Part 6

80 12 2
                                    

الصورة : الصغيرة إيلين
---------------------------------------------------------------------------------
#debby p.o.v#
أنا أعلم أن أخي يريد أن يبقى وحده قليلا ، فهو رغم قوته و هيبته إلا أنه يملك قلبا هشا ، حساسا .... يا إلهي إحفظه لي فلم يبقى لي في الكون سواه .
بعد أن تركته إتجهت لتلك الحديقة و جلست على إحدى الكراسي المرصوصة ، نزعت قبعتي و وضعتها مع حقيبتي بجانبي ... غطيت وجهي بيدي و بقيت ساكنة أفكر ...
تنهدت و رفعت رأسي بعد أن أحسست أني سأدخل في نوبة بكاء أكثر من سابقاتها ، فوقعت عيني على فتاة جميلة واقفة أمامي ، تبتسم إبتسامة خجولة و هي تلعب بقدميها و تخفي شيئا وراء ظهرها ، بقينا ننظر لبعضنا لعدة ثواني ، ثم إبتسمت لها بعطف ...
كانت حوالي 5 أو6 من عمرها ، ذات شعر ذهبي قصير و عينان عسليتان ،ترتدي ملابس بسيطة و تبتسم إبتسامة تنطق براءة ...

تقدمت إلي بخطوات مترردة و بالمقابل مددت لها يدي مبتسمة حتى لا تخاف مني ، سحبت إحدى يديها من خلفها و أبقت الأخرى مخبأة ، ماذا تخبأ يا ترى !!!
"ما إسمك يا صغيرتي ! " بدأت أنا الحديث معها ، أريد أن أتحدث قليلا و ما أجمل أن يكون حديثك مع الأطفال ، إنهم ملائكة بحق !
أنا دوما ما كنت أعشق الأطفال ، بحديثهم ، ضحكهم و لعبهم ، أحس كما لو أني إنتقلت معهم لعالم البراءة ، عالم خالي من القسوة و هموم الحياة ... أروع ما في الكون بالنسبة لي أن أكون سببا في إبتسامة طفل ، تلك السعادة التي تنتابني لا يمكن وصفها !
" إ-إسمي إيلين " قالتها بسرعة و أخفضت رأسها خجلا ، يا إلهي هل يجوز أكل هذه الكائنات !
" و أنا ديبي تشرفنا " هربت مني قهقة صغيرة
" لما كل هذا الخجل مني يا عزيزتي ، تعالي و إجلسي بجانبي " تزحزحت لأترك لها مكان بقربي،
"أنا ليس لدي أصدقاء سواكي " مثلت عليها وجه الجرو الحزين  ... قهقتها لطيفة جدا ، جلست بجانبي و ما زالت تخفي يديها وراء ظهرها
" لكنكي كبيرة و أنا صغيرة ، كيف سنكون أصدقاء !؟" نظرت إلي و حاجباها معقودان بتفكير .... لطييييييييييييييييفة جدا !!
" لا ، السن لا يهم ، أنا أريد صداقتك أنت لا غير " لقد بدأت الدخول لعالم الطفولة ، لا تتفاجئوا لو رأيتموني أركض بين الأرجوحة و الزلاجة، كل ما يهمني الأن أن يختفي هذا الألم و الشوق اللذان يفتكان بقلبي ، كيف لي العيش من بعدك يا أمي ، يا حبيبتي أنت !
" أصدقاء إذا ! " مدت يدها و صافحتني ، قهقت عليها و فعلت المثل " أصدقاء يا صغيرتي "
" أخبريني صديقتي لما أنت حزينة ؟ " طوت شفتيها بحزن وهي تسألني
" أنا ؟ لا ، لست حزينة ... أنظري إلى إبتسامتي " كنت أبتسم بإتساع كلما كلمتها صدقا ، هذه الفتاة قد دخلت قلبي يا ناس .. أحببتها حقا !
" لا يجوز الكذب بين الأصدقاء ، هكذا تعلمت من إحدى القصص التي يكحيها لي أخي ! " ياه إنها ذكية ، أم أنا هي الغبية هنا -_-
"أوه أنا أسفة لكذبي أتسامحينني ؟ " تصنعت التفكير و هي تحدق بي و تحك ذقنها
"حسنا هذه أخر مرة " ضحكنا معا رغم أنه لا يوجد سبب للضحك بجدية !
" لقد ماتت أمي البارحة و اليوم قمنا بدفنها هناك " حاولت تصنع ابتسامة وأشرت لها في نهاية كلامي  لمكان المقبرة على يساري و قد لاحظت هناك شابة تقف وراء أخي ! غريب !!
" أنا لم أرى أمي أبدا .. يقول أخي دوما لي أنها في الليل تأتي و تقوم بتقبيلي و الإطمئنان علينا لكنها تذهب قبل أن نستيقظ !" حضنت يديها و أنا حقا مشفقة عليها ، أنا التي ترعرعت وسط حنان أمي و دفئها ، جربت حنانها و أمان الأسرة المكتملة لمدة 18 عاما حتى بعد موت أبي لم تحسسنا أمي يوما بالفقدان رغم مرضها ، ها أنا اليوم منذ البارحة و أنا أبكي ، بينما من المفروض ان أكون أكثر شجاعة من هذه الطفلة.
هي التي حرمت من أمها ، حرمت من روعة الحياة بذاتها ها هي هنا أمامي مبتسمة ...
" إذن مع من أتيت إلى هنا ؟  هل أبوك من أحضرك ؟ " هزت رأسها يمينا و شمالا عدة مرات و هي تنظر لي ببراءة
" كلا ، أبي ذهب مع أمي.. أنا أتيت مع جارتنا صوفيا ، أنظري هذا بيتها و أمامه بيتنا ... " أشارت على بيتان متجاوران في الشارع المقابل على اليمين و أكملت " إن أخي الكبير هو من يقوم برعايتنا يطبخ ، يغسل ... و يقوم بكل شيء ، لكنه في الصباح يذهب للعمل ، يأخذ أخي ماثيو معه للمدرسة و أنا يتركني مع العمة صوفيا " بقيت أنظر إليها ، أتأملها ، فتاة بجمالها و برائتها و صغرها حرمتها الحياة من أجمل شيء
رغم هذا تبدو سعيدة ، نظيفة ، ذكية ، طريقة كلامها نبيلة و شكلها منظم ... أخوها بأتم معنى الكلمة رائع لإنجازه هذا
آخخ أتخيل لو يطبخ هاري يوما أو يغسل ، أنا متأكدة أنه سيحدث مصيبة ما !
"أخوك رائع " أومئت لي و هي تبتسم ثم فجأة صرخت بفزع " لقد نسيت !" لا لم أرتعب أبدا ، فالأطفال إذا صرخو هكذا سيكون السبب تافه صدقوني !!
سحبت يدها من وراء و التي إتضح أنها وردة حمراء رائعة ، وقفت على المقعد لتصل لطولي ربما ! و ثبتتها في شعري ثم عادت لمكانها
" وردة صغيرة لأروع وردة " يا إلهي سأكلها ، ضحكت بصوت عالي .. لقد أفرحتني هذه اللطيفة " شكرا حبيبتي " قبلت وجنتيها عدة مرات ، وهي انفجرت ضحكا
" في الحقيقة ، لست من أحضرها " قالت لي بصوت منخفض ثم تقدمت لأذني و تابعت " أخي أعطاني إياها و أرسلني إليك "
ماذا !! أخوها !
" أخبرني أن أقول لك تلك الجملة و قال لي أيضا أن هذا سيفرحك ، لهذا أتيت " إبتعدت و إبتسمت ببراءة
إن الحرارة إرتفعت فجأة هنا أم أني أتوهم ؟
" أين هو أخوك ؟ ألم تقولي أنه يعمل ؟ "
"أجل لقد أتى إلى هنا للعمل أخبرني " إلتفتت على اليمين حيث كان هناك الكثير من الأشجار العارية و الثلج يغطي أسفلها ، كان كل الأطفال يصرخون و يقهقهون ، يلعبون بكرات الثلج و يصنعون به رجلا مدورا ، الأباء و الأمهات هناك من يشارك أولاده و هناك من يجلس و يتبادل اطراف الحديث مع أقرانه.
أدارت وجهها لي مرة أخرى و قالت " لقد قال لي أن لا أخبرك شيئا ، لكن ليس هناك أسرار بين الأصدقاء ، صحيح ؟" أومئت لها
"إنه هناك يتكأ على تلك الشجرة الكبيرة صاحب المعطف البني " و كأنها قرأت أفكاري بجوابها هذا
رفعت رأسي و لاحظته ينظر إلينا لقد كان بعيدا لم أميز ملامحه البتة ، أخفضت بصري مباشرة و أدرت وجهي للجهة الأخرى
أحسست بإيلين تنهض ، وقفت و ركضت بسرعة حيث أخيها ، يبدو أنها رحلت ... تنهدت بعمق و وقفت كنت أريد توديعها
يجب علي العودة لأخي ، أخاف غضبه إن شعر بالقلق ، أخدت أتقدم بخطواتي ببطئ و قد تعمقت بأفكاري
توقفت فجأة و قد أمسكت إلين ساقي ... قوست شفتيها بحزن " كنت ذاهبة و لم تودعيني :( "
إنحنيت للأسفل و قبلت جبهتها " حبيبتي لقد ظننت أنك تركتني و ذهبت إلى شقيقك "
نفت برأسها عدة مرات و أشارت بأصابعها الصغيرة خلفي ، حولت نظري للوراء و أنا أرى ذاك الشاب ال ... جميل ، وسيم ، كل معاني البهاء و الجمال بالنسبة لي كانت تتمحور فيه ، و اللعنة مالذي أقوله ؟
وقفت بثقة و نظرت له ببرود ... وصل إلى مكاني ثم إبتسم إبتسامة ودودة ، أما أنا بقيت متسمرة أنظر لعينيه أبحث عن خبث أو خداع ، لكني لم أرى سوى البراءة تعانق لؤلؤتيه الشوكولاطيتين ... 
إلا أن قطع هو تحديقنا في بعضنا بقوله " أهلا ^^ أنا شقيق إيلين و المسؤول عنها ، أدعى جاين-لوك بيلودو :) "

ملاك إنتقامي |H.S|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن