PART -5-

307 10 0
                                    

9 - جرنجوار يتبع الغجرية .

راح جرنجوار يتبع الغجرية مستسلما الى الاقدار .
لقد راها تسير ، مع عنزتها ، في شارع - الكوتلليري -، فسار فيه . كان يقول في نفسه :( ولم لا ) ؟ لقد كان يعلم ان لا شيئ اعود على احلام اليقظة بالخير من تتبع امرأة جميلة ، دون ان تعرف من يتبعها الى اين تسير .

كانت الشوارع تزداد اضلاما وخلاء ، وظل جرنجوار مساقا وراء الغجرية ، عبر الطرق المفقرة التي كانت تسلكها دون تردد .

ويبدو ان الفتاة قد تنبهت الى وجوده ، اذ كانت تلتفت اليه براسها في محاولات متكررة ومضطربة .
وقد لاحظ جرنجوار التكشيرة التي كانت تنظر فيها اليه ، فقد كان فيها شيى من الاحتقار والسخرية .

ووسط الظلام ، ميز جرنجوار الغجرية وهي تتخبط بين اذرع رجلين يجتهدان في اخماد صرخاتها . اما العنزة المسكينة فكانت تغثو مذعورة .

وقال جرنجوار :( الينا ، ياسادة الحراسة ) ، ثم تقدم بجرئة ، والتفت الى احد الرجلين ، فأذا به كوازيمودو المخيف .
لم يهرب جرنجوار ، لكنه لم يتقدم خطوة واحدة بعد ان راى الاحدب.
ثم اقترب الاحدب منه ، والقى به ارضا على اربع خطوات منه، وانطلق سريعا يحمل الفتاة في الظلام ، في حين كانت الغجرية تصرخ :( الى المجرم ! الى المجرم ) !

وانطلق صوت احد قواد رماة الحرس الملكي يقول :( قفا ايها البائسان ، واتركا لي هذة الفاجرة ) . ثم هجم ، وسيفه في يده ، وانتزع الغجرية من يدي كوازيمودو ، ووضعها على سرج حصانه . وحاول الاحدب المخيف ان يسترجع ضحيته ، لكن كتيبة من الحرس الملكي كانت تقوم بالحراسة ، القت عليه القبض وقيدته ، فأخذ يزمجر ، ويعض ، دون ان يستطيع التخلص من قيوده .

اما رفيقة فقد اختفى وسط المعركة .

وانتصبت الغجرية ، واثبتت عينيها في جمال الفارس وحسن طلته ، وقالت له بصوت رقيق :( مااسمك ايها السيد الدركي)؟
فأجابها :( القائد فوبوس دي شاتوبار ، في خدمتك يا جميلتي ) .
فردت قائلة :( شكرا ) !

10 - في بلاط العجائب .

بقي جرنجوار مطروحا على بلاط الشارع . ثم اخذ يستعيد وعيه شيئا فشيئا . وكانت تمر في مخيلته احلام اليقظة ، فقد تذكر المشهد العنيف الذي راه منذ قليل ، وتذكر الغجرية التي كانت تتخبط بين الرجلين . وتذكر ان كوازيمودو كان يرافق شخصا اخر ، كما ان وجه الكاهن المتجهم المتكبر قد مر غامضا في ذاكرته .
ففكر قائلا :( انه لغريب حقا ) !

ثم اخذ يهيم على وجهه دون غاية مخصوصة ، فأجتاز عددا من الازقة ، ومر بمفارق طرق مختلفة ، حتى بدا له انه لم يعد يعرف اين هو .

ومر بشحاذ مقعد ، طلب منه المساعدة باللغة الايطالية . لكن جرنجوار لم يعره انتباهه ، ومضى يمشي ، فصادف متسولا اخر مصابا بعرج شديد ، وبانقطاع في ذراعه . ثم مر بشحاذ اعمى ، نحيل الجسم ، له وجه كوجه اليهود ، فطلب منه الاحسان ، فقال جرنجوار :( ياصديقي ، لقد بعت في الاسبوع الماضي اخر قميص لي ) .

احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAMEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن