واقف على كومة من خراب وطن ، ينظر نحو الأفق المعتم كذهنه.
يحدق في فراغ أمامه ، ليضيع في عوالم داخله.
يفكر .. يفكر مطولا ، يفكر كثيرا هذه الأيام أو ربما علي أن أقول ، هذه السنوات.
تأتي حبيبة الماضي لتسأله :
- أ أنت جبان لهذه الدرجة ، أ تخاف أن تتكلم؟
- لست جبانا ، و إنما صامت بطبيعتي ، صامت و إن لم أتكلم سأموت بعينين مفتوحتين ، قلب مشرح و عقل مريض ..
- إذن صرح بما تكبته علك تحيا !
- يا ليت الحروف تعبر ، يا ليت الكلمات توصل المعنى ، يا ليت آهاتي تجدي نفعا، لا أجد ما أقوله في ذروة الإنفجار ، أنا فقط أتقن الهدوء حين يسكنني الدمار.
- صعب عليك أن تعيش بدمار مستقر أمام مقلتيك و دمار مزلزل داخلك.
- صعب .. موجع .
تركته الفتاة لاحقة ببهجة مزيفة.
أيام فأسابيع ، مازال يجلس دون حراك فوق دمار الوطن.
يفكر و يفكر و لا يفعل شيئا غير النظر للفراغ و التفكير المستمر.
ليلة حالكة ، تسقط جثته فوق ركام المنازل و تحلق أفكاره القاتلة حيث لا يعلم ، حيث لا أحد يعلم ...
*اللانهاية*
يتبع ...
أنت تقرأ
XXXX
Short Storyإن لمحت ثغر الحياة باسما فلا تظنن أنك رابح إن الفرح شاطئ و رمال و الحزن في الأعماق سابح إن الحياة موطن للحزن و ما الفرح إلا زائر مكار فالألم مطر مسالم أما الهناء فأصله إعصار إن الراحة بالوقت تجمدنا أما أتعابنا فتدفينا مابالنا نسينا حقيقتنا ...