20-اسف

33 3 1
                                    

.
.
استيقظت من نومي بسبب تلك البرودة التي شعرت بها، فتحت عيني و لكنني متعبه للنهوض من الفراش.. نظرت بجانبي لاعرف الساعه و لكن صورتنا انا و زين كانت اول ما رأته عيني.
شعرت بذلك الالم الذي بقلبي عندما تذكرت ذلك اليوم... مر اكثر من شهر بدونه و لكنني لا استطيع اخراج تلك التفاصيل من خارج عقلي!!
لقد مرت مدة طويلة جدا بدونه،بدون صوته،بدون عيناه، بدون رائحته،تلك المدة الطويلة التي عشتها بنصف حياة..
احاول فيها الاتصال به في كل وقت و لكن هو لا يجيب، اتفقد منزله من خلف الشرفة.. اذهب اليه و لكن هو ليس بالداخل، لا استطيع التحمل اكثر من ذلك.. لقد اشتقت له حقاً.. اشتقت لكل شئ به.
قمت من فراشي بعد صراع داخلي طويل بين قلبي و عقلي...توجهت للحمام و غسلت وجههي، هناك شئ بعقلي يقول انه لا يستحق... لا يستحق لانه لم يثق بي و ظنني اخونه، و لكن دائما قلبي يختلق له اعذاراً...انا اقدر موقفه..لقد رأى اوستن يقبلني بالتاكيد سيفكر ان مازال هناك شئ بيننا، ولكن لماذا لم يصدق حبي ؟
حبي له كان صادقاً للغاية.. انا حقا احبه.. هل هو يشكك في ذلك؟
هل يشكك في مشاعري تجاهه؟
انا حقا اتسائل كيف له ان يفعل بي ذلك!!
هو يعرف انني احبه.. و انا واثقة من ذلك.. اراها دائما بعينيه.. كيف مرت عليه ايامه تلك؟
هل يشعر بمثل ما اشعر انا الآن؟
هل يفتقدني مثلما افعل؟
اطلقت تنهيدة و شعرت بذلك الدمع الذي يتسلل من عيني...انا ضعيفة جدا.. ضعيفة لاتحمل كل ذلك.. لا احب الاعتراف بضعفي ذلك و لكن حقا انا ضعيفة!!
انا اريده الان.. اريده بجانبي، اريد ان استيقظ كل يوم بجانبه.. اريد ضحكته.. اريد عناقه الذي يأخذني بعيداً حقاً!!
_"احتاج اليك" قلت وسط دموعي التي بدأت بالانهيار.
خرجت من الحمام و توجهت الي فراشي مرة اخري ،لا اعلم ماذا افعل اليوم و لكن ليس لدي الطاقة لفعل اي شئ!!
نزلت للأسفل و احضرت بعض القهوة....لم اكن احب القهوة كثيرا بالبداية ،كنت دائما اجد طعمها مراً، يعجبني قط، و لكن لا اعلم شيء ما جذبني اليها.
انت تشبهها حقا ...تشبه تلك القهوة..مُرة،لذيذه و تدفعك لادمانها حقا!!
ها انا اتذكر زين مرة اخري! 
في الواقع أنا لا انساه ...هو لا يخرج من عقلي و قلبي،و لن يخرج ...لن يكون كل شيء مضى مجرد ذكريات لن أدع لهذا ان يحدث، لن أدع كل شيء ينتهي هكذا!!
قاطع تفكيري صوت رنين الهاتف معلنا و صول رسالة ،كانت من رقم غريب تفقدت محتواها مما اثار الخوف داخلي حقاً
" تذكري دائماً كلماتي... سأجعل حياتك جحيماً "
محتوى الرسالة غريب، لم افهم شيئا بالبداية و لكنني لا اعلم لما تذكرت رسالة مشابهة لها جائتني مسبقاً ولكن الرقم كان مختلفاً.
"نعم اظن انها كذلك الآن " قلت لنفسي ساخرة ردا على هذه الرسالة ،لا اعلم لما تذكرت عائلتي ...شعرت باشتياق كبير لهما، اشتقت لوالدتي و والدي اشتقت لجاك كثيراً... تحولت مشاعري جميعها الآن لإشتياق لعين يقتلني ببطء، اشتياق لأشخاص رحلوا و لن يعودوا ابداً ، و اشتياق لشخص لا اعلم عنه شيئا الآن ...رأسي يؤلمني كثيراً من التفكير، اللعنة عليّ حقاً!!
****
امام عشرات زجاجات من الخمور الفارغة يجلس،تحت دخان سيجارته تنبع أفكاره ،افكاره صاخبة،يتمنى أن تتوقف بعد اخر كأس من الشراب،كلما اصبح ثملا كلما ازدادت أفكاره..كلما تذكرها و تذكر كل شيء معها،تذكر وجهها عندما تركهها وحيدة في الثلج ،عندما اغلق زجاج سيارته و اختفى بعيدا عنها.. شعوره عندما رأى أوستن، لم يستطع إخراج تلك القضية من عقله،لم يستطع إخراج ذلك اليوم في عمله ايضا...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 11, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مازالت على قيد الحياة! Still Alive!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن