part 10

42 10 4
                                    

#عودة للماضي#

||مايو |||1944|23:07||

في إحدى الليالي الدافئة ، بين حدائق قصر العمدة المزينة بالزهور في زواياها و على أطرافها ..

جلست الخادمة الجديدة على أحد أركان النافورة التي تتوسط الحديقة ..
تتأمل جمال و ثراء المكان من حولها .. و تقارن مع نفسها حجم الإختلاف بين طبقتها و طبقة النبلاء ..

لجأت أني إلى عائلة دو نيرو للعمل حين إشتد بها الفقر و الجوع بعد أن طردت من عملها السابق بسبب خطأ صغير يغفر ...
لكن بعض النبلاء المتعجرفين لا يغفرون ..

حلق عقلها بين الماضي و الحاضر إلا أن حطّ على صورة جيمس .. إبن عمها و حبيبها .. ذاك الذي سافر ليضحي بحياته في سبيل حماية وطنه
رحل و هو يعدها مرارا و تكرارا أنه سيعود لأجلها ، في محاولة ليطفأ نار الشوق التي بدأت قبل رحيله حتى ..

بينما هي شاردة في أفكارها .. سمعت صوت وقع أقدام بطيئة متثاقلة من خلفها ..

خافت أن يكون القادم أحد أسيادها .. بالخصوص كانت خائفة من أن يتم طردها
إرتجفت أوصالها حين رأت روبيرت إبن سيد القصر يقف خلفها .. لا يفصل بينهم سوى بضع خطوات

وقفت بتوتر و هي تعدل ملابسها لتنحني له بإحترام ، أما هو فقد عقد حاجبيه و مال برأسه على جانبه قليلا .. و هو يفكر .. ماذا تفعل هذه الفتاة هنا !

حملق فيها و هو يجول بنظره من شعرها المنسدل على كتفيها ، إلى ثوب نومها الحريري الذي يلف جسدها ذو القوام الفاتن .. متسائلا .. من تكون هذه الحسناء ؟

إجتاحها توتر غريب لم يسبق و أن شعرت به وهي تراه يفترسها بنظراته .. من شدة توترها لم تستطع أن تنطق بأي كلمة ..
أنزلت رأسها بحرج .. إلا أن لونها أُخِذ و هي تدرك أنها تقف أمام أحد الرجال الغرباء بثوب للنوم ...
وبخت نفسها داخليا لأنها لم تحسب حسابا لأمر كهذا ، فقد ظنت أن كل من في القصر نيام الآن ...

"أنا ك-كنت .. أتأ.. " تلعثمت بينما تحاول تبرير موقفها دون فائدة
"من أنتي ؟ " سأل روبيرت فجأة ليقطع كلامها و ما زالت نظراته تتفحص كل شبر من جسدها و وجهها

شعرت بالرعب و هي تفترض أنه من الممكن أن تطرد و تعود للجوع و العطش مثل السابق ... نطقت بصعوبة " أ-أنا ..آني خادمة هنا يا-ا سيدي .. "

أعجبه تلعثمها و خجلها منه و هو يراها بثياب مغرية.. بينما لو كانت أخرى في مكانها لإستغلت الفرصة لتقوم بأساليب إبداعية في محاولة لإغواءه ...

ملاك إنتقامي |H.S|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن