34 - حيث يصلي لويس الحادي عشر .
كان في قمة الباسيل ، ليلة هجوم الغجر ، ضوء يلمع مرسلا شعاعه عبر زجاج في أعلى طبقات البناء .
والواقع ان لويس الحادي عشر كان في تلك الليلة في باريس ، واثر ان ينام في غرفة متواضعة من غرف الباسيل .وكان معه اثنان من السفراء الفلامانديين الذين شاهدوا مسرحية { السر } ، وهما غليوم ريم ، وجاك كوبانول .
وبينما كانو يتكلمون ، دخل شخص آخر ، بوجه خائف مضطرب وهو يصرخ :
( يا صاحب الجلالة ! في باريس ثورة شعبية ) !فنهض الملك مذعورا مستفسرا ، فقال له الرجل ان الثورة هي ضد قاضي القصر ، وليست ضد الملك .
فاطمأن لويس الحادي عشر ، وبخاصة حين ابلغه الرجل ان الثائرين اعلنوا انهم يعترفون بسيدين ليس غير : يسوع ، وجلالة الملك .ثم سأل الملك الرجل :( وكم عدد الثائرين ) ؟
-:( ستة آلاف يا سيدي ) .
-:( وهل هم مسلحون ) ؟
-:( بكل انواع الاسلحة الشديدة ) .ثم قال الملك بلهجة جدية كاذبة :( سنرسل النجدة غدا صباحا).
فاعترض الوجل قائلا :( ولكن علينا ان نرسلها الان، الان ... ).
وقاطعه الملك بقوله :( قلت غدا صباحا).
-:(بالمناسبة يا صاحب الجلالة، لقد نسيت ان اخبرك ان الحراس قد القوا القبض على اثنين من المحرضين، فهل ترغب في رؤيتهما)؟
وصرخ الملك :( بالطبع ارغب برؤيتهما ، فكيف تنسى شيئا كهذا )؟وخرج الرجل على الفور محضرا السجينين . واخذ الملك يتحدث مع الاول الذي كان يحمل منجلا . ثم تقدم الملك من الثاني الذي كان يتصبب عرقا ، وقال :
-:( اسمك )؟
-:( بطرس جرنجوار) .
-:( فيلسوف يا صاحب الجلالة ).
واخذ الملك يستجوبه ، حتى اذا انتهى من ذلك قال لرفيقيه الفلامنديين :( لا ارى مانعا من شنق هذا الرجل ).فاندفع جرنجوار نحو قدمي الملك ، وهو يصرخ بصوت يائس :( يا صاحب الجلالة ! انك الملك عظيم، فاشفق على رجل مسكين شريف ، لا يمكن أن يقدم على ثورة . ان العفو من شيم الاسود والملوك ).
ثم اخذ يزيد في توسلاته ، حتى انه قبل حذاء الملك مرات .
واخيرا عفا عنه الملك ، الذي كان سروره باديا بثورة الشعب على قاضي القصر . وخرج جرنجوار سريعا خوفا من ان يصدر الملك امرا يناقض امره الاول .وبعد خروجه بلحظات دخل الرجل الذي اخبر الملك ثانية ، وقال مضطربا :( يا صاحب الجلالة .. ان عندي خيرا سيئا .. ان ثورة الشعب ليست ثورة على القاضي ... انها ..).
وصرخ الملك :( أنها ماذا ) ؟
-:( انها ثورة عليك يا صاحب الجلالة).
فانتصب الملك العجوز حانقا وصرخ في وجه الرجل
-:( قسما بصليب القدس ، ان تكن كاذبا اقطع راسك ).وفتح الرجل فمه ليجيب :( يا صاحب الجلالة ...).
قاطعه الملك بعنف بالغ قائلا :( اركع على ركبتيك)!
ثم اخذ يروح ويجئ مفكرا . واخيرا نادى مدير شرطة باريس ، وامره ان يعامل الثائرين بالسيف ، ثم يشنق الغجرية .وقال غليوم ريم بصوت خافت لرفيقة كوبانول
:( هذا هو الواقع.. يعاقب الشعب على ما يريد ، ثم يعمل له ما يريد ).
اما الملك فقال :( الحمى ! رغم انها في الحمى يجب ان تشنق . اغفري لي ايتها السيدة العذراء .. ان هذه الساحرة ليست جديرة بحمايتك) .35 - اللهب الكاذب الصغير .
هبط جرنجوار الى الشارع، تاركا الباستيل ، واتجه نحو شارع سانت انطوان ، وراى في الظلمة رجلا يلبس زيا اسود ،
فقال :( هل انت هنا ايها المعلم )؟
تقدم الكاهن ، كلود فروللو ، نحوه وقال :( لقد جعلتني انتظر طويلا )؟
فأجاب جرنجوار :( تصور انني رايت الملك ، لقد كانت مغامرة عجيبة).
-:( وماذا يعنيني هذا .. قل لي بسرعة ، هل معك كلمة السر )؟
-:( نعم ، انها معي ، فكن مطمئنا ، انها
:{ اللهب الكاذب الصغير } .. ).-:( حسن جدا ، فبدونها لن نستطيع ان ننفذ إلى الكنيسة ، فقد قطع اللصوص الشوارع كلها ، ومن حسن حظنا انهم لاقوا مقاومة شديدة ).
-:( نعم ، يا سيدي ، لكن كيف سندخل إلى نوتردام)؟
-:( إنني احمل مفتاح الابراج . اما الخروج ، فمن باب وراء الدير ، يطل على الماء . لقد اخذت مفتاحه ، واعددت عند الضفة قاربا في هذا الصباح ).واتجها معا بخطى واسعة ، نحو المدينة القديمة .
أنت تقرأ
احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAME
Romanceعادة نحن نترك امر الثقة بالاشخاص الى العينين ماذا يحدث حين تكذب العين وتزيف الحقائق وحين ينجلي ضباب الاوهام ويظهر المخفي هل يحدث ما يخطط له القدر؟ هل سنرفض؟ هل سنقاتل ؟ هل سنستطيع تغييره؟ ل ڤكتور هيغو .