part 12

78 10 0
                                    

الصورة: ماثيو شقيق إيلين و جاين-لوك

****************

"أنا قادمة " صاحت ديبي و هي تخاطب الطارق خلف الباب بينما وقفت تعدل شعرها الأشقر الكستنائي بيديها حتى تبدو بهيئة مرتبة و محترمة لإستقبال ضيفها الذي ستبدأ العمل معه اليوم ...

لطالما كانت ديبي من النساء اللاتي يرفضن فكرة العمل .. و ما زالت ...
لكن الظروف التي وضعت فيها غيرت الكثير من الجوانب في شخصيتها، ظروفهم القاسية جعلتها تحس بطعم المسؤولية ...
مسؤولية تحملها شاب يافع في مقتبل العمر أقرانه يلعبون بينما كان يسهر الليل يحمل على ظهره السلع و يوصلها سيرا إلى الزبون ...
و زاد عليها الإحساس بالذنب و الثقل كلما تذكرت كم كانت متطلبة و مدللة على حساب شقيقها ...
كم كان المسكين يتعب و يجتهد منذ وفاة والدها ليعتني بها و بأمهما ...

لهذا إتخذت خطوة جريئة رغم علمها بأنه سيرفضها تماما، لكنها أبدا لن تسمح لنفسها أن تستمر في كونها عبئا على سندها الوحيد في الدنيا ...
بل عليها أن تكون بجانبه دوما، فتسهر على راحته كما سهر على راحتها ...
تساعده .. تسانده .. و تجاوره دائما كما فعل المثل معها...
ليدرك الآن أن أخته لم تعد تلك الفتاة المدللة بل أصبحت إمرأة ستكون له خير شخص للإعتماد عليها.

و قد كان للخالة روز دور مهم في هذا القرار، فهي من قامت بتشجيعها على إتخاذه .. بالإضافة إلى أنها إقترحت عليها العمل كجليسة أطفال حرصا عليها و خوفا من تكرار ماض آلم الجميع.

...............

"إيلين هل عرفت صاحبة الصوت ؟" همس في أذن تلك الصغيرة بإبتسامة طفولية، يراقب تعابير وجهها التي تدل على الحيرة
هزت رأسها للجانبين ببراءة تنتظر منه إخبارها من هي الفتاة خلف الباب، غمز لها و أكمل هامسا " أنا متأكد ستفرحين عند رؤيتها " ... إعتدل في وقفته بينما يمسك بكلتا يديه إخوته الصغار 'إيلين' من جهة و 'ماثيو' من جهة أخرى .

فُتحِ الباب على يد الشابة المبتسمة و هي تقول" أهلا و ... مرحبا !" رؤيتها لذلك الوسيم الواقف أمام الباب جعلتها في نوبة توتر مضاعفة عن سابقتها، حتى أن إبتسامتها شحبت و بلعت ريقها بصعوبة و هي تقول 'مرحبا'
"سررت بلقائك مجددا آنسة ستايلز " أجابها بإبتسامة بدت واثقة كما أرادها أن تكون و هو ينحني بخفة إحتراما لها
لكن ما لبثت لحظة إلا و تلك الصغيرة تقطع هذا الجو المتوتر بصرختها الطفولية " صديقتي " تركت يد أخيها لتحتضن قدم ديبي و هي تقفز بحماس ...

إنفرجت أسارير ديبي بسعادة و هي تنحني لتأخذها بين أحضانها، فقد تأكدت الآن أنه لا داعي لكل التوتر و الخوف من العمل إن كان برفقة صديقتها الصغيرة .. بل سيكون هذا وقت مرح و تسلية لكلاهما

ملاك إنتقامي |H.S|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن