فوق الأرض الجافة ، الأرض القاحلة بالسواد ، يجلس أب و سبعة من أطفاله يتقاسمون جميعهم قضمة من خبز يابس.ترسم البسمة على أفواههم إلا واحدا منهم .
بوجهه العبوس ، ينظر لقطعة الخبز المتعفنة ، دقائق و مازال يحدق بها .
لم يشعر ذاك الصغير إلا حين ٱفتك أباه الرغيف من بين أصابعه النحيلة قائلا :
- إن لم تكن راضيا لا تأكلها و مت من جوعك!
إلتهمها الكهل بشراهة مضيفا :
- كما وجدت هذه القطعة ، جد أخرى و كلها بمفردك ..
لينطق الصغير دامعا :
- أشتهي الفتات يا أبتاه ، أشتهي حضنا منك يسقي جفافي ، أشتهي لقمة تقدمها لي يوما لأجيبك أنك إن شبعت أنت ، حينها أكون مسرورا ، أشتهي عاطفة و لو للحظات ...
يحمل الطفل نفسه ، يلملم ما بقي من ألمه المكبوت و يقف بعيدا عن عائلته.
عينان تملؤهما البراءة المنقرضة ، جسد ضئيل و قلب أكثر عمقا و شساعة من كل بقاع الأرض القاحلة ، أرض لم يبقى مغروسا في صلبها غير أشواك الوجع المميت .
ينظر للأفق الضبابي المشتعل : "حكاية ، بل واقع لم أفقه بدايته و لن تكون له نهاية "
ينظر لإخوانه و أبيه ، يدمع وجعا للفراق ، يجر أقدامه حيث لا يعلم ، حيث لا أحد يعلم...
*اللانهاية*
يتبع...
أنت تقرأ
XXXX
Contoإن لمحت ثغر الحياة باسما فلا تظنن أنك رابح إن الفرح شاطئ و رمال و الحزن في الأعماق سابح إن الحياة موطن للحزن و ما الفرح إلا زائر مكار فالألم مطر مسالم أما الهناء فأصله إعصار إن الراحة بالوقت تجمدنا أما أتعابنا فتدفينا مابالنا نسينا حقيقتنا ...