10

5.3K 153 2
                                    

صاحت إسراء باكية :

- ماما ماتت يا رامي .

اتسعت عينيه و اخذ يتمتم بصدمة بكلام غير مفهوم :

- ا.اا.انتي بتكدبي صح .

لم يأتيه رد و لكن اتاه صوت بكاء اخته يكفي للاجابه..

لتدمع عينيه تلاقئياً و هو يتذكر افضل الذكريات مع والدته رحمها الله..

***

جالس صامت لا يتحدث و لة ينطق ببنت شفه يسمع صوت بكاء اقاربه و كل من حوله اكثر اهالي المنصورة تنيح ما ان انتهي العذاء ليبدي المصافحة لكل رجل يمر من امامه..

بجانبه والده الحزين المقتضب فمذ ولادته و هو يري ملامح الاقتضاب علي والده او لا يري والده فهي دائماً يسافر في بلاد الخليج و لا يأتي الا لزيارات..

ذهب رامي لشقيقته إسراء ليجدها تبكي بإنهيار كان سيتكلم و لكن يعجز لسانه عن وصف ما به جذبها إليه بعنف و احتضنها ليبكيان سوياً..

كان جسده يرتعش من آثر شهقات البكاء...

دفنت اسراء نفسها بين احضانه فلم يعد لها غيره رغم مشاكستهما لبعضهما و الحقد الذي كان يملئ قلبوهما انتهي في هذا العناق الضعيف..

انتهت إسراء من بكاء و ابتعدت لتزيل من عينيه دمعاته قلدها هو الاخر و اخذ رأسها بين ذراعيه..

اجلسها علي الفراش لتشعر بدمعاته مذالت تسيل علي وجهه..

إسراء بحنان :

- خلاص يا رامي متعيطش ادعي لماما بس .

رامي بصوت ضهيف كطفل تائه :

- عاوز ماما .

كتمت دموعها لينزف قلبها ألماً :

- و انا كمان بس ونبي خلاص .

مسح دموعه كالاطفال ليسمع اغلاق صوت احدي الغرف لتقول إسراء بإشمئزاز :

- ابوك و لة عنده اي دم بص دخل ينام .

رامي بحزن :

- ممكن يبقي شايل الحزن في قلبه الله اعلم .

مالت برأسها علي كتفه و تمسكت به ليسير بيده علي شعرها المدرج..

فتاه بريئة رقيقة لم تتم العقد الثاني حتي شكلها يدل علي فتاه تشبهة القطط بملامحها الهادئة..

ظلت علي تلك الوضعية حتي نامت و الدموع تلازمها اخذها في حضنه و نام بجانبها فهو يعلم ان كلاهما في هذه اللحظة يحتاجان بعض و بشدة..

مرت ايام و لم يستقر رامي نفسياً إلي الان فكان فراقها اسوء من صعب...

جاء والده و اقترب منهما بإقتضاب :

- رامي انا هرجع السعودية تاني..عاوزك تخلي بالك من اختك متسبهاش لوحدها .

رامي بضيق :

تائهة في قلب رجلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن