بذورِ الخوفِ أنبتت بقلبها رعبٌ قد تفرعَ لجوانبِ حياتها أجمع، جاهدتْ لوقتٍ طويلٍ بإخفاءِ هويةَ جَسدِها الحقيقية،صنعت الأكاذيب وصدقتهم لذا هي كانت كذبة جميلة لنفسها.
ومن كلِ الأكاذيب التي قد رويت لي يوماً، أنتِ وأنا كانت كذبتي المفضلة.
الراوية هادئة ن...
انه يومٌ كغيره ،بدايتهُ روتينية بالنسبة لعطلة نهاية الأسبوع ، لا شيء جديد ،فقط الرسم ثم الرسم ثم الرسم، يدي لم تملُ من رسمها فقد قاربت لوحاتها لهذة السنة وحدها اربعةٌ وسبعونَ رسمةً، بما بالكم بالأربع السنين الماضية!.
على آي حال وكما جرى الروتين الممتع، ارسم ملامحها لكن دائماً وبكلِ لوحةٍ ارسمها تبدو أكثر أنوثة من الواقع ، لا يمكنني معرفة سبب عدم قدرتي على رسمها بشكلٍ دقيق.
تبقى لي قسمٌ صغيرٌ وانهي لوحتها، يلزمني ذلك حفنةُ دقائق.
ريثما أنا منغمرة بجنتي التي صنعتها بنفسي يهتزُ هاتفي وبعد اجزء من الثانية يبدأ بالرنين بأغنيتي المحببة.
اجيب فور رؤيتي اسمُ داينا: في البداية اسمعُ أصواتَ ضحكاتٍ عالية وتشويشٌ بالكلامِ وربما من ذلك لن تنتبه أنني قد أجبت على الإتصال الهاتفيّ لكني مع ذلك لازلت ملتزمة الصمت ريثما تتكلم هي.
"مرحباً أيتها الحلوى الخطمي" تتكلم داينا فور زوال ذلك التشويش من الخط.
"أهلا ياوجه الطماطم" اتمتم بلا مبالة ، يدٌ على الهاتف وأخرى على المرسم خاصتي ، أنا حرفياً لا أعلم لما نسمي بعضنا البعض بتلك الأسماء الغريبة.
"سأختصر طريق الكلام، جينفر ستنفذ شرطا قد فشلت بهِ وسيكون امراً ممتعاً كاللعنة ، سأقلكِ الأن، كوني جاهزة" تتكلم بسرعة شديد ، لدرجة شعرت أنها تغني بطريقة الشوارع، انهت الاتصال.
قهقهتُ قليلاً على ثرثتها المرحة وعلى جنونها، بسرعة احمي لوحتي بقماشٍ يغطي معظم المرسم ،ليست مكتلمة ، سأعيد الغرق بجنتي ومملكتي عند الانتهاء من داينا وجينفر.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
انهض من مقعدي واخرج من العلية بإتجاه حجرة نومي ، ابدل ملابسي بأخرى، سروال من الجينز العالي وملاصق لجسدي وبه بعضُ الشقوق المتفرقة ، سترة خمرية تصل لمنتصف معدتي وحذاء رياضيّ.
اخرج من الحجرة وانا متأكدة أنني رشتت بعض رزاز عطريّ المفضل حولي وحشرتُ بجيوبي كل مايلزمني للخروج من المنزل.
ثوانٍ ويرّنُ جرسُ المنزل، والدتي ليست هنا فأنا مجبرة للخطو خارج منطقتي من المنزل وفتحُ باب المنزل.
