نجمة على الارض

5.8K 249 87
                                    

تولى تيم  مهمة قيادة اليخت وحده فهو لم يكن يرغب برؤية احد لهذا قرر ان يتوجه نحو جزيرة يستوطنها اعداد قليلة من البشر.

بعد خمسة ايام تمكن من الوصول للجزيرة المعهودة فاستقبله رجلاً كهل يمشي على العكاز ويرتدي ملابس مهترئة قال وهو يشير لتيم بالنزول

-اهلاً بك سيد تيم في جزيرتنا المتواضعة

اجاب بنبرة ممتنة

-شكراً لاستضافتي جدي

تبع تيم الرجل العجوز الذي اخذه لكوخ مصنوع من القش…  تبدو الحياة بسيطة جداً هنا…  المنازل مصنوعة من القش وبعض القصب… النساء يذهبن للعمل في الحقول بينما رجالهن يذهبون لصيد الاسماك قال الرجل العجوز وهو يفتح الباب

-ارجو ان تنال الراحة في هذا الكوخ المتواضع

ابتسم تيم وهو يربت على كتفه

-الجزيرة جميلة جداً سأشعر بالراحة هنا بالتأكيد

-يسرني ذلك… .اذا احتجت لأي شيء ستجدني في ذلك الكوخ

اجابه تيم بهدوء

-كل مااحتاجه الآن هو النوم

قضى اليومين الأولين في الكوخ دون ان يغادره لا يسمع سوى اصوات الاطفال يلعبون واصوات الرجال القادمين من رحلة الصيد… وعندما يخيم الليل ويعم السكون يعود لألته الكاتبة وياخذ بكتابة روايته الجديدة فاسم مايا وصورتها لاتبارح فكره… انه يشعر بألم فظيع يختزن بداخل قلبه يحتاج ان يصرخ ان يبكي ليزيل هذا الكم الهائل من الألم ولو قليلاً  لكن ليس بمقدوره فعل مثل هذا الأمر. 

في صباح يوم الخميس افاق مبكراً لم تكن الشمس قد شرقت بعد… .اخذ يخطو في انحاء الجزيرة كانت ساكنة جداً وكانها خالية من البشر.

جلس على احدى الصخور واخذ يتأمل منظر البحر وشروق الشمس … لقد تغير تيم كلياً وكأنه كبر في العمر اللحية الكثيفة تغطي ملامح وجهه الجذابة والحزينة ويرتدي ملابس بالية…و حذاءه الممزق وكأنه احد المتسولين.

وفجأة قاطع شروده اصوات اهل الجزيرة التي اخذت تزداد رويداً رويداً النساء يودعن رجالهن ويدعون لهم بزيادة الرزق والعودة السالمة رغم بساطة هذه الحياة  الا ان الجميع يبدو مرتاح البال من يتصور ان الجالس على الصخور صاحب اكبر شركة في البلد ويملك العديد من العقارات.

ولكنه سرعان ماروادته فكرة ان يتخلى عن الحياة المترفة ويعيش حياته هنا ربما يحصل على الراحة…التي لطالما بحث عنها. 

وفجأة لفت انتباهه صوت مألوف استدار نحو مصدر الصوت فكانت فتاة ترتدي فستان طويل و ينسدل شعرها الاسود الطويل عند ظهرها على شكل جديلة… لم يتبين ملامح وجهها جيداً… . كانت تعبث مع الاطفال بالكرة… كان صوتهم وصوتها المألوف يتعالى بينما اخذ يلاحقها بنظراته لعله يرى وجهها.

غيرة الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن