حرية عتيقة

211 19 8
                                    

خمسة وحوش تتوسطهم إنسانة.

أعينهم تتآكلها بينما هي مقيدة في الجدار.

يقترب واحد منها ، بنهم ، كأنه لم يشهد أنثى قط.

يمسكها من قميصها البالي حتى تمزق من منتصفه.

لم تصرخ .. تلك الطاهرة لم تصرخ .

لم تخجل ... و لن تخجل أنها إنسانة بجسد أنثوي .

يستغربون من ردة فعلها ، و هم أشد العالمين بمعنى أن يبرز نهد ، أو أن يعرى خصر فتاة.

بٱبتسامتها زاد ٱستغرابهم.

يصرخ أحدهم :

- أنت الآن أسيرة عندنا.

تجيبه بمبسمها :

- ليس لي ما أخسره ، إن كنتم هاوين بجسدي فخذوه لكنكم بغير قادرين على المساس بروحي . أنا حرة ، حررني الله و ليس لأحد أن يأسرني.

لم يفهموا شيئا من كلامها ، لم يتمكنوا من تفسير ما قالته.

تقدم زعيمهم نحوها ، تاركا مسافة :

- أعجز عن أسر ٱمرأة لا تخجل ، أعجز عن فهم ٱمرأة لا ترهب من وحوش الزمان.
مادمت أنثى ، أين البكاء ؟ و أين العويل ؟ و أين الأنين ؟ أنت بالفعل حرة ، جري قوتك ، إنها أثقل من جبروتي .

فك يديها مضيفا :

- جري أقدامك نحو أرض حرة ، و ٱسخري مني لأني بغير عالم بحرية عتيقة ، قدمها الرب إليك.

خطوات بطيئة ، نفس مطمئنة ، تمضي حرة ، حيث لا تعلم حيث لا أحد يعلم.

*اللانهاية*

يتبع ...

XXXXحيث تعيش القصص. اكتشف الآن