الفصل الحادي عشر
كان نيكولو يداعب خصلات شعرها الذهبي تارة و تارة اخرى يتأمل ملامح وجهها الفاتن، ويقبل بحنو خدها المتورد خجلاً.
قال بأعلى صوته:" كم أنت رائعة وجميلة".
" أنك أنت الرائع، يانيكولو".
ضحك بلطف:" هل سنتجادل حول من هو الرائع اكثر؟".
قالت بحنو:" ربما علينا أن نتفق بأنها مجادلة برئية لن يتمكن احد منا أن يفوز بها".
" هل تعتقدين ذلك؟".
" أأعتبر ذلك تحدٍ؟".
ضحك وقال:" هل هي عبارة أميريكية أخرى، يا عزيزتي ؟ وماذا تعني؟".
" تعني أن لا مجال لك بأن تثبت بأنني على خطأ يا نيكولو ، فإن قلت عنك انك رائع ، ثم قلت انت عني انني رائعة ، فهذا يعني أننا على وفاق تام"." احذرك ياعزيزتي، يوجد هناك طريقة واحدة فقط تضع حداً لهذا النقاش".
احست كارولين بالدم يجري حاراً في عروقها فابتسمت له بعطف كبير ثم همست له:" ماهي تلك الطريقة؟".
تمتم نيكولو:" يانمرتي".
ابتسمت كارولين:" اعتقد أنني انتصرت في هذا النقاش".
ضحك ثم جذبها نحوه:" اخلدي إلى النوم الآن ، وعندما تشفي من ذلك الانتصار، نعود إلى المعركة مرة اخرى.
كان من الصعب عليها أن تفكر أنها منذ ساعتين كانت تشعر وكأنها تسلقت منبر الخطابة في الساحة الرومانية الواسعة واتهمت الأمير نيكولو ساباتيني وكل اهل روما.
عادت تبتسم مفكرة، الآن فقط، اعترفت اخيراً بأنها تحبه فعلاً، وبأنها احبته منذ التقيا، كما أنها تستطيع أن تعترف بأن تلك الصفات التي يتمتع بها هي التي جعلته ماكان عليه وصورته بالرجل المميز.
أية امرأة لا تعشقه؟ وأية امرأة لا تحبه؟
جاءها الجواب كسراب يداعب ابداً مخيلتها، انها اريانا واخذ ذلك الاسم يذكر بقسوة في داخلها ، لأنه يريد اريانا ، لكنها لم تكن تريده.
تملمت كارولين قليلاً وتساءلت لم فكرت باريانا في هذا الوقت بالذات؟ وقد كانت تريد فقط أن تفكر بنيكولو، وبطريقة عناقه لها وهي بين ذراعيه.
احست بجفاف في حلقها، وكان نيكولو يتمتم بكلام في نومه، وحبست انفاسها، ثم انتظرت إلى أن يتوقف عن التمتمة، وبعد لحظات قليلة اسرعت وخرجت من الغرفة.
أخذت تمشي على رؤوس اصابعها في الهدوء الذي يلف القصر ثم هبطت السلالم، ووصلت إلى غرفتها وهي تشعر بانهيار وتعب كبيرين في نفسها.
خلعت كارولين عنها ملابسها وحذائها، ومشت في أرض الغرفة، وفكرت بأنه مامن نهاية سعيدة لذلك الأمير الوسيم ولتلك الأميرة الرائعة الجمال، واستلقت في سريرها مرهقة، فهذه المكور السعيدة تحدث فقط في الأساطير الخرافية، انها روما حيث الأساطير القديمة تتواصل فيها بعزم وعناد.
أحست كارولين بقشعريرة باردة والقت بظهرها على الوسادة، وفكرت بأنه عليها أن تغادر اليوم، وطبعاً سيغضب نيكولو بشدة ولكنها لا تريد التفكير إلى أي مدى سيكون هياجه ، ولكن لتبقى ولتكذب على نفسها في كل مرة تكون بين احضانه وهي تعلم جيداً أنه يحلم بامرأة أخرى، لن يحطم قلبها فقط بل سيفتته إلى فتات صغيرة.
اخيراً، استغرقت في نوم عميق، وعندما استيقظت كارولين كانت الشمس ترسل اشعتها عبر النافذة وحدقت في الساعة التي على طاولة إلى جانب سريرها ، فكرت بأن هناك متسعاً من الوقت لتستحم و ترتدي ملابسها قبل مجيء لوتشيا لتقدم لها أول فنجان من القهوة ليوم جديد.
دخلت الحمام بسرعة وارتدت ثيابها وكانت عبارة عن تنورة بيضاء وقميص قطني كحلي اللون وعادت تحدق بالساعة ، هل توضب امتعتها الآن ام بعد أن تواجه نيكولو؟
سمعت طرقاً على الباب هتفت كارولين:" تفضلي".
وفتح الباب:" شكراً لك يالوشيا، ضعي فنجان القهوة على الطاولة من فضلك".
لكن و بنفس الوقت امسكت بكتفيها يدان قويتان همست:
" نيكولو؟" واحست بقلبها يهوي وهو يديرها نحوه، كان وسيماً للغاية، ابتسمت له قليلاً:" ظننت أنك لوتشيا".
" انك تتكلمين الإيطالية بشكل جيد ياعزيزتي
"ليس تماماً، حفظت بعض الكلمات والجمل".
" إنه أمر يتعلق بالتعابير وهو الذي يجعل الفرق كبيراً، اتريدين أن ألقنك بعضها؟".
قالت وتلاشت ابتسامتها:" نيكولو، يجب أن نتكلم".
" نعم ، سنفعل متى منحتني تحية صباح مناسبة مثل هذه".
قبلها بعذوبة متناهية لا تقبل الجدل مما جعلها لا تستطيع مقاومته ابتسم لها وهو يتراجع خطوة إلى الوراء كي يتأمل عينيها.
" الآن هل هناك طريقة افضل في لغتك لتحية الصباح، يا عزيزتي؟".
هزت كارولين رأسها، ثم وضعت جبهة رأسها فوق ذقنه قالت وكأنها تقر بذلك:" لا اظن أن هذه الطريقة معتمدة عالمياً".
"كارولين" ووضع نيكولو يده تحت ذقنها ورفع رأسها نحوه:" لماذا تركتني ياعزيزتي؟".
أنت تقرأ
روايات احلام/ عبير: الربيع في روما
Romanceكانت كارولين عارضه ازياء ، لكنها كانت تكره مهنتها هذه . وتكره ايضا الحفلات غير الصادقه والمرائيه , وكذلك تكره تلك العيون النهمه. إلى ان التقت عيناها بعينين هزتا مشاعرها . انها عينا نيكولو ساباتينى الذى بدأ يتولى توجيه حياتها وكأنها ملك من ممتلكاته ا...