11 - ليلة عرس .
وجد شاعرنا نفسه ، خلال وقت قصير في غرفة صغيرة مقببة ، محكمة الاغلاق ، بالغة الدفء .
لقد كان في هذه المغامرة شيئ من السحر بالنسبة له . اما الفتاة الشابة فلم تكن بادية الاهتمام به ، او حتى الانتباه اليه ! كانت تروح وتجيئ ، وتحرك بعض المقاعد ، او تتحدث مع عنزتها ، والشاعر يتأملها مليا ، ويفكر في مجرى الحوادث التي مرت عليه .
ثم نهض ووقف امام الغجرية ، واحاط قوامها بذراعيه ، في سذاجة تامة ، فانزلق جسد الفتاة من بين يديه ، وقفزت قفزة الى الطرف الاخر من الغرفة ، وقد امسكت بيدها خنجرا صغيرا ، وقالت له :( يبدو انك انسان غريب وشديد الجرأة ) .فقال جرنجوار مبتسما :( عفوا يا انستي ، ولكن لم اتخذتني زوجا لك ) ؟
- ( هل كان يجب ان اتركك تشنق ) ؟
- ( اذ لم تريدي الا انقاذي ) ؟!
ثم صمتا . وبعد قليل قال لها :( اعدك بالا اقترب منك . . ولكن اعطيني مااتعشاه . . . )
ولم تجب الغجرية ، بل وضعت امامة قطعة من اللحم ، وبعض التفاح وكوبا من النبيذ .
وبعد ان انتهى جرنجوار من طعامه ، نظر الى الفتاة ، التي كانت تطعم عنزتها ، وقال :( اذن لا تريديني زوجا لك ) ؟
- ( كلا ) .
- ( ولا تريديني صديقا لك ) ؟
- ( ربما ) .
- ( وهل تعرفين ما تعنيه الصداقة ) ؟
- ( نعم . . انها ان نكون اخا واختا ، اي روحين تتجاوران ولا تتداخلان . . اما الحب ، فهو ان يصير الرجل والمراة واحدا فقط . . انه السماء ) .
- ( واذن كيف يجب ان اكون حتى ابلغ موضع الاعجاب فيك )؟
- ( يجب ان تكون رجلا . ولن يسعني ان احب الا الرجل القادر على حمايتي ) .
واحمر وجه جرنجوار ، واعتبر التلميح هذا اشارة الى ما حدث عندما حاول الرجلان ان يخطفاها . ثم سالها :( ولكن ماذا صنعت حتى تخلصت من مخالب كوازيمودو ) ؟
وجعلها هذا السؤال تقشعر من الهول ، فقالت :( يا للاحدب الرهيب ) ! وغطت وجهها في غمرة عنيفة من الاضطراب .
ثم اخرجت من صدرها شيئا يشبه الكيس الصغير ، مستطيلا معلقا في عنقها بسلسلة ، وتصدر عنه رائحة قوية من الكافور ، وتغطيه قطعة من الحرير الاخضر ، في وسطه بلورة خضراء شبيهة بالزمرد .
وسالها جرنجوار :( ماذا تعني كلمة الاسمرالدا ؟ )
- ( لست ادري . اظنها من اللغة المصرية ) .
- ( لقد كنت اشك في ذلك . انك لست من فرنسا ) .
- ( لست ادري ) .
- ( ومتى اتيتي الى فرنسا ) ؟
- ( كنت صغيرة جدا ) .ثم اخذ يقص عليها قصة حياته ، وقال لها ان اسمه بطرس جرنجوار . ولكنه لاحظ انها كانت تقول في صوت منخفض
:( فوبوس . . فوبوس ) ، وسالته عن معنى هذه الكلمة فقال لها :( انها كلمة لاتينية تعني الشمس ) .
فأردفت معجبة :( الشمس ) .
فقال :( لقد كان اسم احد الرماة وكان الاها ) .
فأخذت تقول :( اله ) ؟ وفي لهجتها شيئ يبعث على التفكير .12 - الارواح الطيبة.
كان ذلك قبل ستة عشر عاما من الزمن الذي جرت فيه قصتنا هذه . لقد وضع في صباح احد الايام ، الطفل كوازيمودو ، تجاه تمثال القديس كريستوفر الكبير . لقد جرت العادة ان يوضع الاطفال اللقطاء على هذا السرير على مشهد من الجمهور المحسن ، فيإخذهم من كان يرغب فيهم .
أنت تقرأ
احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAME
Romanceعادة نحن نترك امر الثقة بالاشخاص الى العينين ماذا يحدث حين تكذب العين وتزيف الحقائق وحين ينجلي ضباب الاوهام ويظهر المخفي هل يحدث ما يخطط له القدر؟ هل سنرفض؟ هل سنقاتل ؟ هل سنستطيع تغييره؟ ل ڤكتور هيغو .