صديقي العزيز .
هذه هيا نفسها الأرصف التي كُنا نلتقي فيها من أجِل الإستمتاع بيوم واحد بعيداً عن ضجيج الحياة عن عتب أهالينا , تتذكر عندما كُنا نستلقي على حشائش تلك الحدائق ننتظر موعد إنضخاخ رشاشات المياه لنغمض أعيوننا ونحن نبتسم ونعود في صباح اليوم التالي مُبللين تماماً لنتلقى التوبيخ ونحن نبتسم من أعماقنا , مُنذ رحيلك وهيا تَبدوا شاحبة مُنذ نهاية أخر لقاء بيننا , خالية من الملامح , من الإتجاهات, من الإرشادات, تماماً مُنذ لحظة إفتراقنا , أنظر لها بقلب مفطور , بكم هائل من الهُموم , صديقي مياه تلك الحدائق قد جفت , قد ذبلت زهورها , بالرُغم من سقايتها بإنتظام , جفت وتجعدت وأصابها الجفاف وذلك لإختفاءنا عنها لمِدة , مُنذ رحيلك وأنا أعجز عن المرور من أمامها حتى لا يقهرني الحُزن وأبكي ولكن اليوم عُودت بعد ثلاث سنوات لأخذ معي بعضاً من زهورها والقليل من سُقياها لأروي بها قبرك , يُقال بأن الرحيل لا يترك لك وقتاً للوداع , للإحتضان, للإستشعار بنعمة الحياة , يأتي بلا موعد , بلا توقيت , بلا قافية ليحمل معه من أراد ويرحل ليتركك في الخلف تتقطع حتى الموت , تمنيت ولو رحلت معك فلا حياة لِي بدونك ولا شمس تشرق علي بدونك, ولا شعور يخالجني بدونك, دُفنت أنت ولكن ليس لوحدك , فروحي السعيدة دُفنت معك , صديقي سامحيني على هذه الدموع التي تنساب بغزارة فأنا لم أكُون مستعداً لتوديعك مُت ولكن ذكريياتنا لم تَموت, أتمنى ولو تعود لتأخذني معك فالألم أهَلك صدري قطع فؤادي ونزف بروحي , عود لنعيش أيامنا من جديد فأنا لا أستطيع العيش بدونك .
أنت تقرأ
يوميات تائهة.
De Todoحِين تعيش لفترة محتكراً للإنعزال لا روابط تربطك بالعالم لا يوجد سوا محيطك الفارغ من الأصوات والمُكتض بالسواد المصمت والهادئ تجلس بمفردك تُحدث نفسك بحُزن ، لا أصدقاء ، لا أسرة ، لا محيط تشعر بالإنتماء له ، لذا ستأخذ بيدك لعالم أخر حيث هناك ستتحدث ال...