طوالَ طريقِ المنزل لم اتفوه بكلمة بعدَ اعترافها الذي اعرفهُ لكن الصدمة مُسيطرة عليّ، لوهلة أشعر أنني خارجة عن الطبيعة، قدماي تُحركا عجلتا الدراجة وحدهما، عقلي مشغولٌ بأمورٍ أخرى، صدمتي لم تكن لمعرفتي سرها الأعظم، بل كان لتفوهها بسرها العظيم.
حاولت الهروبَ من دعوتي لمنزلي لكنها لم تفلت من إلحاحي، أنا أستحقُ تفسيراً منها على الأقل.
الأن هي جالسة على سريري مُنتظرة قدومي كما أتوقع، بعد إعدادي عصيرَ التوت ووضع بعضَ البسكويت المُغطى بالشوكولا أعود لحجرتي، هذا ماتحبُ، وهذا الذي سأعدهُ لها دوماً.
ادخلُ وأضعُهم على طاولةٍ صغيرة مُقابلها، "اخبريني إذاً" اجلس بجانبها على السرير.
"مُصرة؟" فور سؤالها اومئ بهزِ رأسي، "كما تشائين لكن بعدَ أن تقسمي أنكِ لن تتفوهي بشيء كهذا أمامَ آي أحد" اومئ مرة أخرى بجدية.
"أُقسم بالسنين الأربعة لنا" اتكلم وطرقاتُ قلبي تعدت نظامها، ثوانٍ لم تنطق آي شيء بها، عيناها مُثبتة بنظرها على عيناي.
"حسناً أنا مُخنثة، لدّي عضوين مختلفين، أنا intersex، كما تشائين يمكنكِ تسميتي" تتكلم واقاطعها بهمس "أُفضل أن أسميكِ لو" بعد همسي تبتسم بلطافة وتكمل،"آي يكن" تأخذ نفساً ، "ولدتُ هكذاً وكان سببُ ذلك أنني توأم لذكر، مما سبب أختلاط فيما بيننا" اقاطعها للمرة الثانية، "لديكِ أخٌ توأم؟" ارفع حاجباً وحقاً كما أخبرتني يوماً، أنني لن أعلم كلَ شيء عنها إلا عندَ رؤيتها واقعاً.
"عندَ انتهائي من هذا الموضوع أخبركِ وارجوكِ لا تقاطعينيِ" تبتسم بإنكسار واومئ لها، تأخذ نفساً مرة أخرى وتكمل "عندَ ولادتي أطباء أخبروا والدّي أن عليّ أن أتم الثامنة عشر لإجراء تلك العملية ونزعَ عضوٍ واحدٍ مني وإبقاء الأخر ، الأمرُ يتعلق بالطريقة النفسية، عليّ معرفة نفسي أنتمي لأكون كأنثى أم كذكر، وأنا كأنثى أفضل لكن ذلك عارض رغبة والدّي ولم أجري العملية والأن أصبحتُ في الواحدة والعشونَ من عمري" طوالَ كلامها لم تنظر إليّ ، نظرها مُثبت على فخذيها، حانية رأسها ونفسها ثقيل.
"ولما يعارضوا؟" اسأل وتتنهد وهذة المرة تنظر إليّ، "شقيقي يُدعى لورانس، كانَ محبوبَ والدّي وأنا كنتُ الإبنُ العاق بالنسبةَ لهم، أقومُ بخدمتهم ليلاً نهاراً، جعلوني أكرهَ شقيقي بتميزه عني، مع إنهُ شخصاً جيد جداً، اخبرتهُ بيومٍ كُنا قد بلغنا كلانا السابعة عشرة بذات سنة تعرفنا" تعودَ لتستنشقَ نفساً عميقاً.
"أن عليهَ أن يُكمل رجولتهِ بالتطوع بالجيش، بما أن حرباً كانت قد شُنت قريباً من هنا، أنا أعلم تماماً أن لا علاقة للرجولة بالقتال لكن بتلك الفترة اردتُ التخلص منهُ لو لفترة أسبوع لأن والدي بعد سماعهم طلقة رصاص خبؤه بأحضانهم خوفاً من ريحاً تُصيبهُ، هو ذهب للجيش، وبعدَ فترة قصيرة وصلت لنا برقية، تُخبرنا بأنهُ استشهد دفاعاً عن وطنهُ، هنا قد وضعَ الجميع اللوم عليّ، وكُرهتُ من الجميع حد الجحيم،" تعودَ للنظر لفخذها، بحة صوتها أصبحت أعمقَ، مؤلمة لقلبي أكثر
أنت تقرأ
My Favorite Lie (Camren)
Fanfictionبذورِ الخوفِ أنبتت بقلبها رعبٌ قد تفرعَ لجوانبِ حياتها أجمع، جاهدتْ لوقتٍ طويلٍ بإخفاءِ هويةَ جَسدِها الحقيقية،صنعت الأكاذيب وصدقتهم لذا هي كانت كذبة جميلة لنفسها. ومن كلِ الأكاذيب التي قد رويت لي يوماً، أنتِ وأنا كانت كذبتي المفضلة. الراوية هادئة ن...