القاسي

خرج أندرواس على صوت ضحك عالي فذهب ليرى ماذا هنالك ؟ فرأى والدته و هي تضحك والدموع تتساقط من عينيها وفي يديها جريدة فسألها متعجبا - ما الذي يضحكك ؟ فقالت متقطعة الانفاس - أنظر.... بنفسك. و استمرت بضحك فأخذ منها الجريدة و قرأ المقال عندما رأى صورته مع تلك ال فتاة و شتم بصوتا عالا فتوقفت امه عن الضحك وقالت معاتبة - حافظ على الالفاظك انت رجل ارستقراطي لا يجب ان تشتم. فزمجر - لا يمكن ان يحدث ذلك تلك الوضيعة سانتقم منها و سترى ذلك وسترين انت ايضا ماذا سافعل بها .
فعبست والدته - فقالت لا اريد ان ارى شيء ساغادر بعد قليل لن ابقى هنا لا ارى ماذا ستفعل تلك الفتاة بك ولكن تذكر ما ساقول ستتصل بي عندما تحتاج الي وساذكرك بهذا الان يجب ان الحق بطائرتي وداعا.
و شتم مرة اخرى بصوتا خفيض يجب علي فعل شي وتذكر ككلمات والدته ستفعل بي لن يستطيع احد فعل اي شي لي ولن اسمح بذلك.
بينما آلن متوترة وخائفة من ان يصل لوالدها الخبر لم تستطع الذهاب الى العمل فبقيت قابعة بالمنزل تنتظر اتصال والدها بسبب توترها نظفت المنزل و غسلت ملابسها ولمعت الاواني ولم تستطع الجلوس و ذرعت الغرفة جيا وذهابا وهي تنتظر االاتصال و فجأة رن الهاتف فأسرعت اتجاهه ورفعت سماعة الهاتف بتردد فقالت بصوتا متلعثم - مرحبا. فسمعت صوت والدها الجهوري - آلن ستيوارت يجب ان تفسري لي ماذا يحدث ؟ و ما هذا المقال وعن ماذا يتحدث ؟فاخذت نفسا قالت لوالدها - حسنا ساخبرك ماذا يحدث فقط ارجوك لا تقاطعني. فتحلى والدها بصبر فقال - حسنا ابدئي. واخبرته ما حدث معها و ان المقال ليس كله صحيح انهم يبالغون قليلا.
وتنهد والدها و قال- فعلتي حسنا يا آلن ولكن ما كان يجب ان تحشري انفك مع هذا الشخص الا تعلمي من هو. فقالت بعدما اخذت نفسا عميقا تعبيرا عن ارتياحها - لا لم اعلم من هو و لا اهتم من يكون فقط عندما رايته كيف كان فظا مع الاطفال لم استطع ان اصمت فواجهته واخبرته براي فيه وهذا ما حدث وانت الذي علمتنا اياه يجب انا لا نصمت عندما نرى الخطا ويجب ان نصححه و انا فعلت الصواب. فصمتت حتى تسمع راي والدها فقال - نعم هذا ما علمتكم اياه و احسنت ولكنني قلقل من اجلك انهم يقلون انه قاسي القلب جميع الموظفين يهابونه و يخافون منه وانه زير نساء ولا يسمح لاحد ان يتحداه ارجوك حذاري جدا انا اعتمد عليكي. فخقة قلبها لخوف والدها عليها وقالت لتطمئنه - لا تخف انا قوية و لن اسمح لاحد ان يدايقني او يسيء الي انا ابنتك الشجاعة آلن اتذكر. لننسى هذا الموضوع والان اخبرني كيف حال امي و واخي الصغير جون الخارق وكلبتنا لوسي الخارقة؟فضحك والدها فهذا ما ارحها و اخبرها انهم بخير وانهم مشتاقون لها و ينتظرون بفارغ الصبر قدومها عندما اغلقت الخط استراحت على الاريكة و اخذت نفسا عميقا وابتسمت لان والدها لم يوبخها وشعرت بعدها ان لا احد يستطيع هز ثقتها بنفسها و تذكرت انها يجب ان تستقيل من عملها ولن تستطع البقاء فيه انها تشعر بتقزز من لمسات مديرها ونظراته الشهوانية و وقفت واحضرت قلما و ورقة وكتبت استقالتها و قررت انها سترسلها بالبريد وبعدها ستذهب الي مكتب التوظيف لتجد عملا لها.
في الصباح اليوم التالي استيقظت نشيطة و تناولت افطارها وودعت صديقتها روز و ذهبت لمكتب البريد ارسلت الاستقالة و بعدها ذهبت لمكتب التوظيف عندما وصلت جلست امام امراة كبيرة
و اخبرتها مؤهلاتها و قالت لها ان تنتظر لدقيقة
ونظرت اليها وابتسمت لها وقالت - انت محظوظة هنالك عمل في شركة روديريغز للاكترونيات مساعدة للمدير . فكتبت لآلن العنوان و فابتسمت لها آلن وشكرتها و عندما غادرت المكتب شكرت حظها و لان هذه امنيات والديها لها. وذهبت للمقابلة و عندما وصلت نظرت الى فاخمة الشركة و اسم الشركة المذهب و الى اعلى قمة في الشركة انها ضخمة جدا فقدرت الطوابق بنحو الثلاثون و تمنت ان يحالفها الحظ و دخلت الى المبنى ورات المقاعد الجلدية و الشجيرات الصغيرة التي تزيين غرفة الاستقبال. ولوحات لرسامين ماهرين و تحلت بثقة وذهبت اتجاه عاملة الاستقبال واعطتها الورقة التي اعطتها اياها موظفة المكتب و اخبرتها ان تنتظر للحظات و جلست على المقعد المريح الجلدي تنتظر و بعد مرور خمسة دقائق نادت عليها موظفة الاستقبال واخبرتها الصعود الى اخر طابق وهو الطابق الثلاثين فشعرت بقليل من التوتر و كبست زر المصعد وعندما وصلت نظرت حولها فلم تجد احدا ان القاعة خاليا فاحست كانها خدعت ولكنها تقدمت للامام و وجدت امامها بابا كبير و طرقت الباب وسمعت صوتا يناديها لتدخل ففتحت الباب ودخلت ولم تنظر مباشرة الي الشخص الجالس خلف المكتب فاجلت حلقها وقالت - سيدي انا اسمي آلن ستيوارت وقد قدمت من اجل الوظيفة فسمعت صوت المدير انه مألوفا لها فقال - لماذا لا تاتي وتجلسي يجب ان نتحاور فقالت له حسنا وجلست و بعدها نظرت ناحيته فصعقت انه هو ذاك المتعجرف حتى انه لم يتفاجأ بوجودها وعرفت ذلك متلك العينين القاستين الخاليتين من العاطفة وقفت لتغادر ولكنه اوقفها بصوته الجهوري - ارجوا انا لا تذهبي انسة ستيوارت قبل ان نتحدث. فقالت له ساخرة - وماذا هو الشيء الذي تريد ان تتحدث ؟ لا يوجد حديث بيننا فارجو المعذرة همت بالمغادرة و اوقفها مرة اخرى - انتظري لدقيقة انا لم احضرك هنا من اجل ان نراجع خلافاتنا انا اريدك للعمل فقط و لننسى الماضي.
فنظرت اتجاهه في تشكك و بحثت في عينيه عن شي ء فلم تجد سوى اللامبالاة وجلست تنظر اليه فقالت - حسنا ماذا تريد ؟ فحاول ان يخفي نبرة صوته القاسية فنجح في ذلك - حسنا ان سكرتيرتي تركت العمل دون سابق انذار و لدي اعمال متراكمة وانا اعرف مديرك بالعمل السيد مارك هيلتون وقد اطرا بعملك و حرصت ان تعملي عندي لانني اقدر الموظفين الاكفاء و الذين يقدرون عملهم وقد اصبح قاسي جدا عندما يتقاعص الموظفيين عن عملهم و لذلك تجدين اني اعمالي تسير سيرا ممتازا و الاهم من ذلك اني قد احتاجك اوقات العطل وبعد انتهاء الدوام لاني لا احب تاجيل الاعمال وهنالك طبعا مكافآت فما رايك ؟ فنظر اليها و تمنى لو يخنقها توقع ان ترفض او تعارض ولكنها نظرت اليه بنظرة تحدته فيها ومع ابتسامة رائعة تذيب القلوب فتفاجأ من ردت فعلها فقالت له - وانا اقبل و متى تريد ان ابدا ؟ صعق لوجود الحماس في صوتها فجلى حلقه وقال - ارجو ان تبداي بالعمل الاثنين القادم و وقفت بطولها الفارع ومدت يدها اليه فنظر نحو يدها بقرف وقد اخرجت منديلا نظيفا من حقيبتها وو ضعته على يدها فتعجب لما تفعله فقالت بسخرية - لقد رايتك تنظر الى يدي بشمئزاز فارجوا المعذرة اعتقدت انك لا تصافح احدا باليد. فنظر اليها ونيران الغضب تشتعل من عينيه فقال من بين اسنانه - ارجو المعذرة لا تسيئي الظن بي فلم اقصد ذلك . فازاح المنديل عن يدها و تلاقت اعينهما بتحدي واضح و تصافحا فشعرا بكهرباء انزلقت على طول ذراعهما حتى استقرت اتجاه القلب وبسرعة تركا ايدي بعضها و ونظما نفسيهما و بعدها اتفقا على اللقاء و عندما خرجت شتم بصوتا خفيض وقال في نفسه لن اسمح لهذه الفتاة الوضيعة ان تشتت انتباهي بجمالها وانوثتها و جلس واسند راسه بالمقعد وفكر لقد احضرتها من اجل الانتقام وساحصل عليه وسامحي ذلك التحدي من عينيها ساجعلها تتوسل الي من اجل ان اغفر لها سترى .و عندما وصلت آلن الى المصعد شعرت باوصالها ترتجف ماذا حدث لها لم تتوقع حصول هذا التواصل بين ألد الاعداء لها وحاولت لم شتات نفسها فقالت انه مجرد اضطراب لا اكثر واخذت نفسا عميقا لا يجب ان تظهر له انها ممكن ان تنجذب له لن تسمح لنفسها بهذا و ستظل تكرهه وخرجت من المصعد تنتظر بفارغ الصبر الاثنين القادم و تذكرت والدها لن تخبره عن هذه الوظيفة ابدا ستحاول ان تتجنب الحديث عن ذلك لكي لا يشعر بالقلق.