القاسي

14.1K 391 5
                                    

و عندما كانت آلن بالمشفى لم يتوقف أندرو عن إرسال الازهار لها و كم تمنيت أن يحضر لرؤيتها ، و والدها منعه من الاقتراب منها ،و أنها سمعت أنه يبحث عن ذلك المجرم ، وقالت في نفسها - يا إلهي ، كم أشتقت إليه، و كم أحبه.
فقد عرف أندرو من أطلق النار على آلن وقد كان القاتل يريده هو ، وآلن قد أنقذته ، وقد شكر ربه لأن حبيبته قد خرجت منها سالمة ، وقد علم من صديقتها روز عن حالة حبيبته قبل يومي، فقد زار روز في منزلها لكي يطمأن عن حالة آلن وكان غاضبا جدا لأنه لم يستطع معرفة حالة آلن من أي أحد فقرر الذهاب لروز ليسألها، دق جرس الباب ففتحت له روز الباب وقد تفاجأت برؤيته فسألها - هل أستطيع الدخول ؟
فتنحت روز جانبا و أدخلته إلى المنزل فقالت - تفضل بالجلوس ماذا تشرب شاي ام قهوة ؟
فزمجر غاضبا - لم أتي إلى هنا للجلوس ، لقد أتيت إلى هنا لكي أسئل عن حالة آلن ، لم أستطع معرفة حالتها ؟ ، و والدها منعني من رؤيتها ، ولم يبقى لي سواكي أنا يأس ، أخبريني كيف أصبحت ؟
فأبتسمت له روز و طمأنته - لا تخف إنها بخير ، لقد قال الطبيب أن الطلقة لم تصب عمودها الفقري و أنها بخير و تحتاج بعض الراحة فقط.
فأخذ نفسا عميقا وقد شعر بالراحة فقال لها ممتنا - شكرا لكي حقا.
فسألته - هل أمسكتوا المجرم ؟
فأجاب - نعم و أنه الأن في السجن.
فقالت روز - حمدا لله.
فطال الصمت فكسرته روز بسؤالها - هل أنت حقا تهتم لأمر
آلن.
فنظر أندرو إليها فقال بكل ثقة - جدا .
ثم غادر ، وصل إلى منزله وجلس على الأريكة مجهد و متعب و مشتاق لآلن فقرر أن يتصل بوالدته إنه يحتاجها.
فرفع سماعة الهاتف وأتصل بوالدته و أنتظر حتى أجابت فقال هامسا - أمي أحتاج لك .
فسألت والدته - عزيزي هل أنت بخير ؟
فأجابها - لا لست بخير ، إن حبيبتي قد تعرضت لعيار ناري وقد أصيبت بسببي.
فقالت والدته بصوتا عالا - يا إلهي ، هل هي بخير ؟
فأجاب - إنها بخير ، أمي أريدك هنا ، أريدك أن تأتي لرؤيتها أرجوك.
فقالت - حسنا سأتي. ثم أقفل الخط.
بعد يومين حضرت والدة أندرو لرؤية آلن ،و قصدت المشفى مباشرة بعد خروجها من المطار لرؤية الفتاة التي أحتلت قلب أبنها القاسي و جعلته لينا ، و عندما وصلت أستقبلتها والدة آلن و قد تعارفا و أخبرتهل والدة آندرو أنها اريد رؤية آلن لأمر شخصي ، وقد سمحت بها والدة آلن بدخول و لكن على أن لا تزعجها و وافقتها والدة آندرو و دخلت الغرفة.
وقد تفاجأت آلن من المرأة التي دخلت عليها ، وقد فهمت والدة أندرو نظرات الخيرة في عينين آلن و قالت لها - مرحبا ، دعيني أعرفك بنفسي أنا أزميرالدا روديريفز والدة أندروا.
فشهقت آلن بصوتا عالا ، فأبتسمت والدة أندرو فسألتها - لماذا أنا متفاجئة ؟ لقد حضرت بناءا على طلب أندرو ،و كما اردت رؤية الفتاة التي سرقت قلب أبني .....
فقاطعتها آلن - أنت مخطئة سيدة روديريغز أن أبنك لا يحبني لقد أراد فقط الانتقام مني لأنني أهنته علانية أنه جدا مغرور و متكبر.....
وقد أحمر خداها من الخجل و أضافت - أعذريني .
فقالت والدة أندرو - لا بأس ، أعلم أن والدي قاسي و مغرور و متكبر و لكن في أعماقه طيب جدا ، ولكني لا ألوم أبني أنني ألوم والده لقد كان قاسي معه جدا جاف في تعامله ، علمه القسوة في تعامله مع الناس ، و أن لا يحترم أحدا ليس بالمستوى الاجتماعي الذي هو فيه ، علمه الغرور و التكبر ، علمه أن المرأة خلقت فقط لتلبية احتياجات الرجل ، فأصبح مثل الصخر لا يهتم لمشاعر أحد مهما كان عمره أو حجمه ، ولكني حاولت تغير ذلك ، ولكن لم أستطع لأن أندرو كان يحب والده جدا و يثق بكلامه ، فلم أنجح ، فكنت أدعو الله أن يجد من تغير من قسوته ، وقد أستجاب لقد وجد الفتاة المناسبة التي قلبت كيانه، و أنا أرى أن أختيار ولدي كان صائبا ،إنك جميلة جدا ، وقد أستطعتي تغيره و كسر ذلك الصخر...
فحاولت آلن مقاطعتها ، فرفعت والدة أندرو لإسكاتها و أضافت - أرجوك ، لقد تحدث معي و دعاني إلى هنا لأنه بحاجة إلي ، وهذه أول مرة يحتاجني بها ، لقد تغير ولدي كثيرا ، وهو يحتاج لرؤيتك للأطمئنان عليك ، سأحاول إقناع والدك ، موافقة ؟
فقالت آلن وقد أحمرت وجنتاها - حسنا.
وقبل خروج والدة أندرو ألتفتت نحو آلن و سألتها - هل تحبين إبني ؟
فنظرت إليها آلن و تلعثمت - أجل ، جدا.
فقالت والدة أندرو - و هذا ما أنا أكيدة منه.
و غادرت الغرفة ،و ألتقت بوالد آلن و أخبرته بمطلبها و قد رفض و لكنها كانت عنيدة جدا حتى قبل أخيرا و توعد إذا حاول إذائها شوف يزجه في السجن ، وقد وعدته والدة أندرو أنه لن يفعل شيء يأذيها.
و غادرت والدة أندرو من المشفى ،فرحة جدا ، حتى وصلت منزل ولدها.
وقد كان نافذ الصبر و قد أسرع أتجاه والدته و قد عانقها ، فقد شعرت بفرح أن أبنها قد عاد إلى أحضانها بعد سنوات طويلة، وقد ترقرقت الدموع في عينيها وشكرت آلن في سرها لأنها غيرت حالة ولدها .
فسألها - كيف أنت يا أمي ؟ لقد أشتقت لكي.
فقالت - أنني بخير ، و أنت ؟
فقالت - أفضل ، لقد قلقت عليك ، أين كنتي ؟ لقد عاد السائق و لم أجدكي معه وقد أخبرني أنك لم تكوني موجودة.
فأبتسمت له - من الأفضل لنا أن نجلس ، و نشرب شاي أولا. و سأخبرك بكل شيء.
وقد أستدعى الخادم و طلب صنع الشاي ، وعندما وصل الشاي ، سكبت والدته الشاي و رشفت القليل منه.
فقالت له - لقد كنت بالمشفى لرؤية آلن.
فقال بدهشة - ماذا ؟
فأبتسمت - أجل كنت عند آلن ، أنها بخير و رائعة لقد أحببتها ، وقد تحدثنا قليلا.
فسأل بتلهف - عن ماذا تحدثتما ؟
فقالت - لقد تحدثنا عنك .
فسأل بنفاد صبر - و عن ماذا تحدثتما عني ؟
فقالت - لا شيء مهم ، و قد سمح لك برؤيتها ، ولكن ليس الان عندما تخرج من المشفى بعد بضعة أيام.
فقال صارخا فرحا - حقا ، يا إلهي.
وقد أحتضن و الدته و أضاف - شكرا لكي يا أمي.
و كان على وشك المغادرة عندما أوقفته والدته بسؤالها - إلى أين ؟
فأجاب - لا أعلم ، ولكني سأعود.

القاسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن