15 - محاكمة كوازيمودو .
كان القاضي فلوريان يتصفح ملف الشكاوي المقدمة ضد كوازيمودو . لقد كان القاضي مصابا بالصمم ، لكنه كان يحاول ان يخفي هذه الحقيقة عن الناس ، فيدرس ملف القضية قبل المحاكمة ، حتى يكون على بينة من اسم المتهم ، وعمره ، وتفاصيل قضيته .
وبعد ان ادخل كوازيمودو الى القاعة وسط اشمئزاز الحاظرين ، وبينهم جوهان فروللو ، بدا التحقيق معه ، فساله القاضي
:( مااسمك ) ؟ فلم يسمع كوازيمودو شيئا بسبب صممه . وظن القاضي ان المتهم قد اجاب ، جهلا بصممه ، فأردف :( هل هذا هو عمرك ) ؟
فسكت كوازيمودو ايضا ، واعتقد القاضي ان المتهم راض قانع.
وشاع بين الناس التهامس وتبادل النظرات .
وتابع القاضي يقول :( انك متهم باثارة الاضطراب ليلا ، والاعتداء على امراة مجنونة ، وبعصيان الرماة من حرس الملك المعظم . فما هوة ردك على هذا ؟ ايها الكاتب ، هل سجلت اقوال المتهم كلها ) ؟
وانفجرت بعد السؤال الاخير سلسلة من القهقهات ، ومع ذلك لم يستطع كل من القاضي وكوازيمودو ان يسمع شيئا منها .
والتفت كوازينودو بازدراء وهوة يحرك حدبته ، بينما اعتقد القاضي ان الناس قد ضحكو لصدور جواب وقح من المتهم ، فرمقه بنظرة غاضبه ثائرة .ثم دخل روبير داستوتفيل قاضي باريس الاول ، فقطب حاجبيه ، ثم وجه كلامه الى المتهم :( ما الذي صنعت حتى جيء بك الى هنا ) ؟ فظن كوازيمودو ان القاضي يساله عن اسمه ، فقطع حبل الصمت بصوته المبحوح يقول :( كوازيمودو ) .
واردف روبين بعد ان انطلقت ضحكات الناس مرة اخرى :( وهل تهزء بي ايها الابله ) ؟
فأجاب كوازيمودو :( قارع اجراس كنيسة نوتردام ) .
فازداد غضب روبير وقال :( حكمت بضربك على ضهرك في ساحة من ساحات باريس . اسمعت ايها التافه ) ؟
وتابع كوازيمودو المسكين :( ان كنت ياسيدي راغبا في معرفة عمري فأنني سابلغ تمام العشرين في عيد القديس مارتان ) .
وهنا انفجر روبير ، الذي لم يعد قادرا على الاحتفاظ بهدوئه فصرخ قائلا :( ايها الحراس ، خذو هذا الرجل واربطوه الى وتد التغذيب في ساحة جريف ، ثم اضربوه واتركوه ساعة بعد ذلك يدور به الوتد تشهيرا له ، وزراية به ) .وسجل الحكم ، وروبان يقول :( ان هذه العقوبة ستعلمه كيف يمتنع عن التعدي على الناس ) .
16 - قصة كعكة .
كانت الساعة تدق العاشرة صباحا في ساحة جريف ، ومنظر الساحة يشير الى ان الصباح هو صباح العيد ، قالبلاط مغطى ببقايا المحتفلين ، وبفتات امتعتهم ، واشرطتهم ، وقطرات شمع المشاعل ، وكان الناس يسترجعون ذكريات العيد ، والسفراء ، وبابا المجانين .
وعلى زاوية من الرصيف كان هناك حجرة صغيرة ذائعة الصيت في باريس ، بسبب السيدة رولاند التي امرت بحفرها بعد موت ابيها في حفل صليبية ، ولبست ثياب الحداد ، ثم سجنت نفسها بقية حياتها في هذة الحجيرة ، بعد ان خصصت قسما من اموالها للمحتاجين ، وقسما اخر للنساء اللواتي يصبن بما اصيبت به ، ثم يعتزمن على التوبة بقية حياتهن ، فيقضينها في هذه الحجيرة .
والحق ان هذه الحجيرة كانت شيئا بين البيت والقبر . بل انها قبر حقيقي تذوب فيه شمعة الحياة قطرة قطرة .
وفي ذلك اليوم كانت حجرة السيدة رولاند مشغولة . واذا رغبت في التعرف الى الشاغل ما عليك الا الاستماع الى حديث ثلاث نساء كن ياتين من الشاتليه الى ساحة جريف .
![](https://img.wattpad.com/cover/72867348-288-k679832.jpg)
أنت تقرأ
احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAME
Romanceعادة نحن نترك امر الثقة بالاشخاص الى العينين ماذا يحدث حين تكذب العين وتزيف الحقائق وحين ينجلي ضباب الاوهام ويظهر المخفي هل يحدث ما يخطط له القدر؟ هل سنرفض؟ هل سنقاتل ؟ هل سنستطيع تغييره؟ ل ڤكتور هيغو .