الفصل الرابع
فكرت كارولين وهى تستقر داخل السياره المرسيدس طبعا يجب ان يكون شيئا كهذا سياره باهظه الثمن مع سائق يرتدى البزه الرسميه ونظاره شمس سوداء تدل على الخصوصيه التامه واى نوع من السيارات تتلائم مع شخصيه مثل نيكولو ساباتينى
الغريب فى الامر ان هؤلاء الاشخاص الاذكياء لا يرغبون بأن يتخذوا طريقهم نحو قلب المدينه الصاخب المزدحم وخصوصا فى مدينه ميلانو وفى يوم معين من ايام الاسبوع مثلها ومثل اى مدينه تستطيع ان تفكر بها ان هذه المدينه كانت تتشابك بازدحام هائل فكانت السيارات تتحرك ببطء شديد بينما المشاه وطبعا الدراجات الناريه التى تملأ ايطاليا كانت تنطلق بسرعه قصوى
ان الرجل الذى يجلس بجانبها لن يترجل او يقود الدراجه الناريه فيما لو انفصل بملء اختياره عن تلك الهاله الكبيره والملفته للنظر عن ثراءه وتابعت تفكر وهى ترمقه من وقت الى آخر انها تستطيع ان تتصوره اكثر فى سياره من نوع ميزراتى لا بل بسياره من نوع فيرارى فمن وجهه نظرها كانت الفيرارى تحفه رائعه التصميم ومصممه حقيقه بأناقه متميزه ومزينه بخطوط مستقيمه على جانبيها انها سياره تمثل القوه والرجوله تماما مثل الامير ساباتينى نفسه
تململت كارولين فى السياره بأنزعاج كم هو شئ سخيف بأن تفكر فى الرجل الذى تكرهه وتمقته لكن ذلك ربما لا يدعو الى السخف منها لانها كانت تتمتع بذوق رفيع فى التصاميم الجديده اليست هى كذلك؟ كما انها تعترف فى قراره نفسها بأنه يلفت النظر وهذا ليس سوى حدس فنى صادق عندها لكن هذا لا يغير حقيقه بأنها تكرهه بشده
عادت ترمقه مره اخرى وكان يجلس الى جوارها وهو يضع ساقا فوق ساق وينقر باصبعه على فخذه بنفاذ صبر فقد واجهتهم مشكله عويصه من زحام يضم شاحنات وسيارات اجره وكذلك عدد لا يستهان به من السيارات الخاصه يتقدمون ببطء شديد لا يذكر مما اظهر الاضطراب والانزعاج فى ملامح نيكولوكان هذا ليس اكثر مما يستحق فيجب ان يذكر رجل كهذا فى كل الاوقات بأنه لا يستطيع ان يسيطر على كل شئ فى العالم رغم ثراءه الذى لا يتصوره عقل والدم الازرق الذى يجرى فى عروقه
كان الذى يرضى غرورها اكثر هو انها لقنته درسا لن ينساه ليس مره واحده فقط بل مرتين هذا الصباح عندما صعقته بالموافقه على رؤيه جدته ولكن كان ذلك على حسابها الخاص وكذلك الليله الماضيه عندما اوقفت كل محاولاته وليس مهما ادعاؤه بأنه غير مكترث على الاطلاق
كان بالطبع مهتما كثيرا ككل الرجال خصوصا واحد مثل ساباتينى لانها كانت مثل سيارته المرسيدس رمزا آخر من الثراء والعظمه
شعرت بنفسها تبتسم وتسائلت كيف يقيمها نيكولو ساباتينى لو رآها ترتدى سروالا من الجينز الباهت وتيشيرت من القطن وهذا ما تفضله فى جميع الاوقات وحذاء رياضى مريح وترخى شعرها على كتفيها او تجدله الى الوراء على الطريقه الفرنسيه فإن شاهدها على هذا النحو فمن المؤكد بانه سيمر الى جوارها دون ان يكترث لها او يعيرها اى اهتمام وقد....
- هذا غباء
التفتت كارولين الى نيكولو لم يعد ينقر على فخذه لكنه مال الى الامام وهو يسترق النظر من الزجاج الذى يفصلهما عن السائق ويحدق بغضب فى السياره التى امامهما وقال بعصبيه:
- كان هناك مخرجا لكن الغبى الذى امامنا لم يقد بالسرعه الكافيه
منحته كارولين نظره بارده خاليه من اى تعبير
- يا للحظ التعس
غمغم نيكولو بين اسنانه وعاد يميل الى الامام واغلق الزجاج الفاصل بينهما وبين السائق
قالت بتذمر شديد:
- من الافضل عدم مراقبه كيف يقودون هؤلاء الاغبياء سياراتهم
- ومن الافضل ايضا الا نكون بينهم كنت على ثقه وعلم بأن الشوارع ستكون مستحيله فى ازدحامها الخانق
- شكرا لك
وجاء دورها لتتلقى ملاحظه ساخطه منه:
- الذى فعلا احتاجه فى هذه الدقائق المرهقه هو تعليق سخيف عن ازدحام السير من فتاه من الغرب الامريكى الاوسط
ارتع حابى كارولين بحيره بالغه:
- لماذا تفكر على هذا النحو؟
ر عليها بلباقه مهذبه:
- الذى عايش الازدحام الايطالى الحانق هو وحده الذى يعلق على هذا الموضوع
- اقصد ما الذى يجعلك تعتقد بأننى من ذلك القسم فى امريكا؟ ماذا تعرف عن الغرب الاوسط؟
- اننى لا اجهل شيئا عن بلادك فقد كنت هناك اعمل لسنين وكذلك للمتعه يا سينيوريتا
- اننى متأكده من ذلك ربما الى نيويورك او سان فرانسيسكو لكن الى الغرب الاوسط؟
- ليس من الضروره زياره ذلك القسم فى امريكا كى يعرف بأنه يشتهر بنساء مثلك
- حقا
وتحركت فى مقعدها على الاتجاهين وعادت تنظر اليه
- وكيف ابدو لك يا سمو الامير؟
- كما انت
قال بنفاذ صبر وهو يشير الى شكلها الكامل:
- طويله القامه زرقاء العينين بأختصار مثل فلاحه صغيره وبريئه وانا متأكد بأن هذا يكسبك الكثير من المال
كان هناك كلاما عالقا فى حنجره كارولين وربما كادت ان تتفوه به لكنها ابعدت نظرها الى الخارج
قالت ببرود شديد:
- انك واثق من كل شئ لكنك مخطئ تماما لاننى من نيو انكلاند وليس من الغرب الاوسط وليس من الضروره ان تكون ايطاليا لتعرف بأن المجئ بالسياره ى هذا الوقت من الفوضى والازدحام هو عملا ليس مستحبا ابدا فلو انك وضعت جانبا ذاك الغرور والغطرسه التى تتحلى بها لكنت استنتجت هذا واستعملت المواصلات الشعبيه اعرف ان هذا قد يعنى الاختلاط فى تلك الفوضى التى لا تتناسب مقامك الرفيع لكن...
اندفتاعها وتوترها الشديدين جعلاه يضحك :
- هل تتهمينى بالغرور والغطرسه؟ اظن انه عليك الاصغاء الى نفسك يا كارولين وعندها ستعرفين كيف تقومين بأفتراضات سريعه ... لكن غبيه
- كنت اشير ببساطه بأنه قد يكون هناك وسائل افضل فى القيام بهذه الرحله اليوم
- لا اعتقد ذلك
كان لهذا التصريح البسيط وقع على كارولين اشبه بأعتزازه بنفسه وتوضيحه مما جعلى الدم يسرى حارا فى عروقها لكن اطبقت فمها وكأنها تحاول الا تثيره فقد قام لغايه الان بعمل يكفى ان يجعلها تقوم بهذه الزياره وستكون حتما غبيه لو كررت ذلك وكأنها ترضى غروره وطمعه انها تستطيع ان تدبر ذلك وكل ما عليها عله هو ان تنتبه ائما وى كل وقت بأنها لا تستطيع ان تحتمل رقته اكثر مما تحملت وستجلس قريبا امام الاميره وبقدر ما هى قلقه سيكون الاسرع لها....
تأرجحت كاروين عندما تحركت السياره بشكل مفاجئ ولامس جسدها ذراع نيكولو وكان الاتصال سريعا لا اكثر من لحظه لكنه كان يثير الاعصاب كان اشبه بالنارا الملتهبه انسحبت الى مكانها بسرعه لكن ليس قبل ان يمنحها ابتسامه صغيره ذات معنى ان هذا الرجل غير جدير بالاحترام ابدا فكرت متألمه لكنها منحته بالمقابل ابتسامتها الاكثر براءة
- واذا انت امير على ماذا؟ ايطاليا؟ اوربما اوروبا بأسرها؟ اوقد تكون امير العالم؟
كما توقعت هذا الابتسامه التى هى مزيج من الاعتزاز بالنفس والاناقه تحولت الى عبوس شديد:
- لا شئ كهذا سينيوريتا اننى امير فقط على كورديا
قالت مفكره :
- كورديا... كورديا لا اظن باننى سمعت بها
- لا لم تسمعى عنها الا اذا كنت تلميذه تاريخ فقد كانت كورديا اماره لكنها اختفت منذ اكثر من مئتى سنه مضت
- هذا شئ ساحر
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: الربيع في روما
Romanceكانت كارولين عارضه ازياء ، لكنها كانت تكره مهنتها هذه . وتكره ايضا الحفلات غير الصادقه والمرائيه , وكذلك تكره تلك العيون النهمه. إلى ان التقت عيناها بعينين هزتا مشاعرها . انها عينا نيكولو ساباتينى الذى بدأ يتولى توجيه حياتها وكأنها ملك من ممتلكاته ا...