Part 4

78 14 6
                                    

الصورة : جاين لوك
FashiNista212 , Dmoizellecandy  شكر خاص لكما 😚
______________________________________________
"لقد ماتت " صرخت بها صغيرته و انهارت على الأرض تبكي و تشهق بقوة
أما عنه فإسئلونه ماذا فعل هو ؟
وقف من مكانه بينما إقتحم الإسعاف الغرفة ، غطى وجه أمه بلحافها و إلتفت ليقابل أخته التي دخلت في نوبة جنون تصرخ و تبكي ، كلما تقدمت لها إحدى المسعفات دفعتها و هي تصرخ " إبتعدوا يا ملاعين ، ماتت بسببكم ، ستدفعون الثمن "
زحفت بيديها المرتجفتين إلى زاوية الغرفة ، ضمت نفسها و هي تنظر لهم برعب
ما إن  وقعت عينيها العسليتين عليه ، حتى إرتجفت شفتاها بقوة و خرجت من بينهما شهقة أسى ، حسرة و مزيج من مشاعر الضعف و الفقدان ، وقفت و ركضت إليه و إرتمت في حضنه و قد أطلقت العنان لشهقاتها ، أشار لأحد المسعفين أن يهتموا بجثة أمه ، 'و اللعنة هم يعرفون جيدا ما يجب عليهم القيام به فلما و قفوا كالأصنام يشاهدونهم هكذا ؟ ' فكر قبل أن حوط جسم أخته الهزيل بذراعايه الباردتين ، لا يشعر بالحياة تدب فيه بتاتا ، يشعر فقط ب ... بالاشيء ... بالفراغ يملؤه إن صح القول !

بقي محتضنا أخته بعدما أخذها إلى غرفتها ، شاردا لا يدري ما يحدث معه  ، من الممكن أنه لم يستوعب شيئا بعد ! أحسّ بإنتظام أنفاس ديبي بين ذراعايه ، فقام بتمديدها على سريرها ، غطاها و قبل مقدمة رأسها بعمق كأنه يحاول بهذا أن يسحب كل أفكارها المرهقة عنها
هذا ما بقي له ، أخته فقط ...
"أقسم اليوم أمام الرب و أمام نفسي أني سأرضى بالموت على أن يمسها الأذى " همس بتعب بين أنفاسه
لم يبقى له غيرها ! هي عالمه الأن ! هي ...

" سيدي ،لقد فعلنا المطلوب ، هل سيتم دفنها غدا أم أنكم تودون وضعها في ثلاجة المشفى منتظرين شخصا أو ما شابه ؟" دخل المسعف إلى الغرفة بعد طرقه الباب لكنه لم يسمعه و هو غارق و شارد في أفكاره ، و قال ما قال ، دفنها ، هذا ما بقي يتردد في أذنه

أخذ نفسا عميقا و زفره " سيتم دفنها غدا صباحا و نحن من سنقوم بذلك ، شكرا لمجهودكم " قال ببرودة شديدة جعلت المسعف أمامه يخفض رأسه " حسنا ، تعازي الحارة مجددا سيدي "
أومأ له بإقتضاب ، لما الكل يكرر تعازيه في كل دقيقة ! لماذا و هذه الجملة تذكره في كل ثانية بما هو فيه رغم انه لم ينسى ...

فتح باب غرفة أمه، وجدها على فراشها مستلقية ملفوفة بلباسها الأبيض ..
و كما بدا له أن أحد الجارات أخرجته كي لا تقوم بإزعاجهم فقد شهدوا بأنفسهم حالة صغيرته .. لا عجب في هذا فكل أولئك المسعفين و الجيران الذين تجمعوا خارج البيت هم بمثابة الأسرة بالنسبة لهم ..كما كانت تردد أمه
" آه يا أمي " تنهد قائلا هذه الكلمات، شعر بعيناه تحرقانه و الدموع تأبى الخروج و الإنصياع ، تأبى أن تريحنه من هيجان كيانه ،
احس بيد على كتفه ظنّها في البداية ديبي إلا أنها كانت جارتهم الخالة روز
" إنها في مكان أفضل ، مكان أفضل يا بني " همست بهذا و تلتها سيول من الدموع ، إلتفت إلى طريقها راحلة و عاد هو إلى شروده لكنها قالت فجأة " إن احتجتم لي فأنا يا ابني كأمكم لا تنسى هذا "
اومأ لها بخفة  فذهبت هي من حيت أتت... تقدم إلى الفراش الذي تتوسطه أمه كالملاك النائم و تقطيبة خفيفة على حاجبيها تدل على إنزعاجها ، لم ترد هذا ، أرادت حياة سعيدة ، يكون ملؤها الحب و الدفئ ، الأمان ، الذي إفتقداه بعد موت أبيه ، رغم أنه كان رجل البيت و لم يقصر بهذا يوما إلا أن منبع الأمان من المستحيل أن يتغير
فقد كان بالنسبة لها حبيبها ، ملجأها ، منقذها كما كانت تقول ، أما هو ، فكان دوما صغيرها الذي تحس انها من عليها حمايته و ليس هو ، هنا احسّ بوجع قبض على قلبه و اعتصره ، إنه و اللعنة مؤلم .
'أقسم لك يا أمي أني سأنتقم ، سأنتقم بمن دمرنا الواحد تلو الآخر ، لن أسمح لمن عجل موتكما و حرمني منكما أن يرتاح ، لن أسمح لمن جعلكي تموتين مقضوبة الحاجبين بينما هو مبتسم لنصره علينا ، لن أسمح ...' كان هذا الوعد الذي قطعه على نفسه.

ملاك إنتقامي |H.S|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن