وسقط الضابط ارضا .
اما هي ، فقد اغمي عليها . ولما استفاقت وجدت نفسها محاطة بجنود الحراسة ، ثم حمل القائد غريقا في دمه ، واختفى الكاهن . وسمعت قائلا من حولها يقول
:( انها ساحرة طعنت قائدا من رجال الحرس ) .24 - القطعة الذهبية تتحول الة ورقة جافة
كان جرنجوار وبلاط العجائب كله في قلق كبير على مصير الاسميرالدا . فقد اختفت الغجرية في ليلة من الليالي ، وانقطعت اخبارها عنهم .
وكان حزن جرنجوار عظيما ، فهزل بسببه ، وعجز عن تفسير اختفائها . وبينما هو يسير يوما امام قصر العدالة ، رأى جماعة من الناس متجمهرة امام ابواب القصر ، فسال احدهم
:( ماذا هناك ) .
فاجابه الفتى :( انهم يحاكمون فتاة يقال انها ساحرة . . وقد تدخل كل من الاسقف ومحكمة التفتيش ، وكذالك اخي ، كاهن جوزا .. لقد كنت راغبا بالاتصال به ، فلم استطع .. انني بحاجة الى النقود ) .
فقال جرنجوار :( انني اسف ياسيدي . لو كان في جيبي نقود لاعطيتك اياها ) .
ولم يجرؤ على اخبار الفتى عن علاقته باخيه الكاهن .
ومضى الفتى في طريقه ، وتوجه جرنجوار يتبع الجمهور الذي يصعد افراده سلم البهو الكبير . وسأل جرنجوار واحد من الحاضرين
:( من يحاكمون هنا ؟ اني لا ارى متهما ) .
فرد الرجل قائلا :( انها امرأة ياسيدي . انها هناك بين الحراب ، تحجبها رؤوس المشاهدين ) .ووقفت امراة عجوز في وسط البهو ، وكانت تقول
:( سادتي ! القضية صحيحة . لقد جاءني رجلان ، احدهما اسود ، والاخر ضابط جميل . ثم اعطاني الضابط قطعة ذهبية ليستاجر غرفة . ثم خرج ليرجع بعد قليل ومعه فتاة جميلة تصطحب معها عنزة .. سوداء او بيضاء .. لم اعد اذكر .
وصعدت الفتاة وعنزتها مع الضابط الى الغرفة . وتركتهما وحيدين مع العنزة ، وانصرفت الى عملي . فجئة سمعت صراخا ، وصدى سقوط جسم فوق ارض الغرفة ، ونافذة تفتح . ورأيت شبحا يتزين بزي كاهن يسبح متجها نحو المدينة القديمة ... فإن اسوء ما في الامر انني عندما عدت صباح اليوم التالي لاخذ القطعة الذهبية ، وجدت ورقة جافة ) .وانتشرت بين الناس دمدمة مذعورة . وقال جار لجرنجوار
:( ان في هذا الشبح ، وفي تلك العنزة ما ينبئ بالسحر ) .
واضاف اخر :( والورقة الجافة ايضا ) .ونهض القاضي يقول :( اهدوءآ ايها السادة ! ارجو الا يغيب عن بالكم انه قد وجد مع المتهمة خنجر ) .
ثم سأل العجوز :( هل اتيتِ بالورقة الجافة التي وجدتها متحولة عن القطعة الذهبية ) ؟
اجابت :( نعم ) .
واخرجتها ، ففحصها الحاكمون ، وقال احدهم
:( انها برهان جديد على ثبوت تهمة السحر ) .
وقال محامي الملك :( اظن ان هذا الكاهن الذي ذكرتهة الشاهدة هو نفس الكاهن الشرير الذي يضهر شبحه بين الحين والاخر . اما القطعة الذهبية التي تحولت الى ورقة جافة ، فأنها دون ريب نقد من الجحيم ) .
وقد بدا هذا الاستنتاج كأنه قد ازال كل لبس في ذهن جرنجوار والاخرين الذين كانو يشكون فيما قال .
وهنا نهضت المتهمة ، وجاوز راسها افراد الجمهور ، فعرف فيها جرنجوار المذعور ، الاسميرالدا .
كانت باهتة صفراء ، تشوش شعرها ، وازرقت شفتاها .
ثم قالت :( واسفاه ! فوبوس ! اين هو ! اخبروني ان كان حيا قبل ان تقتلوني ) !
واجابها الرئيس :( اسكتي ايتها المرأة . ليس هذا من شأننا هنا ) .
ولما الحت بالسؤال ، صرخ محامي الملك
:( لقد مات ! فهل انت سعيدة ) ؟
وسقطت المسكينة فوق مقعدها ، فلا صوت ، ولا دموع .
وفي هذة الاثناء ادخلت العنزة ، فقالت العجوز على الفور
:( لقد عرفتها .. انها الحيوان الكريه نفسه ) .
والواقع ان العنزة كانت المتهمة الثانية . خاطبها المدعي قائلا :( اننا ننذر الشيطان الذي يحل في هذه العنزة بانه ان اصر على ارتكاب شروره اللعينة ، واثارة الرعب بين اعضاء المحكمة ، استعنا بالمشنقة او المحرقة للتخلص منه ) .
أنت تقرأ
احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAME
Romansaعادة نحن نترك امر الثقة بالاشخاص الى العينين ماذا يحدث حين تكذب العين وتزيف الحقائق وحين ينجلي ضباب الاوهام ويظهر المخفي هل يحدث ما يخطط له القدر؟ هل سنرفض؟ هل سنقاتل ؟ هل سنستطيع تغييره؟ ل ڤكتور هيغو .