الفصل 19 : كلانا ممتلئ بالجراح

8.2K 558 83
                                    


غريبة تلك المشاعر وغريب ذلك القلب فالاثنان يحملان حبا لشخص تعلم جيدا أنك لن تستطيع الوصول اليه حتى

نظرت بعينيه غاضبة لكن صدمت عندما رأت دمعة سقطت منه أقترب مرة أخرى لكنها لم تتحرك فقبل خدها بهدوء ثم همس بأذنها قائلا

-ألا يكفيك هذا انا اريدك أيمي أريدك وبشدة

ابتعد عنها وهو يتنفس بصعوبة هو يعلم ردها جيدا لذا كره الاعتراف بهذا الشييء كره أن يسمعه منها مرارا وتكرارا أرهقته هي حقا ارهقت قلبه وجسده فأنهكه التعب
مشى وهو يطرق برأسه ارضا وسط دهشتها لم ترى من قبل رجلا يبكي ..يبكي من اجلها هي فقط كم يحبها هل هو يكذب أيعقل ان كلامه مجرد كذب كما فعل قبل سنة معهم هي تخشى أن تصدقه هي تخشى الوثوق برجل بأي رجل فلو وثقت هذا يعني أنها احبته بعمق جرحها كثيرا في الماضي باتت تخشى ان تجرح اكثر

ضغطت بيدها على ملابسها وهي تراه يبتعد
-لن اخسر شيئا أن فعلتها انا بالفعل خسرت كل شيء لم يتبقى لي احد لكي أخشى عليه

ذهبت خلفه مسرعة وهي تنظر للارض عقلها ممتلئ بالافكار يكاد ينفجر توقف هو فأحس بخطواتها أدار وجهه ليراه تتبعه بالفعل فتح عينيه على متسعهما وهو يقول

-لماذا أتيتي خلفي
هزت كتفيها بعدم اهتمام قائلة
-انا حارستك هل نسيت
أبتسم وهو يقترب منها فقال
-أصبحت اخاف ..اخاف من النوم فأحلامي امتلئت بالدماء لذا هل تستطيعين حراستي منها

-هذا شيئا رائع ان اراك تتعذب بمنامك لما احرسك منها
-انا اتعذب بالفعل منك بكل نظرة تنظريها لي الا تعلمين
قالها وهو يدير وجهه ويمشي مبتعدا لتلحقه هي أمسكت بردائه من خلف فقالت
-أنت تكذب انت لاتحبني لو احببتني لما فعلت كل هذا لما قتلت كل من احب لما دمرت احلامي ووطني كل شيء احرقته انت أنت جحيمي

التفت لها وهو يقول صارخا
-ليتني ماقتلت وليتني ماجلست يوما على ذلك العرش الذي افقدني كل حياتي لو كنت اعلم بأني سأعاقب هكذا على تلك التصرفات مافعلتها اقسم بأني ماكنت لافكر أن افعلها حتى حبك افقدني عقلي واذاب كل البرودة التي أكلت داخلي وحتى قلبي اصبح كالميت لايحيه سوى نبضات عشقك انت

أمسك بيدها ووضعها على صدره فأحست بتلك النبضات القوية التي لن يتحمل قوتها أنسان عادي فأكمل هو وسط نظراتها الفارغة
-هل تشعرين بقوتها اظنه سيخرج يوما من اضلاعي بسببك وتقولين كذب

ترك يدها وابتعد اما هي تسمرت مكانها الخوف يعتريها بعد كل تلك المدة أحست بأرتجاف جسدها بسبب خوفها فقوة نبضات كهذه ستقتلها يوما هي لا صاحبها بسبب الجنون

لملمت شتات نفسها وهي تتذكر كلمات زيوس التي لاتفارق عقلها تبعته لتراه واقفا امام غرفته التفت لها ودخل بهدوء تاركا الباب مفتوحا أسرعت نحو الغرفة واخرجت كل تفكير مسموم من عقلها حتى لو ماتت ستستعيد وطنها مهما كلفها الامر
دخلت واغلقت الباب خلفها لتراه مستلقيا على فراشه بهدوء لايتحدث وقفت لدى الباب مكتفية بذلك القرب بينهما اغمض عيناه بهدوء فأقتربت من الكرسي وجلست عليه ساد الصمت المكان فظنته نائما
نظرت له وهو لايتحرك غطى وجهه بالغطاء ليتحدث

Emmèi أيـمي ــحيث تعيش القصص. اكتشف الآن