.6. (جَريمة)

180 53 13
                                    

[هل هناك شر مطلق وخير مطلق.. أم أن كل شر فيه شيء من الخير وكل خير فيه شيء من الشر.]

وصلوا إلى زقاق بعيد عن الأعين وقف هو خلف الحائط يسترق النظر و فجأة .......فتح فمه و وقع كوب العصير من يده ،أنه يرى  الفتاة الضعيفة التى كانت يديها ترتجف من الوهن تمسك فتاة أخرى من رقبتها بيد واحدة و ترفعها من الأرض حتى أبتعدت قدميهاعن الأرض ، بدأت علامات الأختناق تظهر على الفتاة تأخذ أنفاسها بصعوبة ،صوت شهيقها بدأ يعلو " روسا أجوكى أتركينى" قالت بصعوبة تارا و هى تلتقط أنفاسها 

بعد أن أستجمع قواه هرع إليها " روسا أرجوكى أهدأى " أخبرها بنبرة منخفضة ، التفتت إليه لتكتمل صدمته و يرى ما كانت تحكى عنه من دقائق عينيها تحولت للون الدماء ، تعابير وجهها الهادئة تحولت إلى حادة ، النظرة الملائكية التى كانت تملأ عينيها و تطمئن من ينظرإليها تحولت لنظرة مليئة بالشر تجعل من ينظر إليها يرتجف خوفاً

دفعته بعيداً بيدها الأخرى ثم التفتت مرة أخرى لتستمتع بما تفعله لتارا، كانت الدفعة قوية لدرجة أنه صُدم بالحائط المقابل الذى يبعد حوالى خمسة أمتار عنها وضع يده على رأسه ليتحسسها ثم عاد لينظر إلى يده ليجد ان دماغه ينزف ـ أستجمع قواه و وقف بصعوبة بسبب الدوار الناتج عن أصطدام رأسه ليجد روسا تركت تارا و هى ممددة على الأرض وجهها شاحب و روسا تجلس بجانبها تبكى و تحتضن قدميها 

أقترب من تارا وجلس على ركبتيه ثم أقترب وضع أصبعيه على الشريان السباتى المتواجد فى رقبتها ، أزدادت نبضات قلبه عندما لم يشعر بالنبض عنما أزال يديه  وجد دماء على يده لكنها لم تكن دماؤه لأنها كانت حديثه حيث على عكس دماء رأسه التى جفت على يده ، نظر مرة أخرى إلى رقبتها ليجد ياقة قميصها عليها بعض الدماء 

" روسا من اين جائت هذة الدماء " سألها بفزع ، لم يسمع سوى صوت شهقاتها يعلو ، حاول أبعاد قدميها عنها لكن جسدها كان شبه متحجر فى مكانه " روسا أستمعى إلى أى كان ما حدث سأساعدك لا تقلقى سنحل الأمر معا " أخبرها برفق ، حاول أبعاد قدميها عنها مرة أخرى و كانت مرتخية ، ليظهر وجهها الذى كانت الدماء تلطخه 

" أهدأى لا عليك سنحل كل شئ " قال و علامات الصدمة تعتلى وجهه ، " هيا قفى " قال و هو يساعدها على الوقوف ثم أجلسها على كرسى " روسا هل لديك قميص أحطياتى للمدرسة بحوزتك ؟" سألها ، و هى تنظر له بدون رد فعل " روسا , أنتبهى لا يوجد وقت متاح ، هل لديك قميص يشبه ما ترتديه ؟" ، أهتز رأسها و رفعت أصبعها تشير إلى مكان

"روسا ,إلى أين تشيرين بيدك ؟" سألها بتوتر " أنتبهى قليلا" أخبرها و هو يهز رأسها ، "حقيبتى " تأتأت و هى ترتعش ، "لا تتحركى سأعود سريعاً" أخبرها ثم تحرك بأتجاه الطاولة التى كانوا يجلسون عليها فتح الحقيبة بسرعة و بدأ يبحث ، لم يستغرق الأمر طويلاً حتى وجده داخل كيس بلاستيكى  ثم نظر ليجد مزيل لطلاء الاظافر و مقص و بعض المناديل فأغلق الحقيبة و أخذها  بأكملها معه و توجه نحوها 

" بدلّى قميصك " أخبرها و هو يعطيها القميص ثم التفت إلى الجهة الأخرى ليترك لها المجال ،" أنتهيت " أخبرته بصوت مرتجف ، فتح الحقيبة أدخل القميص ثم أخرج المقص و مزيل الطلاء توجه نحو تارا و أمسك يديها و قام بقص أظافرها و أستخدم المناديل و مزيل طلاء الأظافر لتنظيف أظافرها جيداً ، لم تأخذ العملية اكثر من خمس او عشر دقائق 

وقف و توجه نحوها نحو روسا أمسك يدها فى يد ، و فى اليد الأخرى الحقيبة و بدأ يتحرك إلى الخارج وصل إلى الطاولة " أجلسى هنا لقد نسيت شئ مهم و لا تتحركى أى كان السبب " أخبرها، ثم ذهب إلى المبنى الأدارى المتواجد على بعد 50 متراً من الطاولة و قف فى الطابق الأول قليلاً حتى وجد فردين من الأمن يتحدثان معاً فبدأ يراقبهم " ماذا عن نظام المراقبة و الكاميرات المعلقة على جدران النادى؟ " سأل أحد الحراس ، " فى الواقع لا يوجد من يراقب إلا إذا حدثت مشاكل فيطلب المدير منى أن أفتح الفيديوهات المسجلة " رد الحارس الأخر 

ثم توجه إليهم و سألهم " كنت أبحث عن غرفة المدير " ، "فى الطابق الثانى " رد الحارس بأبتسامة ،شكرهم و بدأ يتوجه إلى الطابق الثانى، " ماذا حدث لى لماذا أتحدث عن النظام الأمنى ؟" أكمل نفس الحارس و هو يخبر صديقه 

وصل إلى المكتب و طرق الباب ثم دخل " هل يمكننى أن أتحدث معك قليلاً ؟" سأله بأدب ، " بالطبع أجلس من فضلك " رد المدير بأبتسامة ، " فى الواقع ..." قاطعه المدير قائلاً" اعتذر يجب أن أقوم بأتصال مهم قبل أن أنسى " أومأ زين 

" مرحبا " قال المدير ، " أهلاً سيدى "رد الحارس، " أريدك أن تمسح جميع المعلومات المخزنة على الكاميرات اليوم و أوقف تشغيلها حتى يأتى الفنى لأصلاحها " أخبره المدير ، " حسنا سأفعل هذا حالاً" رد الحارس 

" أسف لمقاطعتك ، أكمل من فضلك " قال المديرمعتذراً ، " فى الحقيقة لقد طلبت عصير ليمون و تأخر حوالى ساعة " أخبره زين ، " لا تقلق سأخصم من راتبهم على هذا الأهمال " قال المدير بحدة ، "لا أرجوك يمكنك فقط لفت نظرهم ، أشكرك على وقتك " رد بأبتسامة 

خرج من المكتب ثم توجه لروسا ليجدها جالسة بنفس الوضع الذى تركها عليه ، تجلس مصدومة بمفردها لا ترمش ولا تتحرك " هيا بنا " قال و هو يسحب يدها ثم بدأ يتوجه إلى بوابة النادى أمسك هاتفه و أتصل بالمساعدة الخاصة به " افتحى ملف روسابيلا ستون و أرسلى عنوان المنزل فى رسالة " ، أشار الى سيارة أجرة و أخبره العنوان و بدأت السيارة تتوجه إلى منزلها 

وقف أمام منزلها و فتح حقيبتها أخرج المفاتيح و فتح الباب و توجهوا إلى السلم يصعد هو و هى تتبعه ،فتح باب الغرفة و أوصلها إلى  سريرها لتجلس ثم جلس على ركبتيه ليخلع حذائها ثم أسند رأسها حتى استلقت على السرير ، أخرج من حقيبته عقار و أعطاه لها " سأذهب لأعد لك شئ تأكليه  لا تقلقى أنا بجانبك" أخبرها بنبرة منخفضة و هو يربت عليها 

نزل إلى المطبخ و بدأ يبحث عن شئ يستطيع أعداده حتى سمع صرخات تأتى من الأعلى .............................

-------------------------------------------------------------------------------

كدة خلص الشابتر 

تفاعلكم قليل اوى بالنسبة لعدد اللى بيشوفوا الشابتر و ليه كدة مش عاجبكم يعنى  :(

the story of abnormal gensحيث تعيش القصص. اكتشف الآن