أم بسيسي

428 11 9
                                    


في نهار يوم مشمس عندما كانت الفأرة تحضر الطعام لم تجد غربالاً تغربل به الدقيق فطلبت من إبنها فرفور أن يذهب إلى جارتها أم بيسيسي لتعيرها الغربال فذهب فرفور مسرعا إلى بيت الجارة

"دق دق دق"

أم بسيسي: "من بالباب"

فرفور: "أنا فرفور ياجارة, أمي تريد استعارة الغربال منك"

أم بيسيسي: "فلتدخل يافرفور ستجده في المطبخ" لقد أمرته بالدخول لكون يديها مشغولتان بالحياكة, وعندها دخل فرفور مسرعا باتجاه مطبخ الجارة ثم سمعها تناديه بصوت عالٍ" فرفور, إياك والشرب من إناء الحليب الذي تحت الغربال وإلا سأقطع ذيلك" أجابها فرفور "حاضر, لن أفعل ذلك" ولكن كعادة الصغار يقولون مالا يعنون فأخذ فرفور الغربال وأيضا رشفةً من الحليب فمن الذي يستطيع مقاومة حليب طازج؟ ولسوء الحظ وعند ذهابه مسرعا نحو الباب نادته أم بسيسي "فرفور, فلتأتي إلى هنا" إلتفت فرفور ببطء وأتاها وهو ينظر إلى الأسفل.

"فلتنظر في عيني" قالت أم بسيسي فرفع فرفور وجهه ونظر بثقة ووجه بريء ليحاول خداعها, ولكن لم تبالي أم بسيسي و سألته مع معرفتها بالجواب" هل شربت من الحليب يافرفور؟" أشاح فرفور عينيه بعيدا وأجاب " لاـ لا لم أشرب قط" نظرت أم بسيسي له بغضب وقالت" أوه حقا إذا ماذا تفسر بقايا الحليب التي على شاربك يافرفور؟" بلع فرفور ريقه من الخوف ومسح بقايا الحليب بسرعة "إن إننـ إنه لا شيء" ولكن قبل أن ينهي جملته قطعت ذيله وقالت " لن أعيده لك إلا عندما تحضر لي حليباً من البقرة" ترجاها فرفور باكيا أن تعيده له "أرجوك يا عمة أعيديه لي فالعيد قريب أريد أن أعيد به" لكن لم تلتفت أم بسيسي للرجاء ورفضت رفضا باتا أن تعيده له.

خرج فرفور من منزل أم بسيسي يجر أذيال الخيبة أو بالأحرى خرج لا يجر شيئا, "حسنا, أنا لن أستسلم فالجميع سيضحك علي إذا ماجاء العيد وأنا بدون ذيل لذا سأذهب للبقرة الآن" وعندما وصل فرفور للبقرة سألها "يا بقرة هل يمكنك أن تعطيني بعض الحليب لأعطيه لأم بسيسي لتعطيني ذيلي لأعيّد به يوم العيد؟" أجابته البقرة " سأعطيك الحليب في حال أحضرت لي العشب كم المزارع" تنهد فرفور ثم قال "حسنا حسنا فهمت سأذهب للمزارع الآن لكن لا تنسي وعدك" فذهب فرفور وسأل المزارع "هل يمكنك أن تعطيني بعض العشب لأعطيه للبقرة لتعطيني الحليب لأعطيه لأم بسيسي لتعطيني ذيلي لأعيّد به يوم العيد؟" أجابه المزارع"حسنا, ولكن يجب أن تجلب لي منجلا من عند الحداد لِأستطيع إعطائك العشب" يارباه قال فرفور في سره ثم قال" حسنا سأذهب" وعندما وصل فرفور للحداد قال" هل يمكنك أن تعطيني منجل لأعطيه للمزارع ليعطيني العشب لأعطيه للبقرة لتعطيني الحليب لأعطيه لأم بسيسي لتعطيني ذيلي لأعيّد به يوم العيد؟" فرد عليه الحداد "نعم, ولكن بشرط أن تجلب لي بعض اللهب من عند النار لأصنع به المنجل" إلى متى ستستمر هذه الحلقة اللا منتهية فكر فرفور متململاً "حاضر" فذهب فرفور للنار وقال لها" هل يمكنك إعطائي بعض اللهب لأعطيه للحداد ليعطيني المنجل فأعطيه للمزارع فيعطيني العشب لأعطيه للبقرة لتعطيني الحليب لأعطيه لأم بسيسي لتعطيني ذيلي لأعيد به يوم العيد؟" أجابته النار" ينقصني بعض الحطب إذا ذهبت للشجرة واحضرته يمكنني أن أعطيك بعض اللهب" وككل مرة ذهب فرفور للشجرة وقال" أيتها الشجرة هل يمكنك إعطائي بعض الحطب لأعطيه للنار لتعطيني لهب أعطيه للحداد ليعطيني المنجل فأعطيه للمزارع فيعطيني العشب لأعطيه للبقرة لتعطيني الحليب لأعطيه لأم بسيسي لتعطيني ذيلي لأعيّد به يوم العيد؟" فردت الشجرة كغيرها "نعم, ولكن في حال أ، أحضرت لي بعض الماء من الوادي" يا إلهي إلى متى؟ سيأتي العيد على هذه الحالة قبل أن أسترجع ذيلي "فهمت, فهمت" قالها فرفور بصوت عال للشجرة.

خرافات جدة ليبيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن