Part 1

230 17 16
                                    

هناك في تلك المدينة ...
كانت الأجواء تعج بالحركة و الضجيج ككل يوم على مدار العام ، الجزار يقطع لحمه الطازج ، و النجار يعرض أثاثه بفخر و الكل يهتف شاكرٓا لسلعته ...
السيارات الفخمة تجوب في المكان تحمل بين أحشائها رجال و نساء ...

كان أغلبهم مرتاحين سعداء يسودهم الأمان ... يتمتعون بدفئ الأسرة و حنانها ... الأب يمسك بجريدته و يقرأ أما الأم تقف عند الفرن تطبخ و تدندن ، أطفالهم بجوارهم يلعبون أمام المدفئة و صوت قهقهاتهم يملأ المكان ...

كانت هذه أغلب أجواء هذه المدينة ...

تلك التي يشرف عليها العمدة "روبرت دي نيرو" ذاك الرجل الطيب المعروف بكرمه و سخائه ،
ذاك الذي يعتبره الكل سبب إزدهار مدينتهم

لكن ككل شيء جيد له جانب مظلم فهذا بالضبط ينطبق على هذه المدينة و عمدتها
فلن ننسى أبدا أن "المظاهر خداعة "

"مدينة سويت" من أرقى المدن في عصرها ...
ذاك العصر الذي كان فيه الفقير حقير لجوعه ، و الثري كريما لتبذيره ...
في ذاك العصر الذي كان فيه أسياد المدينة يتمتعون و يستعبدون مٓنْ أكل الجوع خلايا بطونهم ...

لقد كانوا يسلبون المسكينات أعز ما يملكن ...
يستعبدنهن و يستخدمنهن لإرضاء شهواتهم ... بينما بناتهن يحافظن عليهن كألماس يخافون إنكساره ... ليس بدافع الحب لكن بإسم الشرف
فإن تجرأت إحدى النبيلات و أعطت شرفها فقد حكمت على حياتها بالتدمير .... أجل ، لقد كان هناك تمييز طبقي عنصري

كان إحدى ضحاياه عائلة ستايلز .
******************************************
|| الأحد __ ديسمبر _ 18|1969||| -10:04- ||

" ... لقد حملتني ما لا طاقة لي به يا أبي ، أتدري ! أود فعلا الحديث لإفراغ مكنون قلبي لكن ما كان لي غيرك ألجأ إليه " تنهد و رفع عينيه للسماء ، ابتسم بخفة رغم ذاك الشوق الذي يفتك بكيانه

" أتذكر في ذاك اليوم الذي أسقطت ديبي و أنا أركض فجرح ساقها و بدأت بالبكاء ، في تلك الدقيقة أحسست بالذنب رغم أني تظاهرت بالامبالاة لكني في عمق الليل ذهبت و تفحصت جرحها " أنزل رأسه لقبر أبيه و وضع يده على ترابه يحركه بشرود

" يومها رأيتني و قلت لي أني أليق أن أكون طبيبا ، لقد رغبت دوما أن تراني ناجحا ، أتيت لأخبرك يا أبي أني  تخرجت و قد حققت حلمك بالفعل ، رغم تعبي للوصول لهذه المرحلة إلا أني سعيد ، حقا سعيد لأني و أخير قد فعلت شيئا يبهجك " أطرق رأسه أرضا و تنهد بعمق

همس قائلا و عيونه تتلألأ " ... بعد فوات الآوان ... " دفن وجهه بين يديه شاردا ،

يفكر في من قتل أبوه ، يفكر في علاج أمه ، يفكر في تكاليف دراسة أخته ، يفكر في أنه من اللازم شراء شقة فبيتهم مهترئ ، .... و يفكر في نفسه
ماذا سيفعل ! كيف سيأمن المأوى و العلاج و التكاليف لعائلته ؟ من أين يأتي بالمال ؟

ملاك إنتقامي |H.S|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن