" أتعلمين عاقبة هذا ؟ " نطق جاين بعد أن إستوعب ما قلت و تحرر من صدمته
أخذت نفسا عميقا و زفرته بضيق ... هذا ما كان ينقصني ... ألا يكفيني الجحيم الذي أعيشه حتى أتعلق بشخص من المستحيل أن أجتمع به حتى لو إلتقى الشمس و القمر
لقد إكتفيت ، يجب أن أضع حدا لهذا ... سأتوقف عن هذه المهزلة نهائيا
" جايك لو سمحت ليس الأن ، لا أريد عتابا أرجوك ، فأنا أيضا مصدومة بإعترافي هذا بقدرك " أجبته بعد صمت دام طويلا
نظر في عيني مباشرة لمدة وجيزة ثم قطع الإتصال البصري بيننا و تنهد ... طأطأ رأسه و أومئ لي بشرود
ساد الصمت المريب بيننا مرة أخرى ... إلتفت إليه لأجده شاردا ... ما الأمر ؟ لما هو هادئ ! من المفترض أنه لا يتوقف عن الكلام في مثل هذه المواقف ! على الأقل سيحاول كسر هذا الصمت المريب !
"جاين !" همهم لي و لا زال شاردا ، أراهن أن هذا رد فعل عقله عند سماع إسمه ليس إلا ! فهو غير مدرك لما أقوله الآن
أخذت نفسا طويلا ثم " جاين !!!! " صرخت بقوة .. إنتفض الأحمق بقوة و نزل ليختبئ تحت كرسي السيارة و هو يصرخ قائلا " ماذا ؟ هل رآنا أبوك ؟ ألم تتنكري جيدا ؟ يا إلهي سنموت ! إخوتي !!!! " ثم هبَّ واقفا و خرج من السيارة
هنا أدرك الأحمق و أستوعب أنه بالفعل أحمق ، إستدار باتجاهي ليجدني غارقة في موجة ضحك لامتناهية ، لم أستطع تمالك نفسي
عاد إلى مقعده بهدوء .. توقفت عن الضحك و إلتفت بجسدي كله إليه ... " بحق الجحيم جاين لم أراك يوما هادئا هكذا ! ما الذي حدث ؟ " صحت عليه ، لا أدري ما خطبه
زفر بتعب ثم قال بهدوء " داني ... إسمعي ... أولا ما فعلته بصراخك لم يكن مضحكا بتاتا ... ثانيا بعد الذي حدث كيف تقولين مالذي حدث ! .... ثالثا أنت لا تريدين التحدث الآن و أنا تركت لك راحتك ، هذا لا يعني أننا سننسى الموضوع لكن مؤقتا سأصمت ... رابعا إياك دانييل و تعرفين تحذيري جيدا إياك و فعل خطوة حمقاء دون علمي ، و اللعنة أتريدين مني أن أذكرك من هو أبوك ! أأذكرك بما فعل و ما يفعل و ماذا من الممكن سيفعل ؟ "
كان صوته يزداد مع كل كلمة يقولها ، لا تصرخ أرجوك أنا أكره الصراخ أكره ، غطيت وجهي بكفاي و تركت العنان لدموعي فتسقط بغزارة ، و تخرج شهقاتي لتشكل لحنا حزينا يذكرني بأبشع أيامي حياتي ، ماذا أقول أنا ! حياتي بأكملها بشعة ...
لكن .. معه حق ! كل ما يقوله صحيح ، لو رأني اليوم شخص و أخبر أبي فأنا سأرى الجحيم عند عودتي .. لو تطورت علاقتي بهاري و إكتشف أبي أقسم أنه لن يتركه حيا
أحسست بذراعي جاين تلتف حولي ، شددت على عناقه و تعالت شهاقتي مجددا ، لماذا حياتي هكذا ؟ لما لا أعيش مثل الباقي ؟ أريد أن أفرح ، أضحك ، ألعب أعيش شبابي بعد أن فقدت طفولتي و أنا أعاني المرض و الإكتئاب ، الشوق و الصدمات المتتالية
" لقد تعبت " هربت شهقة مني ، فربت جاين على شعري و هو يردد " لن أتركك ، تذكري أنا معك، لا تخافي "
.
.
"آه لا تذكرني ، لو رأيت نفسك و أنت تصرخ هكذا 'يا إلهي سنموت' " قلدته و أنا أنفجر ضاحكة ... بعد أن هدأت و جفت دموعي عاد الأحمق إلى ما كان عليه يطلق علي سخافاته و نكاته الغبية ، أصبحنا نتذكر مواقفنا المضحكة القديمة إلا أني لم أستطع نسيان هذه الأخيرة
" ليس مضحكا ، رأس العنقاء " تذمر و هو يقلب شفته بضجر ، يعجبني شكله و أنا أستفزه ، إنه كل ما بقي لي ، حقا هو يجعل كل شيء من حولي رائعا ، إنه ملاك في جحيمي ، هذا هو أخي
"أخي أنت كل ما أملك ، أنت أجمل ما حدث لي منذ عرفتك إلى يومنا هذا " قهقه علي و قال بتعالي " أعلم أنا جميل في كل شيء " رغم سخريته و سخافته لكن هذا ما يميزه عن أمثاله
أمسك يدي اليسرى بين يديه و ضغط عليها و على محياه إبتسامة ودية " تعرفين لست كل ما أملك ، لكنك أغلاهم .. كنت الوحيدة التي أستمد منها القوة ، تعلمين قوتي في قوتك ، لا تضعفي لأجلي أرجوك " أومئت له و أنا أمسح على وجنته بيدي اليمنى
"حسنا ، لا يجب أن نتأخر أكثر من هذا ، لا أريد خسارة عملي بسبب رأس عنقاء مثلك " قلبت عيناي و أنا أرخي رأسي على النافذة .
قفزت فيذهني فجأة 'من تلك الفتاة التي كان يحضنها هاري أمام القبر ؟ هي لا تشبهه إطلاقا ! هل من الممكن أن تكون زوجته ؟ يا إلهي ! ' فاجئني جاين و هو يقول
"كلا ، إنها أخته الصغرى " مهلا " كيف عرفت بما أفكر !" قلب عينيه و هو يردف " ألم أخبرك أنك حمقاء ، لقد كنت تتسائلين بهمس و أنا سمعتك ، غبية ! " أوه ، ظننت لوهلة أنه يقرأ الأفكار ، قهقهت على غبائي ' اوه كلا لست غبية ' قلبت عيناي داخليا
" و أنت كيف عرفت هذا !" أجابني و على محياه إبتسامة خجولة !!!!!! " ل-لقد تكلمت معها ق-قبل قليل ، لا تفكري بشيء خاطئ كل ما في الأمر أنها كانت حزنية و قد أ-أشفقت عليها" أمممم يبرر دون سبب و يتلعثم أيضا
" منذ متى و أنت تتلعثم في الكلام جاين ! و تبرر دون ألح عليك بالسؤال و الأهم منذ متى و أنت تشفق على فتاة !!!! " سألته و أنا أضيق عيناي عليه ... نظر لي بطرف عينه " لقد وصلنا "
بنظرة شيطانية قلت " أخخ ، رأس الدجاجة يتهرب من الإجابة ... لا داعي أنا أعرف أنك معج.. "
قاطعني الغبي و هو يصرخ " سحقا لك ، أخرجي من سيارتي ، حالا " خرجت أقهقه بقوة على شكله الخجول ... جديا جاين و الخجل لم يجتمعان من قبل ، رغم أنه بدى لطيفا إلا أنه لا يليق به بتاتا
أحسست بالراحة لأنها أخته فعلا ! أظن أنه لا يملك زوجة أو ما شابه ، لأني لم أرى بقربه غير تلك الفتاة أخته ، لقد كانت تبدو في مثل سني ... يبدو أنه سيراني أنا صغيرة جدا بالنسبة له ... أنظروا إلى تفكيري الأحمق أين وصل !! تبا لي .
دخلت المنزل وجدته شبه خالي ، لا توجد حركة مثل المعتاد ، أين هم كل الخدم يا ترى ؟
أوقفت خادمة لأسألها فأجابتني " لقد أرسلهم السيد إلى قاعة الإحتفال ليقوموا بتجهيزها ليوم غد " عقدت حاجباي بتعجب ، ما سر هذه الحفلة المفاجئة ! ... "أين السيد و السيدة ؟ " سألتها مجددا ، لا أريد أن أعلق مع تلك العاهرة فأنا أتجنبها قدر المستطاع
" إن السيدة ذهبت للتسوق ، أما السيد فقد أمر بإخلاء جناحه و حذرنا من إزعاجه أو دخول أحد مهما كان و إلا سيرينا الجحيم ... هذا ما قاله أنستي " لما الكل غريب اليوم ؟ يوم العجائب أظن !
" أعذريني آنستي يجب أن أنصرف فالكثير من العمل ينتظرني " أومئت لها و أنا أخطو بخطواتي إلى جناح أبي
لا تسألوني لما ! إنه فضولي اللعين الذي يتسائل لما أبي منزعج لدرجة إخلاء الجناح !
فتحت الباب و تقدمت مشيا علو رؤوس أصابعي ... سمعت صوت شهقات !!!! من مكتب أبي !!! و الجناح كله خال من أي لعنة سوى أبي !!! دعوني أستوعب الأمر لحظة !
تقدمت بسرعة و قمت بفتح باب المكتب قليلا لأصدم و أنا أرى ' أبي جالسا على الأرض يتكئ بظهره على الأريكة ليقابل الأريكة الأخرى ، قارورات الشراب و الخمر تحيطة متساقطة على الأرضية منها الممتلئة و الفارغة ... من ملامح وجهه أدركت أنه ثمل حد اللعنة و ... يبكي !! '
كنت سأتقدم لكني مرتعبة ، إنه يذكرني بذلك اليوم ، يذكرني يوم...
" لماذا ذهبت ؟ ألم تملي و أنت تستمرين بالذهاب عني دون عودة ! ألم يكفك ما عنيته بسببك ؟ " إنه أبي هذا الذي ينتحب ، أبي أنا ! الوحش الغاضب ! ينتحب لأجل إمرأة ذهبت ، لكن عم من يتكلم ؟ أيعقل أنه يتكلم عن أمي ؟
"أنا لم أرد يوما أن أؤذيك ، لكنك أجبرتيني ، أنت من كنت تردعينني ، كنت تستطيعين تغييري من عاهر إلو رائع لكنك أبيت ، لماذا ؟ أخبريني " صرخ و هو يرمي زجاجة الخمر على الحائط للتتحطم لأشلاء
حاول الوقوف عدة مرات و في كل مرة يسقط حتى نجح أخيرا ... مشى بخطوات مترنحة إلى الأريكة المقابلة له و وقف هناك ينظر إليها و كأن شخصا يجلس عليها
" تعلمين كنت أريد التغير ، كنت أريد أن أصبح جيدا لأجلك ، لكنك لم تريدي ذلك ... لطالما أخبرتيني أني عاهر ، حقير ، زير نساء و سكير " مع كل كلمة كانت تزيد شهقاته .. أما أنا فعيناي متسعتان بصدمة ، لا أصدق حواسي .. أهذا أبي !!!
"قلت أني هكذا و سأبقى حتى أموت ... أردتيني أن أكون كذلك ، أنظري إلي الآن أنا كذلك " تبعها بقهقة خاوية من المشاعر
" كل هذا بسببك أيتها اللعينة " صرخ بصوت مبحوح من البكاء ... أظن أني أرى كابوسا مزعجا ، دموعي تنزلق دون إرادة مني ، رغم أني أكرهه لكنه يبقى أبي ، لم أتمنى يوما أن أراه ضعيفا ، ذليلا و رخيسا بهذه الطريقة و إلى هذا الحد
سقط على ركبتيه و هو يمسك أطراف الأريكة و يهز رأسه نفيا " لا لا لا لست لعينة أبدا بل أنا اللعين ، ليس لعينا لما فعلته بك ، كلا فأنت تستحقين أكثر ، بل أنا لعين لأني أحببتك و ما زلت أحبك " لحظة ! يحب !! أحب و ما زال يحب ! إنتظروا لأقهقه ، ماذا يعرف هذا الشخص عن الحب ، هو حتى لم يحبني أنا فلذة كبده
لكن و اللعنة من هذه التي جعلت أبي بهذه الحالة ؟ يقتلني الفضول للقياها ! أنا مصدومة بأتم معنى الكلمة
ألقى بنفسه على الأريكة المجاورة و بقي يحدق في السقف لمدة طويلة، هل من الممكن أنه فقد الوعي ! هل يجب أن أدخل و أهتم به ! لكن ماذا لو قام بضربي عندما يعرف أني خالفت أمره و دخلت جناحه ؟ كلا كلا لن أفعل
أدار رأسه حيث الأريكة التي كان يحادثها ثم إبتسم بوهن "أتعلمين من بعدك أصبحت أكثر سوءا فحتى إبنتي ، حبيبتي كرهتها لأنها ليست منك " تأكدت أنه لا يتحدث عن أمي ... أحس أني بدأت أكره هذه المرأة فهي من زادت أبي سوءا لدرجة أن حول حياتي جحيما ، عيناي يؤلمانني من كثرة ما ذرفت من دموع اليوم ، إنه يوم مشؤوم
"لا تعلمين كم أحببتك أنا ،و لكنك فضلت ذلك الحقير " ضحك ضحكة طويلة "كم كان ممتعا أن أراه يموت و أنت تتعذبين ... كان حقا ممتعا أن أقتله بيداي " و اللعنة ما الذي يقوله هذا المختل ، يا إلهي
بدأت أتراجع للخلف برعب و خوف ، قدماي ترتجفان ... هذا الحقير المدعو أبي لم يقتل روحا واحدا بل الكثير
" فلتنعمي بالجحيم أني تايلر ، أنت و زوجك ستايلز " آني ماذا ؟
أنت تقرأ
ملاك إنتقامي |H.S|
Fanfictionعندما تقسو الحياة .. و يتألم القلب .. ينحصر الفكر على كلمة "الإنتقام" .... و قد تكون الضحية أقرب الناس إليه ... هي ..... ( تِلْكَ الَتِي كَانَ يُلَقِبُهٓا قَبْلَ أَنْ يَهِيمَ فِي حُبِهَا ) *"* مَلاَكَ إِنْتِقَامِي *"*