هرعت آلن ستيوارت إلى مكتب التوظيف قبل ان يغلق ابوابه لانه موعد الاغلاق قد حان فلفت أنتباهها اطفال مشردين يركضون نحو رجل متأنق لطلب المال منه فكان هو ينظر اليهم بشمئزاز و تقزز وقد صرخ بهم لكي يبتعدو عنه فشعر بعض الاطفال بالخوف فأخد بعضهم بالبكاء فشعرت آلن بتمزق في قلبها لهذا المشهد المحزن فشعرت بالغضب أتجاه ذاك الرجل فاسرعت باتجاهه واقتربت منه حتى كاد وجهها يلامس وجهه فصرخت في وجهه - من تظن نفسك لتعامل هؤلاء الاطفال بهذه الطريقة ؟ انظر ماذا فعلت ؟ لقد جعلتهم يبكون. ماذا لو كانوا اطفالك بينهم وصرخ شخصا مثلك في وجههم ؟ ماذا ستشعر عندها ؟
فعبس الرجل في وجهها و سأل - ومن انت ؟
فصرخت باعلى صوتها فلفت بصوتها الناس وتجمهروا حولهما
وقالت - انا التي يجب ان تضع لك حد وتعلمك كيف تتعامل مع من كان سواء كان صغيرا ام كبيرا ؟
فزمجر بصوتا عالي - اسمعي انت لن اسمح لامثالك بتحدث معي بهالطريقة من تظني نفسك ؟ انت مجرد حشرة ولستي ذات مستوى ان ترفعي صوتك هل سمعتي.
فغضبت لوصفه لها بالحشرة فاشارت له باصبعها وقبل ان تنطق بكلمة مسك يدها و وضعها خلف ظهرها فشعرت بالالم وهمس في أذنها- لن اسمح لاحد ان يتطاول علي هل فهمتي ؟ ساسحقق مثل الحشرة
فشعرت آلن وكأن عظام ذراعها انكسرت بسبب قوة ذراعه فترقرقت الدموع في عينيها وحدثت نفسها - لا تضعفي لا يستحق ان يرى دموعك فهزت رأسها لازالة تلك الدموع وصرخت و حاولت ان تقاوم - أياها المتعجرف المغرور أترك يدي انت يا قذر.
فترك يدها و بدأ بمسح يديه كأنها تلوثت بسبب لمسها ونظر حوله ورأى الناس المتجمهرة و لم يعبأ بأحد و أعاد نظره إلى آلن ونظر إليها من أخمص قدميها حتى رأسها بنظرة أحتقار و شمئزاز فشعرت آلن برجفة في أواصل جسدها لنظرته و غادر بعدها دون أن يلتفت نحوها وركب سيارته الليموزين و قاد سائقه السيارة و اختفى بين الإزدحام و عاد الناس إلى مسيرهم فوضعت آلن يدها على مكان الام ومسحت فوقه فشعرت بقليل من الخوف و خلال لحظات مسحت هذا الخوف لا يهمها من كان ليست خائفة منه و أنا لست ضعيفة لأفكر حتى به و تذكرت والدها و ما علمها أياه ان تبقى شجاعة و أن لا تخاف مهما أشدت الحياة معها فأبتسمت و قالت في نفسها كم أشتاق إلى بيتي و عائلتي و تذكرت آلن أول مرة قدمت فيها إلى لندن كان هذا قبل عام عندما تركت مزرعة والدها لكي تستقل بنفسها و كي تختبر نفسها و تذكرت كيف تركت منزل والدها و دموع امها مثل الشلال تنزل على خديها بسبب فراق أبنتها و كيف كان والدها يحتضن أمها لمواستها فحدثت نفسها - كم أشتاق لهم ؟ و أزاحت عنها الذكريات و تذكرت أنها هنا من أجل العمل فأسرعت نحو مكتب التوظيف وقد رأته مغلق فشتمت بصوتا خفيض وعادت أدراجها خائبة الأمل كانت هذه فرصتها لتجد عمل قبل أن تترك العمل عند مديرها الذي لا يفتأ يتحرش بها و من قد لا يفعل و هي آية من الجمال إن لون شعرها العسلي ذو اللمعة الذهبية يأخذ اللباب عندما تتبختر تحت أشعة الشمس التي تعكس اللون الذهبي ويموج مثل شلال حتى خاصرتها و جمال جسمها الذي ينضج أنوثة و عينيها الذي لا يعرف ما لونهما الطبيعي هل هو الاخضر ام الازرق ام الاثنين معا و لامعانهما الذي يخرق أعين الرجال و يذيب أقسى الجبابرة أنها حقا فتاة لا تقاوم
ففكرت ولكني لم أجذب أنتباهه يبدو أنني فتاة عادية و عندما وصلت الشقة ألتقت بصديقتها روز التي تشاركها الشقة و نظرت إليها وعلمت أنها لم توفق - حسنا غدا لربما يحالفك الحظ. فأحتضنت صديقتها وتذكرت ما حدث وسردت لروز ما حدث معها فقالت صديقتها بأسى ياله من رجلا فظيع.
فقالت آلن.- لها أعلم فلم أستطع الوقوف مثل البلهاء وأراه يتعامل مع الأطفال بقسوة. والأن لا يهم لا أعتقد أنني قد أراه مجددا وأتمنى هذا.
ولكن شعور داخلي لم يكن يتفق معها فهزت رأسها .
فقالت لصديقتها بأبتسامة طفولية- أنا جائعة لنحضر العشاء.
فذهبتا للمطبخ و يثرثرن بسعادة و آلن غافلة عما سيحدث لها من مصائب .
من الجهة الأخرى من المدينة كان اندراوس يتخبطت بنفسه غاضب وهو يصرخ كيف لفتاة وضيعة ان تصرخ في وجهه أنه أندراوس روديريغزسينتقم منها وسوف ينزل أشد العقوبة فيها وسيجدها ولابد أن يجدها وكان في يده كأس من الشراب وألقاه أرضا و تهشم لقطع صغيرة ودوا صوته أرجاء المنزل فهرع الخدم و كانت معهم والدته السيدة إزميرالدا
رودريغز نحوه و عبست عند رؤية الزجاج المحطم فقالت - ما الذي يحصل هنا ؟
فصرخ - لا أريد أحًدا هنا .
فهرع الخدم وخرجوا من المكتبة ونظرت والدته نحوه وهي نافذة صبرها من تصرفات إبنها فسألته - ما الذي يحدث هنا ؟ فأجابها بغضبا شديد - هنالك فتاة وضيعة تجرأت و تحدتني...
ولم يكمل كلامه حتى أمه أنفجرت ضاحكة و فتدايق وسألها - ما المضحك ؟
فقالت له ساخرة - لقد وجدت من يتحداك أنا أحيي تلك الفتاة ما أتيته من شجاعة لتتحداك و أخيرا كم كنت أتمنى أن تأتي هذه اللحظة منذ زمن. فصرخ بصوتا عالا - أمي...
فزمجرت وقالت - من تظن نفسك فاعل تعامل الناس كأنهم حشرات أنت قاسي القلب مجرم بحق الناس و بحقك لم تفتأ حتى ترافق فتاة و تستمتع بها وبعدها ترميها للكلاب بسبب قساوتك أنت أناني أنا نادمة لأنني لم أخذك بعيدا عن والدك منذ صغرك الظالم لقد أصبحت طبق الاصل عنه .
فصرخ بأعلى صوت رج المنزل - أمي لست أنت أيضا لست في مزاج.يسمح لتقبل أنتقداتك .
فقالت عابسة - لن أبقى هنا أراك تدمير نفسك سأرحل لتبقى وحيدا لنتجد احدا يرعاك و يهتم بك عندما تحتاج إليهم ستبقى وحيدا إلى الابد سأعود إلى بلدتي في إسبانيا وأتمنى لك التوفيق. وغادرت المكتبة وصعدت نحو غرفتها ودعت أن يلتقي بالفتاة المناسبة لتستطيع التغير من قساوته.
في الصباح اليوم التالي أستيقظت آلن نشيطة في الصباح وسعيدة ولن تتوقع المفاجئة التي تنتظرها ذهبت لتصنع لنفسها فنجان من القهوة ووجدت صديقتها تنظر إلى الجريدة مصعوقة فسألتها - ماذا هنالك ؟ روز ماذا؟
فرمت روز الجريدة على آلن وقالت لها- أنظري بنفسك.
ونظرت آلن إلى الجريدة ونظرة إلى صورة الفتاة والرجل الواقفين قبالة بعض فصرخت - يا إلهي الحبيب من أخذ لنا هذه الصورة ؟ و قرأت العنوان قساوة الملياردير و شجاعة الفتاة و قرأت باقي المقال فعبست - لا يمكن أن يحدث هذا. فسألتها روز - ولماذا أنت قلقة يا ألن ؟
فتنهدت آلن وقالت - ألا تعلمي ماذا لو قرأ والدي هذا الخبر سيتصل بي ويريد بعض الاستفسار و سيستجوبني وعندها قد يعديني إلى وهذا ما لا أريده لأنني لم أجد ذاتي بعد و اريد حريتي و قليل من الأستقلال و تنهدت بصوتا عالي.
أنت تقرأ
القاسي
De Todoوقفت ألن ستيوارت في وجه ملياردير القاسي القلب اندراوس رودريغز فقرر الانتقام منها كيف لفتاة وضيعة مثلها الوقوف في وجهه ولكنها لم تخف منه و تحلت بالشجاعة التي تربت عليها في مزرعة والدها ولن يستطع احد ان يخوفها ولكن ماذا سيحدث لها عندما يحاول ان يهزها...