الفصل الثالث

1.2K 35 11
                                    

ذلك الكم من الحقد والغيرة الذي ملأ جوف عمة عويشة، لا تسع الجبال لحمله.
ذات يوم والعمة في السوق سمعت اعلانا ينص على أن السلطان يبحث عن عروس جديدة لابنه- هناك إشاعات عن ذاك الأمير تدور حول أنه مسحور نصفه ثعبان والنصف الآخر إنسان، في الليل يزفون عروسه وفي النهار يقومون بدفنها؛ لأنه يقوم بقتلها- عندها خطرت تلك الفكرة الشريرة لعمتها واخبرتهم أن لديها عروس خارقة الجمال تليق بابن السلطان يستطيعون أخذها متى ما أرادوا، عادت تلك الشمطاء مسرورة ومرتاحة البال، وبتلك الابتسامة الشريرة على وجهها أخبرت عويشة بذلك الخبر الصادم، وأعلمتها أن تجمع أغراضها لأن موعد العرس حدد وسيكون بعد يومين من الآن، لم تستطع عويشة الرد على تلك الشريرة.
فطوم كانت سعيدة جدا؛ ستتخلص من تلك الفتاة التي كانت تجلب لها عقدة النقص، تلك الفتاة التي كلما نظرت إليها شعرت بذلك الكم من الغيرة.
جاء اليوم الموعود يوم زفاف عويشة أو يوم هلاكها كما كانت تقول عمتها، أتى الخدم وقاموا بتجهيز عويشة لزفاف يليق بمستوى سلطان ذلك العصر، تلك المجوهرات والحلى بكل أشكالها وذلك الثوب المزخرف ذي الألوان الزاهية، كان ليكون أفضل يوم في حياة عويشة لولا كون الذي ستزف له نصفه إنسان ونصفه الآخر ثعبان ولاتدري إن كانت ستبقى على قيد الحياة لنهاية تلك الليلة أم لا!
مر الوقت بسرعة وعويشة ترتعد من الخوف في تلك الغرفة في انتظار مصيرها، عندها تذكرت أن لديها حرشفتين أخريتين من السمكة، قامت بإحراق إحداهما، ظهرت صورة السمكة من جديد وسألتها ما المشكلة هذه المرة، أخبرت عويشة السمكة بكل ماحدث، قالت السمكة"ستجدين إبرة صغيرة على مؤخرة عنقه قومي بنزعها في الليل وأعيديها في الصباح.
دخل الأمير الثعبان الغرفة عندها أسرعت عويشة وأزالت تلك الإبرة من عنقه فعاد إنسان كما كان، إنقضت الليلة بسلام.
جاء الصباح، وجاء معه الخدم بكفن عويشة؛ كما إعتادوا أن يأتوا به بعد أول ليلة من الزفاف، لكن كانت المفاجأة أن عويشة لازلت على قيد الحياة، تعجب الخدم من ذلك وأخبروا السلطان، أخبرهم أن ينتظروا لقدوم اليوم التالي، عندها أتى اليوم التالي وعويشة لازالت حية، فرح السلطان فرحا كثيرا وأقام حفلة كبيرة جدا لايمكن أن يتخيلها إنسان.
الفصل القادم سيكون الأخير من قصة عويشة بنت الحوات وسيتبعها قصة هينوع وهينوعة .

خرافات جدة ليبيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن