9 - جرنجوار يتبع الغجرية .
راح جرنجوار يتبع الغجرية مستسلما الى الاقدار .
لقد راها تسير ، مع عنزتها ، في شارع - الكوتلليري -، فسار فيه . كان يقول في نفسه :( ولم لا ) ؟ لقد كان يعلم ان لا شيئ اعود على احلام اليقظة بالخير من تتبع امرأة جميلة ، دون ان تعرف من يتبعها الى اين تسير .كانت الشوارع تزداد اضلاما وخلاء ، وظل جرنجوار مساقا وراء الغجرية ، عبر الطرق المفقرة التي كانت تسلكها دون تردد .
ويبدو ان الفتاة قد تنبهت الى وجوده ، اذ كانت تلتفت اليه براسها في محاولات متكررة ومضطربة .
وقد لاحظ جرنجوار التكشيرة التي كانت تنظر فيها اليه ، فقد كان فيها شيى من الاحتقار والسخرية .ووسط الظلام ، ميز جرنجوار الغجرية وهي تتخبط بين اذرع رجلين يجتهدان في اخماد صرخاتها . اما العنزة المسكينة فكانت تغثو مذعورة .
وقال جرنجوار :( الينا ، ياسادة الحراسة ) ، ثم تقدم بجرئة ، والتفت الى احد الرجلين ، فأذا به كوازيمودو المخيف .
لم يهرب جرنجوار ، لكنه لم يتقدم خطوة واحدة بعد ان راى الاحدب.
ثم اقترب الاحدب منه ، والقى به ارضا على اربع خطوات منه، وانطلق سريعا يحمل الفتاة في الظلام ، في حين كانت الغجرية تصرخ :( الى المجرم ! الى المجرم ) !وانطلق صوت احد قواد رماة الحرس الملكي يقول :( قفا ايها البائسان ، واتركا لي هذة الفاجرة ) . ثم هجم ، وسيفه في يده ، وانتزع الغجرية من يدي كوازيمودو ، ووضعها على سرج حصانه . وحاول الاحدب المخيف ان يسترجع ضحيته ، لكن كتيبة من الحرس الملكي كانت تقوم بالحراسة ، القت عليه القبض وقيدته ، فأخذ يزمجر ، ويعض ، دون ان يستطيع التخلص من قيوده .
اما رفيقة فقد اختفى وسط المعركة .
وانتصبت الغجرية ، واثبتت عينيها في جمال الفارس وحسن طلته ، وقالت له بصوت رقيق :( مااسمك ايها السيد الدركي)؟
فأجابها :( القائد فوبوس دي شاتوبار ، في خدمتك يا جميلتي ) .
فردت قائلة :( شكرا ) !10 - في بلاط العجائب .
بقي جرنجوار مطروحا على بلاط الشارع . ثم اخذ يستعيد وعيه شيئا فشيئا . وكانت تمر في مخيلته احلام اليقظة ، فقد تذكر المشهد العنيف الذي راه منذ قليل ، وتذكر الغجرية التي كانت تتخبط بين الرجلين . وتذكر ان كوازيمودو كان يرافق شخصا اخر ، كما ان وجه الكاهن المتجهم المتكبر قد مر غامضا في ذاكرته .
ففكر قائلا :( انه لغريب حقا ) !ثم اخذ يهيم على وجهه دون غاية مخصوصة ، فأجتاز عددا من الازقة ، ومر بمفارق طرق مختلفة ، حتى بدا له انه لم يعد يعرف اين هو .
ومر بشحاذ مقعد ، طلب منه المساعدة باللغة الايطالية . لكن جرنجوار لم يعره انتباهه ، ومضى يمشي ، فصادف متسولا اخر مصابا بعرج شديد ، وبانقطاع في ذراعه . ثم مر بشحاذ اعمى ، نحيل الجسم ، له وجه كوجه اليهود ، فطلب منه الاحسان ، فقال جرنجوار :( ياصديقي ، لقد بعت في الاسبوع الماضي اخر قميص لي ) .
أنت تقرأ
احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAME
Romanceعادة نحن نترك امر الثقة بالاشخاص الى العينين ماذا يحدث حين تكذب العين وتزيف الحقائق وحين ينجلي ضباب الاوهام ويظهر المخفي هل يحدث ما يخطط له القدر؟ هل سنرفض؟ هل سنقاتل ؟ هل سنستطيع تغييره؟ ل ڤكتور هيغو .