الفصل الثاني

49 5 4
                                    

ذلك اليوم الذي قررت العائلة الانتقال من شمال البلاد الى جنوبها،  فيسسبب ظروف عمل الوالد اضطرت العائلة باسرها الى تغير  روتينيها اليومي.كان حقاً قراراً صعباً على الجميع حيث ان النتقال ليس بالامر السهل بتاتاً الا ان تلك الظروف تحتم على الجميع بالرضوخ الى الواقع الاليم لعله يكون خيراً.
وفي تلك الصورة كانت ماسة واقفة امام غرفتها ليتقط لها  والدها صورة يخلد  بها تلك المرحلة مت الحياة.
ماسة:"احن الى هذا المنزل والى ذكرياته..."
نعم هذا المنزل الذي احتضن ماسة ثالث عشرة عام ... ذلك المنزل الذي انتشرت في كل ركن من اركانه رسمات وابداعات الفنانة ماسة التي كانت بيديها صغيرتين تمسك الاقلام الملونة لتنقش على الجدران اولى....
ذلك المنزل الذي كان يحمل في باطنه ذكريات ترسم البسمة تارة وتطويها لتزرع الحزن طوراً...
ماسة:" لم اتوقع ان يكون الانتقال بهذه الصعوبة، نعم التأقلم مع اناس جدد ليس بالامر السهل ..."
كانت الشهور الاولى للانتقال قاسية جداً على جميع افراد العائلة... فلقد زاد على الوالد تكاليف الدفع حيث ان الاجور في الجنوب هي ضعف ما هي عليه في الشمال. اما الولدة فلقد بدأت تبحث الان عن وظيفة جيدة تليق بخبرة محاسبة. لكن ماسة لم تكن تعاني من مشكلة واحدة فحسب... فعلى الرغم من انها لم ترد ترك المكان الذي ترعرعت فيه لتعلقها باصدقائها الا انه في مدرستها الجديدة حكم عليها بقسوة و عداوة ... ولا تقتصر المشكلة على هذا وحسب ، بل اضف الى ذلك الفروقات التعليمية بين مدرسة واخرى ...
فقي اليوم الاول بدا الجو لطيف في المدرسة الا ان هذا الهدوء كان وكما يقال " الهدوء قبل العاصفة" ففي اليوم الثاني واثناء تناول ماسة وجبتها المفضلة اقترب منها بضعة من زملائها. جلسوا على الطاولة التي كانت تجلس الفتاة عليها وبدأوا بقول جمل وكأنهم ارادوا ان يسمعوا ماسة بانها جاءت الى الموت .. لم تكترث الفتاة و اخذت تكمل وجبتها وكأنها لا تسمع شيئاً، وعندما انهت اكلها. وقفت و ازاحت الكرسي متوجهة الى فصلها لكنها سقطت على الارض بعد ثاني خطوة. لقد قام احد الفتيان بعرقلتها برجله. ادركت هنا ماسة بأن زملائها لا يريدون خيراً...
في اليوم الثالث، واثناء دخول ماسة حرم المدرسة توجه الصبي الذي قد اوقعها الامس وخاطبها قائلاً:" يبدو وكأنك طفلة جريئة ظننتك ستنتقلين بعد وقعة البارحة" ثم اردف قائلاً: " يبدو و كانك شخص عنيد لكني اعدك بانك ستندمين على عنادك و تصميمك ذاك..."
بقيت ماسة ساكتة و اكملت طريقها والكل ينظر اليها نظرة احتقار واستهزاء. في تلك اللحظة اوشكت ماسة على البكاء الا انها اجبرت نفسها على البقاء قوية امام من اراد ان يزرف لها دموعها....
ما الذي سيجري لماسة في المدرسة الجديدة ؟! هل ستبقى عرضةَ السخرية و الاهانة ؟!

سراب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن