنب المناقشات معها
" لقد تقدمت لأصبح كابتن الفريق فى كرة السلة و مازالت النتيجة لم تعلن حتى الأن "يخبرها أدم لكن أذنيها تقف مع تارا فقد فقدت السيطرة على اجبارهم على الأبتعاد عن هذة المحادثة ،" كانت هذة الفتاة ملعونة حقاً أتذكر أنها كانت السبب فى كسر يد المعلمة " أستمرت بالحديث بنفس النبرة المستفزة وسط قهقة أصدقائها
" .........، ما رأيك؟" سألها أدم ، " جيد " ردت عليه ،" ما هو الجيد !" قال متعجباً من ردها ،" لهذا وجبة الفطور مهمة لقد أضعت تركيزك بالكامل " أكمل و هو يضحك أبتسمت له فى المقابل لأن فى الحقيقة تركيزها مع الحقيرة التى تقف خلفها
أستمرت تارا بسرد بعض الحكايات منها المزيف و الأخر حقيقى و روسا تجاهد نفسها لتجاهلها حتى جاء دورها هى و أدم لأستلام الطعام ، أستلمت روسا أكواب المياة و لم يمضى كثيراً من الوقت حتى أستغلت تارا الأمر لتسكب هذة الأكواب عليها " أسفة روسا لم أقصد " أخبرتها تارا ببرود و أستفزاز هنا لم تستطع روسا السيطرة على الوضع و فجأة ............
-------------------------------------------------------------------------------------
كدة خلصنا الشابتر
اعملوا فوت و كومنتس كتير
أنت تقرأ
the story of abnormal gens
Misterio / Suspensoالجينات هى ما تشكل جسدنا ، ما تتحكم فى عواطفنا و انفعالاتنا ، و لكن هل تتحكم بمستقبلنا فتقودنا نحو الهلاك؟ هل لأنها النواة فما بداخلها ينوى رسم طريق حياتنا .. ذكرياتنا .. احلامنا .. نهايتنا ؟