عينان حمراوان ، فك منقبض ، جسد مغطى بوشوم التنانين و الأفاعي ، يركل الباب الخشبي ليتركه أشلاءا متناثرة .
يوجه نظره نحو الركن فيلمح طفلة في عمر أوراق الخريف ممسكة بمحفظة جلدية.
يتجه نحوها بجثته الضخمة باعثا داخلها هواجس الرعب و الخوف الرهيب.
قلبها الرقيق بحمق الصبى ، ها هو الآن يشطر إربا لا تحصى .
خائفة هي من بطش الوحوش و عنف البشر .
محتارة هي ، بين خلق حياة من الحطام أو قتل القدر .
يفتك من بين يديها الناعمتين ، الحقيبة و تستغل تلك الصغيرة الفرصة للفرار خارجا .
لم تكن تفكر في شيئ غير الركض و الركض المتواصل غير آبهة بما يحيط بها ، غير مدركة لمصيرها .
يمزق قفل الحقيبة لاعنا ، ليجد داخلها ملايين الدولارات.
ضحكة مزلزلة ولدت من رحم السكون القاحل ، السكون العقيم.
يخرج بخطواته الثقيلة ، يمسك النقود و يترك للرياح مسألة هجرتها .
يضحك مجددا ، يصرخ ساخرا :
"المال ، ليس للمال قيمة و لا مكانة. لم يعد شيئ يشترى ، بل هناك أشياء تفتك و تسرق ، إما طرد الأرواح من أجساد الحمقى أو ٱفتكاك فتات الخبز من حناجر الجوعى ..."
يمضي هو كذلك بعيدا ، حيث لا يعلم ، حيث لا أحد يعلم، تاركا قولته تتردد آلاف المرات في الدقيقة المنفردة .
*اللانهاية*
يتبع...
أنت تقرأ
XXXX
Nouvellesإن لمحت ثغر الحياة باسما فلا تظنن أنك رابح إن الفرح شاطئ و رمال و الحزن في الأعماق سابح إن الحياة موطن للحزن و ما الفرح إلا زائر مكار فالألم مطر مسالم أما الهناء فأصله إعصار إن الراحة بالوقت تجمدنا أما أتعابنا فتدفينا مابالنا نسينا حقيقتنا ...