تفكير صامت

163 20 23
                                    

واقف على كومة من خراب وطن ، ينظر نحو الأفق المعتم كذهنه.

يحدق في فراغ أمامه ، ليضيع في عوالم داخله.

يفكر .. يفكر مطولا ، يفكر كثيرا هذه الأيام أو ربما علي أن أقول ، هذه السنوات.

تأتي حبيبة الماضي لتسأله :

- أ أنت جبان لهذه الدرجة ، أ تخاف أن تتكلم؟

- لست جبانا ، و إنما صامت بطبيعتي ، صامت و إن لم أتكلم سأموت بعينين مفتوحتين ، قلب مشرح و عقل مريض ..

- إذن صرح بما تكبته علك تحيا !

- يا ليت الحروف تعبر ، يا ليت الكلمات توصل المعنى ، يا ليت آهاتي تجدي نفعا، لا أجد ما أقوله في ذروة الإنفجار ، أنا فقط أتقن الهدوء حين يسكنني الدمار.

- صعب عليك أن تعيش بدمار مستقر أمام مقلتيك و دمار مزلزل داخلك.

- صعب .. موجع .

تركته الفتاة لاحقة ببهجة مزيفة.

أيام فأسابيع ، مازال يجلس دون حراك فوق دمار الوطن.

يفكر و يفكر و لا يفعل شيئا غير النظر للفراغ و التفكير المستمر.

ليلة حالكة ، تسقط جثته فوق ركام المنازل و تحلق أفكاره القاتلة حيث لا يعلم ، حيث لا أحد يعلم ...

*اللانهاية*

يتبع ...

XXXXحيث تعيش القصص. اكتشف الآن