كلن منا يمتلك في اعماق قلبه و باطن وجدانه صفحات من الذكريات طوتها يد النسيان. ولكن الصور تخلد لنا اجمل اللحظات لنعود اليها فيما بعد. فهذه هي ماسة تقلب بالبوم الصور لتنتقل على بساط الذكريات بعقارب الساعة الى ايام مضت...
كل صورة كانت تحمل بين طياتها الف ذكرى و ذكرى. فهنا كانت تحتفل بعيد ميلادها الاول وهناك كان عندما خطت خطوتها الاولى. وها هي تدخل الى الحضانة وعيناها مليئة بالدموع فهي لا تعرف اين هي و لماذا عليها ان تبقى مع اطفال غرباءيبكون مثلها تماما الامر الذي زاد من خوفها و بكائها. صورة تلو الاخرى الى ان وصلت الى ذلك اليوم ... ذلك اليوم الذي ظهرت في الصورة واقفة امام غرفة رسم على جدرانها شخصيات كرتونية لها شعبية واسعة بين الاطفال.
ظنت ماسة واثناء مراقبة تلك الرسومات انها قد نقلت الى حضانة جديدة ولكنها كانت خاطئة حيث انها بدأت تكتشف عام بعد عام ان عليها ان تمضي اثنى عشرة عاماً لكي تشتاذ ذلك المكان...
صورة تليها صورة فصورة اخرى الى ان وصلت الى الصف الثالث. فها هي تظهر بقميص زهري اللون تلعب مع صديقتها و قد بدا عليهن علامات المشاكسة و الشغب... نعم انها الطفولة، الطفولة التي كانت ماسة تحاول جاهدة ان تتذكرها الا انها ومع الاسف لم تعد تذكر الا القليل.
ماسة: "يا ترى اين اصبحت تلك الفتيات؟! "
وبعد حوالي ربع ساعة من تقليب صفحات الالبوم تصل الى صورة تقف فيها امام قالب كبير من الحلوى تمسك بيدها سكين وصديقاتها يصفقن لها بحرارة.
ماسة:" هذه الفتيات كن ايضاً في الصورة السابقة يبدو انهن كن صديقاتي المقربين .
اتمنى لو اتذكرهم او اتذكر على الاقل اسمائهن... "
ماسة:" انا واثقة انه عيد ميلادي ولكن كم كان عمري هنا ؟! يبدو انني كنت في العاشرة من العمر"
تمر الصورة وتصل ماسة الى تلك الصورة. نعم هذه الصورة التقطت على شاطىء البحر وكانت ماسة تذكر ذلك اليوم ليس بكل تفاصيله ولكن يمكننا القول انها كانت تذكر تلك اللحظة التي....