خنجر

204 21 8
                                    


قصر بني من أتعاب الضعفاء ، من دموعهم و عرقهم ، من أجسادهم و أنفسهم .

قصر يحمل جدرانا مرصعة بأفخم أنواع المعادن ، قصر يحمل في لمعانه وجعا مشعا.

تجلس في حجرتها الباذخة ، واضعة يدها على بطنها ، متحسسة موضع جنينها.

قلقة هي حول مستقبلها و مستقبل ٱبنها.

العالم لا يحتمل ضحايا جدد ، هذا ما فكرت فيه. 

لكن ثمرة حبها لم تكن يوما بخطيئة ، و إنما الحقيقة أنها حامل من إحدى حراس القصر بينما هي زوجة أحد أكبر زعماء الدمار.

حب أثمر عطفا ، أثمر طفلا ، أثمر ديمومة خالدة.

يفتح باب حجرتها لتلمح زوجها يدخل بهيبته المتكبرة.

رأسه يكاد يشق سقف الغرفة ، و كأنه لا وجود لشخص في منصبه أو عظمته.

تبتسم نحوه بغية إخفاء توترها ، تقف من مكانها و تذهب لٱحتضانه .

يلاحظ ٱرتباكها فيصرح :

- مابال قلبك ! دقاته تكاد تخترق ضلوعك ..

- أنا فقط مشتاقة إليك ، تبرر .

- هكذا إذن .. أخبرتني أحد الخادمات أنك كنت عند الطبيبة ، هل أنت بخير ؟

تنظر في عينيه و تجيب :

- أجل .. أنا كذلك .

يعود هو لٱحتضانها ، قابضا على جسدها ، مانعا إياها من الحركة .

أنفاسها تتسارع ، نبضها يؤلمها و خوفها بان في رجفاتها.

يمسك الخنجر و يدغره في منتصف ظهرها .

مازالت على قيد الحياة ، و على مشارف الموت.

يزمجر هو بدوره قبل رحيلها :

{ ألبستك حرير الدنيا
كسرت بحبك ، قانوني
قدمت لك جواهر عالمي
فغدرت بي و لم تعلمي
ما بداخل هذا المجنون
موتي الآن بين يدي
ستبقى صورة غدرك خالدة بين عيوني
موتي الآن و لا تخشي
من غضبي و حر جفوني
موتي الآن ، و تعلمي
كيف للقلب المتحجر أن تخوني }

روح تنتفض بما تحمله ، جسد ينزف بتعب الرحيل ، ألم لن يختفي. 

يتركها ذاك المتجبر غارقة في دمائها ، غير آبه بحالها. 

خائنة لكن مخلصة لمشاعرها ، صادقة مع قلبها.

ذنبها الوحيد أنها أحبت في زمن يكون فيه الحب جنسا ، يكون الجنس فيه أسوء عقاب.
ذنبها أنها أحبت في زمن الخونة ، في زمن لا يعرف أهله معنى للحب. 

تتعب روحها من التعلق بالحياة ، لتذهب أخيرا حيث لا تعلم ، حيث لا أحد يعلم .

*اللانهاية*

يتبع ...

XXXXحيث تعيش القصص. اكتشف الآن