أتعلمي يا أمي.. أتمنى لو أني لم أولد..
أتمنى لو متُ قبل ولادتي..
قبل حدوث أوجاعك....قبل مخاضك..
أتمنى لو أنني فقدت أنفاسي..
بين عالمي المظلم وعالمك المبهم..
ليتني لففت برداء الموت قبل
رداء الحياة..فبكلا الحالتين سألف بأبيض..
ولكن في الحالة الأولى..
سيبقى البياض بياض الجوهر والمظهر..
لن تدنسه الحياة بخطاياها..
لن تلمسه بأناملها المطلية بالقذارة..
ولن تسير به في طرقات..
تناثر على جنباتها الوحوش والفرائس..
يطلبون المزيد..والمزيد..
ليتني قُتلت يا أمي في المهد..
ليته سبقكم إلي اللحد..
ليتني لم أعش إلى هذا الحد..
ليتني دُفنت حية في طيات الجاهلية..
ليتني خُطفت وقُدمت أعضائي..
للعاجزين هدية..
أريد الموت يا أمي.. أريد المفر..
فلم يعد لي فالحياة شيء يذكر..
لقد إلتهمتني ألسنة البشر..
حتى سئمت مني..
رمتني كلبانة لم يعد بها مذاق السكر..
حتى أحلامي قُتلت..
ولم يبقى لي سوى أمل يحتضر..
لقد تعبت يا أمي أكابر..
سئمت المنافسة مع نفسي..
لقد إتخذ الحزن من قلبي
وطناً معاصر..
توهج داخلي كتوهج الهالة حول القمر..
قريباً سأنفجر يا أمي..
فهناك قوة خارقة تولد
مع تعاشر الخيبة والصبر..
قريباً سأنفجر أمامهم..
وتتطاير شظايا قلبي المحطم
على هيئة أنفاس تستوطن قلوبهم..
حزن قلبي المعاصر سيحتلهم..
وستسقم قلوبهم.. يا أمي..
سيجعلهم الزمن يعيدون مأساتي..
رغم هذا أريد الموت..يا أمي..
أريد إعتصار الدنيا..
إختارتني لإرضاء غرورها..
لتحقيق نفوذها..
لقد باعتني لمزاد مجاني..
لقد أبعدت طفلتكِ عنكِ يا أمي..
لقد كُفنت بثوب الزفاف..
وأنتي لم تري كفن زفافي الأبيض..
لقد كنت وحيدة والعيون تلتهمني..
لقد أخذوا طفلتك يا أمي..
وباتت طفلتك تحمل أكثر من همومك..
رأيت طفلتي..
لم تكن تشبهني..
تراكمت الأحمال على عاتقي..
ماذا دهاني.. هذا ليس مكاني..
أصبحت يا أمي هيكلاً يمشي..
لقد سبقت تضاريس وجهي عمري..
أين كنتِ وطفلتكِ تبكي ؟؟
لقد أحببته يا أمي..
إتخذته منزل يحتوي وجودكم بجانبي..
لقد تعلقت به لدرجة نسيان حقوقي..
وتجاهلني لدرجة نسيان وجودي..
إنه يتسلى بي.. يتلاعب بعقلي..
يظنني طفلة.. ترضيني قطعة حلوى..
لا يعلم بأنه بنى مملكة من الحقد داخلي..
لا يعلم أن الغيرة سرطان يبني..
مالا يمكن أن ينفى أو يهدم..
أنت تقرأ
نافذة مخيلتي
Poetryستنهار يوماً ما جبال كبريائك الجليدية ... ستنهار جبالك وتسقط في في محيطات تواضعي المنفية...